قال الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة “الدستور”، إن مصر كانت تستخدم أوراقها الدبلوماسية وثقلها السياسي للتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في غزة، لكننا الآن أمام نقلة مهمة جدًا في دور مصر ومحاولاتها إنهاء الأزمة الموجودة منذ 7 أكتوبر، موضحًا أن ما نشرته صحف إسرائيلية اليوم يشير إلى أن مصر تنتقل من استخدام الأوراق السياسية إلى ما يشبه التهديد المباشر لإسرائيل.
وأضاف، خلال مداخلة هاتفية لقناة “القاهرة الإخبارية”، أن المسئولين المصريين طلبوا من مدير المخابرات الأمريكية، خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات في القاهرة، أن تمارس أمريكا ضغوطًا جدية على إسرائيل،
وإلا ستستخدم مصر الورقة الكبيرة في يدها، وهي إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، وذلك في إشارة إلى أن ما تمارسه الولايات المتحدة على إسرائيل ليس جديًا بشكل كافٍ، وأن تصريحات الأمريكان لا تؤتي بثمارها في وقف الحرب.
وأوضح أن هذا التلويح له أهمية كبيرة لأن إسرائيل لم تنعم باستقرار ولا أمن إلا بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، لذا الاتفاقية مهمة جدًا بالنسبة لإسرائيل، وهذا التقرير الذي نشرته صحف إسرائيلية أثار حالة فزع وخوف دفعت المسئولين الإسرائيليين أن يبادروا بالاتصال بمسئولين مصريين للتأكد من التصريحات.
ولفت الإعلامي محمد الباز إلى أن التقارير الإسرائيلية لم تكن دقيقة في نقل الرد المصري على المسئولين الإسرائيليين، وحاولوا التخفيف من أثر التصريحات، موضحًا أن
المسئولين المصريين أكدوا جدية التصريح الذي يصل إلى التهديد، بأنه إما توقف إسرائيل ما يحدث في رفح الآن أو تلجأ مصر إلى هذه الورقة، خاصة أن هناك جهات شعبية كثيرة في
مصر تطالب بإلغاء المعاهدة، وإن كانت إسرائيل تضرب عرض الحائط بكل المطالبات لها بأن تكف يدها عما تمارسه في رفح، فما الداعي لبقاء المعاهدة إذا كانت إسرائيل تتجرأ بهذا الشكل؟.
وأكد أن ما قالته مصر ليس تهديدًا فقط وإنما كلام جدي، وإن لم تتوقف إسرائيل ستكون المعاهدة في خبر كان.