صدم الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، المصريين بشأن فيضان النيل، مؤكدًا أنه للمرة الثانية في التاريخ عيد وفاء النيل بدون فيضان.
وقال شراقي عبر صفحته الشخصية بـ”فيس بوك:” عيد وفاء النيل 15 أغسطس من أقدم الأعياد الرسمية في العالم حيث يرجع إلى ماقبل العصر المصري القديم منذ أكثر من سبعة الآف عام، ويرجع
عمر نهر النيل جيولوجيا إلى حوالي 20 مليون سنة وكان داخل مصر فقط ويجمع الأنهار من جبال البحر الأحمر مثل وادي قنا ووادي الأسيوطي والحمامات ووادي العلاقي، وأخذ شكله الحالي منذ
حوالي 6 ملايين سنة، حيث ينبع من المنطقة الاستوائية (بحيرة فيكتوريا) والتي تساهم بحوالي 15% من الإيراد السنوي، والهضبة الإثيوبية (85%) منها 60% من النيل الأزرق الذي يقام عليه سد النهضة”.
وأضاف: “أشهر السنة كلها إيراد للنيل مقسمة ثلاثة مواسم رئيسية، اثنان في المنطقة الاستوائية بمساهمة 15% فى إيراد النيل السنوى الأول سبتمبر ديسمبر، والثانى مارس يونيو، والثالث على
الهضبة الإثيوبية يوليو سبتمبر ويساهم بحوالي 85% من إيراد النيل، المياه الاستوائية (15%) تاتى بانتظام على مدار العام بعد بناء سد أوين على بحيرة فيكتوريا 1955، بينما المياه الإثيوبية (85%) يأتى
معظمها إلى مصر نهاية يوليو حتى نهاية نوفمبر، وعند وصولها يرتفع منسوب النيل ويتأكد ذلك فى منتصف أغسطس الذى اتخذه المصريون القدماء للاحتفال بالحدث المهيب بوصول المياه بعد تعطش لشهور عديدة”.
وتابع أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة:”السد العالي (1960 1970) عمل على تخزين المياه فى بحيرة ناصر وصرفها بانتظام على مدار العام طبقًا للاحتياجات خاصة الزراعية، وبالتالى أصبح وصول الفيضان خاص
ببحيرة ناصر وليس بالنيل، وأصبحت مقاييس النيل أثارًا تاريخية لعدم أهميتها بعد السد العالى، واصبح يوم 15 أغسطس رمزا لمكانة النيل بالنسبة لمصر بعدما كان احتفالًا مهيبا للحدث الجلل بوصول المياه بعد تعطش لشهور عديدة”.
وأردف شراقي:”سد النهضة بدأ تخزين المياه يوليو 2020 بكميات قليلة، ازدادت فى يوليو 2023 إلى حوالى 50% من إيراد النيل الأزرق وهو المصدر الأول لايراد النيل فى أغسطس، وبالتالى لم يصل الفيضان إلى بحيرة ناصر فى موعده لأول مرة فى التاريخ،
وسوف يتكرر ذلك هذا العام أيضا بسبب التخزين الخامس الذي بدا 17 يوليو الماضى ويستمر حتى الأسبوع الثانى من سبتمبر المقبل، والسنوات القادمة أيضا لأن مياه النيل الأزرق سوف تأتي بانتظام على مدار العام كما حدث فى مياه بحيرة فيكتوريا”.
ولفت إلى أن السد العالي سوف يظل حصن الأمن المائى الأول للمواطن المصري، ويوفر المياه فى جميع أي أوقات السنة بمنظومة عالية هى المسئولة عن مصر الحديثة وحق القول “مصر هبة النيل والمصريين والسد العالي”.
واختتم:” شكرًا الرئيس جمال عبد الناصر، شكرًا بناة السد العالي، شكرا أهلنا في النوبة الذين ضحوا بأرضهم وبيوتهم، شكرًا روسيا على تعاونها معنا فى بناء السد العالى، شكرًا لكل الشعب المصري الذي عانى على مدار 15 سنة 1956 1970 لبناء السد العالي”.