موجة غير مسبوقة من حالات الإعياء والنزلات المعوية التي أصابت عددًا كبيرًا من المواطنين شهدتها محافظة أسوان خلال الساعات الأخيرة، تعددت أعراضها بين القيء والإسهال والشعور بالغثيان، ما أثار المخاوف بين الأهالي بشأن احتمالية تلوث مياه الشرب في المنطقة، فيما لا تزال الأسباب الحقيقية وراء هذه الحالات مجهولة إلى حد ما، إلا أن وزارة الصحة تدخلت بشكل سريع لمحاولة كشف غموض المرض.
على مدار الأيام الماضية، تم الإبلاغ عن حالات إعياء شديدة بين المواطنين، خاصة في المناطق الريفية مثل أبوالريش ودراو، الأعراض كانت واضحة: غثيان، إسهال، وقيء، الأمر الذي دفع السلطات الصحية إلى التدخل الفوري، وزارة الصحة المصرية لم تتأخر، حيث وجه وزير الصحة، بإرسال فريق مركزي من قطاع الطب الوقائي إلى المحافظة لتقصي الأسباب وفحص عينات من مياه الشرب والأطعمة التي يتناولها المواطنون.
الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أفاد في مداخلة تليفزيونية، بأنه تم الكشف عن بعض المؤشرات الأولية للفحص، الذي أشار إلى تحسن في الحالات المصابة، ما يعكس فعالية التدخل العلاجي من قبل فرق وزارة الصحة،
مؤكدا أن التحقيق لا يزال جاريًا للوصول إلى المسبب الحقيقي وراء هذه الأعراض، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي دليل ميكروبيولوجي على تلوث مياه الشرب، قائلا إن العينات التي تم فحصها من محطات المياه لم تظهر أي تغيرات مرتبطة بوجود بكتيريا خطيرة.
حقيقة تلوث مياه الشرب في أسوان
رغم انتشار الشائعات حول تلوث مياه الشرب في أسوان، إلا أن التقارير الأولية تشير إلى أن المياه خالية من أي تلوث بكتيري أو كيميائي يمكن أن يسبب تلك الأعراض، التحليلات التي أجرتها وزارة الصحة على المياه أظهرت أن السبب
وراء هذه الحالات قد يكون مرتبطًا بعوامل أخرى، ربما غذائية أو مرتبطة بالنظافة الشخصية، ومع ذلك تستمر الجهود في فحص مصادر الطعام، خصوصًا الأطعمة المباعة من الباعة الجائلين، حيث إن البعض يشتبه في أن بعض الأطعمة قد تكون السبب.
نصائح الوقائية من المرض
في ظل هذا الوضع، قدمت وزارة الصحة بعض النصائح للمواطنين لتجنب الإصابة بأعراض الجهاز الهضمي، حيث أوضح المتحدث الرسمي أن النظافة الشخصية تلعب دورًا رئيسيًا في الوقاية، مشددا على ضرورة غسل الأيدي جيدًا قبل وبعد تناول الطعام، وطهي الطعام بشكل جيد، وغسل الفواكه والخضروات بعناية.
ونصح المتحدث المواطنين بضرورة تجنب شراء الطعام من الباعة الجائلين والحرص على الحصول على الأطعمة من مصادر موثوقة وآمنة.
على صعيد آخر، أكد اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان الدور الحيوي الذي تلعبه الفرق الطبية في المحافظة، مشيرا إلى أن المستشفيات تعمل بكفاءة عالية لاستيعاب أي حالات مرضية، سواء كانت تابعة لمديرية الصحة أو الهيئة العامة للرعاية الصحية.
وأضاف المحافظ أن المستشفيات مجهزة بالكامل لاستقبال المرضى وتقديم الرعاية الطبية المناسبة، معربا خلال اجتماع عقده مع مديري المستشفيات عن تقديره للجهود المبذولة من قبل العاملين في القطاع الصحي، مشيدًا بتوفير الخدمات الصحية المتكاملة للمواطنين في القرى والمناطق الريفية، مؤكدا استمرار تنظيم القوافل الطبية المجانية لتوفير الرعاية الطبية لجميع المواطنين.
الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة، أكد أن ما يُتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول حالات التسمم والنزلات المعوية في أسوان نتيجة تلوث مياه الشرب عارٍ تمامًا عن الصحة، مضيفا أن الصور المنتشرة على «السوشيال ميديا» لا تمت للواقع بصلة، وهي مجرد شائعات مغرضة تهدف إلى إثارة البلبلة بين المواطنين.
ولفت إلى أن فرق الطب الوقائي تعمل على استكمال فحوصات المياه في المنازل، حيث يتم أخذ عينات من الشبكات الداخلية وإرسالها إلى المعامل المركزية للتحليل، وطمأن المواطنين بأن النتائج النهائية ستكون متاحة خلال أيام قليلة، مؤكدًا أن الوضع تحت السيطرة ولا داعٍ للقلق.