صاحبة المبادرة للعربية نت والحدث.نت: “أحلم بأن يستطيع كل مصري فك شفرة الرموز على جدران المعابد والمقابر المصرية القديمة دون الحاجة إلى متخصص”
كثير منا يحرص على زيارة المعالم التاريخية المصرية القديمة، والتي تنتشر في كل ربوع مصر من شمالها إلى جنوبها، لكن قلة قليلة فقط من المتخصصين في علوم الآثار والمصريات يستطيعون فك شفرة الكتابات المصرية القديمة المدونة على جدران المعابد والمقابر وفي المتاحف المصرية.
هذا ما دفع شابة مصرية إلى القيام بخطوات حقيقية كبيرة لتعليم الأطفال والكبار المبادئ الرئيسية في اللغة المصرية القديمة.
تقول د. هدى عبدالعزيز لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” إن شغفها بالحضارة المصرية القديمة دفعها للبحث والدراسة في هذا المجال، فرغم أنها فنانة تشكيلية في الأساس فإن سحر الحضارة المصرية القديمة دائما ما كان يطاردها،
ما دفعها إلى البحث والدراسة في مجال المصريات والتفكير في العمل على مبادرة للتعريف بالمبادئ الرئيسية للغة المصرية القديمة، وربطها بمناهج التعليم للأطفال في المدراس، ليخرج نشء جديد قارئ ومطلع في تاريخ أجداده.
مبادرة “المستكشف الصغير”
وتقول د. هدى إنها قامت بعمل دراسات عليا في مجال تأسيس المناهج ودمجها مع الحضارة المصرية القديمة في جميع العلوم، من أدب ونصوص وعلوم ورياضيات وغيرها من مواد الدراسة المختلفة في المدارس، وهو ما مكنها من العمل كاستشارية في هذا المجال وبدء هذه المبادرة التي أسمتها مبادرة “المستكشف الصغير”.
وتضيف د. هدى: “مثلا في الرياضيات، أقوم بتعليم الأطفال الأرقام باللغة المصرية القديمة، مع إعطاء الأطفال مسائل حسابية بسيطة من العلوم المصرية القديمة، وفي الأدب مثلا أختار نصوصا أدبية مصرية قديمة للطلبة يدرسونها مثلما تدرس النصوص اليوم باللغة العربية والإنجليزية وكافة اللغات”.
ولم تكتف صاحبة المبادرة بهذا بل قامت أيضا بعمل رحلات وأنشطة للطلبة لتقريبهم أكثر من حضارة أجدادهم وللتدريب العملي على فك رموز اللغة المصرية القديمة في المعالم الأثرية المختلفة.
نشر الوعي بالجهود الذاتية
كل هذه التحركات والخطوات في هذه المبادرة قامت بها د. هدى عبدالعزيز منفردة وبالجهود الذاتية في سبيل الحفاظ على الهوية المصرية ونشر الوعي بها بين المصريين.
وكان للدكتورة هدى عبدالعزيز أيضا تجربة في إعداد وتقديم برنامج عرض على التلفزيون المصري بعنوان “لغتنا القديمة”، لتعليم مبادئ اللغة المصرية القديمة بشكل مبسط للمصريين وغيرهم ممن يهتمون بمعرفة هذه اللغة، حيث قدمت من البرنامج موسمين ناجحين لقيا استحسان واهتمام شرائح عريضة من المشاهدين.
إحياء اللغة المصرية القديمة
وعما إذا كانت تصبو إلى إحياء اللغة المصرية القديمة، قالت هدى إنها تحلم فقط بأن يستطيع كل مصري فك شفرة بعض الرموز ليس إلا دون الحاجة إلى متخصص فيما يشبه “محو الأمية الهيروغليفية” حيث تعتبر أن ذلك حق أصيل لكل المصريين باختلاف خلفياتهم وأعمارهم، وذلك حيث إن اللغة القديمة تظل لغة اندثرت منذ زمن طويل وإعادة التحدث بها ليست سهلة.
وتؤكد د. هدى صاحبة المبادرة أن نصوص المعابد والجداريات محدودة ومكررة، ولهذا فأي شخص يستطيع بالقليل من المعرفة فك رموز معظم المعالم الأثرية المصرية القديمة.