ساعات قليلة كانت فارقة في حياة محمد حسين بائع غزل البنات ابن دار السلام في سوهاج، فما هو إلا فيديو من ثواني معدودة حتى أصبح حديث مصر الأول.. فيديو لرجل مصري بسيط ظَهَر وهو يتخلص من بضاعته غير المباعة بعدما فقد الأمل في الحصول على أي رزق بعد يوم طويل من العمل، ورغم عدم ظهور البائع بوجهه إلا أن شهامة المصريين كانت دافعا للبحث عنه والوصول إليه طالبين تقديم يد العون له والتخفيف عن مصابه.
وكما جاء في الفيديو، ظهر بائع غزل البنات تائهًا حزينًا لا يعلم إلى أين خطواته تأخذه، ملامح الحزن غلبت وجهه والدموع ترفض أن تهبط على وجنتيه معلنة عن ما بقلبه من
وجع ويأس شديد، جلباب بني اللون ومشية يظهر عليها كسرة الزمان.. ذلك الفيديو الذي جال مصر والعالم ولم يكن يعلم من التقطه – أحد أهالي قرية أولاد سالم بحري في دار
السلام بـ سوهاج – أن يكون هذا الفيديو محور حديث المصريين خلال الساعات الماضية، حيث انتشر هذا المقطع عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتيك توك الشهيرة كالنار في الهشيم.
ولاقى الفيديو، انتشارًا واسعًا واعجابًا شديدًا، حيث أثار عاطفة الجميع، ما استدعى إلى تحريك المياه الراكدة وإعلان حياة كريمة توليها أمر بائع غزل البنات السوهاجي، حيث تعهدت بصرف راتبًا شهريًا له يكفل له ولأسرته المكونة من زوجة و4 أطفال حياة كريمة.
كما تواصلت مديرية التضامن الاجتماعي مع الأب الثلاثيني، مؤكدة دعمها له وأنها لن تدخر جهدًا فيه إنهاء إجراءات صرف معاش تكافل وكرامة له ولأسرته بشكل عاجل.
صدى البلد مع بائع غزل البنات ابن سوهاج
وحرصت صدى البلد على لقاء محمد حسين إبراهيم أحمد ابن قرية أولاد سالم بحري، حيث قال وملامح الحزن تظهر على وجهه: “مابعتش بجنيه وكان صابح وقفة عرفات وكان نفسي أشتري لأهل بيتي لحوم عشان يعيدوا زي الناس… صعبت عليا نفسي ورميت غزل البنات اللي مسددتش حقه في الشارع”.
وأكد الأب البالغ من العُمر 31 عامًا، في بث مباشر عبر صفحة موقع صدى البلد على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه يوم الجمعة الماضي خرج من منزله ليسترزق في تمام الساعة السادسة صباحًا، وظل يسعى حتى نهاية الليل، ولم يبع بجنيه واحد، حتى انتاب قلبه الحزن وأصابه اليأس.
واستكمل بائع غزل البنات الثلاثيني حديثه، قائلًا:”روحت البيت من غير البضاعة مراتي استغربت إني مش معايا ولا كيس غزل بنات وفي نفس الوقت حزين ومتضايق ولما سألتني قولتلها إني رميت كل الأكياس مع إني مجمعتش حقهم حتى.. حاولت تهون عليا وتداوي وجع قلبي وتراضيني والحمد لله ربنا راضاني ورضاها”.
وأشار ابن دار السلام، إلى أنه لم يعلم أنه تم تصويره فيديو في هذا اليوم، وتفاجأ بانتشار المقطع ويظهر فيه وهو حزين ويلقي بأكياس الغزل بالشارع، وأنه أصبح حديث الساعة بكافة أنحاء الجمهورية.
وأضاف محمد حسين إبراهيم – في تصريحات لصدى البلد – أن لديه 4 أطفال ولا يستطيع سد احتياجاتهم المعيشية، وإنه تفاجأ بالفيديو المنتشر على الإنترنت ولا يعرف عنه شيئًا، مضيفا أنه بعد تعب شديد استمر لساعات في محاولة لبيع شيء ولكنه فشل فى ذلك، وبعد إحباط وفشل لم يشعر سوى بإلقاء البضاعة في الطريق.
وحول تدخل المسئولين، قال البائع إن وزارة التضامن تواصلت معه وأكد له أحد المسئولين أنه سيتم مساعدته فى إقامة مشروع مناسب له، موضحا أن فريق التدخل السريع أخذ كافة الأوراق اللازمة التي تثبت حالته.
“التضامن الاجتماعي” تمد يدها لبائع الغزل
وفي ذات السياق، قررت مديرية التضامن الاجتماعي بسوهاج بحث حالة بائع غزل البنات محمد حسين إبراهيم (31 عاما)، لتقديم الدعم اللازم له ومساعدته في إقامة مشروع له يستطيع أن يسد احتياجات أسرته.
وقال مصدر مسئول بمديرية التضامن في سوهاج، أن فريق التدخل السريع التابع للوزارة التقى ببائع غزل البنات لتقديم الدعم اللازم له بعد الانتهاء من دراسة حالته، وذلك بناء على توجيهات وزارة التضامن لبحث الحالة، مضيفا إنه جارى إعداد تقرير شامل بحالته.
حياة كريمة تتكفل برعاية بطل غزل البنات
كما أعلنت مؤسسة حياة كريمة، عن تكفلها برعاية محمد صاحب فيديو غزل البنات الشهير وأسرته، وقررت تسليمه مشروعا متكاملا يكفل له حياة كريمة طوال العمر.
وحسب تصريحات المؤسسة، فأن فريق عمل مؤسسة حياة كريمة فور انتشار الفيديو قام بالتواصل مع صاحبه وزيارته فى منزله بسوهاج.
وكتبت مؤسسة حياة كريمة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:”من قلب المعاناة لأمل جديد! محمد بدأ يومه بأنه اشترى بضاعة غزل بنات بـ300 جنيه بالسلف على أمل أن يرجع بيته كسبان، بس للأسف معرفش يبيع حاجة وخلى قلوبنا تتوجع من بكاءه، مؤسسة حياة كريمة شافت قصته واتحركت علطول، ومكتب حياة كريمة الميداني بالمحافظة قرر يزوره للوقوف جنبه ويساعده يبدأ من جديد بمشروع يناسب طموحه”.