استهل الكاتب عبد الله مهدي حديثه خلال ندوة الكنيسة القبطية وارثة الحضارة المصرية القديمة، والتي أقيمت باتحاد الكتاب، مشيرا إلي أن كلمة “القبط” ليست تسمية دينية، ولكنها تسمية وطنية، أصلها يعود لعبارة
فرعونية تتألف من ثلاث كلمات “حت — كا — بتاح” ومعناها بيت روح بتاح والمقصود معبد الإله بتاح في مدينة ممفيس عاصمة مصر الفرعونية، والتى كان ينتسب لها أجدادنا القدماء كما ننسب الآن للقاهرة التى نسميها أيشا مصر.
القبط تسمية وطنية وليست دينية تعود أصولها لمصر القديمة
وأوضح “مهدي”: وقد نحت اليونانيون القدماء من العبارة الفرعونية “حت — كا — بتاح” كلمة ايجبتوس التى عربها العرب فأصبحت قبطى.
ولفت “مهدى” إلى ما ذكره د. جمال حمدان في كتابه شخصية مصر: أن مصر ليس لديها مشكلة طائفية ولا عانت مشكلة أقليات، بل هي من صنع ووهم الاستعمار أو من إفرازات عصور الانهيار والانحطاط السياسي. فالوطن ساحة رحبة ومجالا مفتوحا يعمل فيه كل المواطنين متضامنين لتحقيق الأمن والرخاء. والحياة العامة في مصر فيها قبول بالسليقة ناتج من وحدة الأمة المصرية منذ آلاف السنين.
بدوره تحدث الراهب القمص يسطس الأورشليمي، عن مدى التأثير القوى للحضارة المصرية القديمة على المصريين في الحقبة القبطية، معنى قبطى / مصرى وأنها ليست تسمية دينية ولكنها تسمية وطنية.
وأورد “الأورشليمى” ما ذكره د. طه حسين في كتابه مستقبل الثقافة في مصر: عن أن الكنيسة القبطية مجد مصري قديم والحضارة الفرعونية ممتدة في الكنيسة القبطية.
ولفت إلي أن: الحضارة الفرعونية امتدت في حياة أحفادهم الأقباط اليومية وفي كتاباتهم ونظم تسجيلاتهم وعلومهم والفنون والأدب القبطى ولغتهم القبطية التى هى المرحلة الرابعة من تطورات اللغة المصرية القديمة.
وأكد “يسطس” علي أن العلماء وأهمهم “أوتكينج” كشفوا في بحوثهم على أن الأقباط لم يحافظوا على بعض ميزات الجنس المصرى الأصيل فحسب، بل احتفظوا إلى الآن بالملامح المصرية القديمة وكان اختلاطهم بالأجناس المختلفة قليلا لم يؤثر
فيهم ومما أدهش علماء الأجناس الذين أثبتوا أن مقاييس الرأس والقامة تكاد تكون متماثلة تماما بين المومياء المصرية القديمة وهياكل العظام في العصور الأولى وبين أقباط اليوم وبالتالى فإن القبط من ناحية الجنس سلالة مباشرة لقدماء المصريين.