تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بأحد أهم وأكبر المناسبات الدينية في المسيحية، وهو احتفال الجمعة العظيمة، يوم صلب فيه السيد
المسيح على خشبة الصليب، بحسب الأساس العقيدي والإيماني الوراد بين طيات البشائر الإنجيلية الأربعة، والذي بُنيت عليه كافة الكنائس العالمية سواء كانت الارثوذكسية او الكاثوليكية او البروتستانتية أو الأنجليكانية أو الرومية.
وشرح الباحث عادل جرجس، المتخصص في الدراسات الكتابية، سبب شرب المسيح للخل وهو معلقا على الصليب، موضحًا أن المسيح فعل ذلك بشكل فيه مضمون رائع يكمن فيه محبته للنفس البشرية، إذ أن العادات الإجتماعية لدى اليهود كانت تنص على أن الرجل الذي يُعجب بإمرأة ويرغب في الزواج منها.
وتابع في تصريحات لـ”الدستور”: كان يطلب منها أن يشرب فتعطيه خلًا فإذا قبله وشربه وتحمل أن يتجرع هذه المرارة فكانت تتم الزيجة، وما فعله المسيح على الصليب كان كإن المسيح يتقدم لخطبة النفس البشرية.
وأوضح: المسيح طلب ان يشرب وهو فوق الصليب إلا أن العساكر الرومان لقساوة قلوبهم، أعطوه الخل ليشرب، وكانت الكنيسة قد نهت عن عادة شرب الخل يوم الجمعة العظيمة لما لها من اضرار صحية.
من جانبه، قال الأنبا ياكوبوس، أسقف الزقازيق الراحل، في نشرة له عن الجمعة العظيمة، إن الصليب مرتبط أساسًا بالمصلوب، والمصلوب حي في السماء يحمل سمات صليبه ويسكبها علينا كل يوم بل كل لحظة غفرانًا وتطهيرًا، بل
قداسة وبرًا وفداء. فنحن نختبر بأنفسنا بل ونمارس بأجسادنا وأرواحنا صليب ربنا كل يوم.وحينما نقول الصليب ” المحيى ” فإنما نقول ذلك ونظرنا على الدم الإلهي الذي انفجر لنا من الجنب المطعون وجرى على خشبة الصليب نهر حياة.
جدير بالذكر أن الأقباط يستعدون لاحتفالات الكنيسة بعيد القيامة المجيد بعد يومين فقط، اذ يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة المجيد غدا السبت، بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكُبرى بالعباسية.