عرفت محافظة بورسعيد منذ نشأتها بتراثها المعماري الفريد وعلي الرغم من تميز مبانيها المعمارية في حي الشرق بطرازها الأوروبي، إلا أن “مسجد لطفى شبارة” أحد المساجد التراثية الإسلامية المميزة وهو ثالث مساجد المحافظة، تميزا بطرازه المعماري الأندلسي.
وكعادتها “بورسعيد” لم يخلو حي من أحيائها من مشهد المسجد بجوار الكنيسة، حيث يقع بمقابلة مسجد لطفي شبارة الكنيسة الكاتدرائية، والتي تعد أيضا أحد المباني التراثية، ولكن ما يميزهما قربهما من المجرى الملاحي لقناة السويس والميناء السياحي بها.
ولم تخلو ذاكرة البورسعيدية وذكرياتهم السعيدة التي كان لمسجد لطفي شبارة نصيب كبير منها، حيث كانت تتم مناسبات عقد القران بالمسجد بحضور العشرات من الأهالي في فترة التسعينات.
وافتتح الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية حينها مسجد عبدالرحمن لطفي الشهير باسم “لطفي شبارة” عام 1393 هجرياً و1954 ميلاديا، وهو ثالث مسجد بني في محافظة بورسعيد، ولكنه يعتبر الوحيد الذي ظل على بناءه منذ بداية إنشائه في الأربعينات، علي الرغم من ترميمه وتطويره حديثاً عام 2019، في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
ويعانق هلال مسجد عبدالرحمن لطفي، صليب الكنيسة الكاتدرائية التي تبعد أمتارا قليلة عنه، وترى السفن العابرة لقناة السويس مأذنته.
من جانبه، قال الشيخ أحمد النادي، إمام المسجد، إن عبد الرحمن لطفي باشا، اشتري قطعة أرض في الأربعينات، وكانت حينها من أغلى قطع الأرض ببورسعيد كونها تقع في شارع كيتشنر “23 يوليو” حاليا، وتبعد أمتارا قليلة عن المجري الملاحي لقناة السويس.
وأضاف “النادي” فى تصريح لـ”اليوم السابع”، أن مسجد عبدالرحمن لطفي والشهير بـ “لطفي شبارة” تراث معماري فريد بمحافظة بورسعيد، وافتتحه الرئيس جمال عبدالناصر في الخمسينات، وتم ترميمه وتجديده على وضعه القديم العام قبل الماضي.
ويروي “شارع 23 يوليو” الذي يقع فيه مسجد عبدالرحمن لطفي، والبالغ طوله حوالي 5 كيلو متر ويمر ب 4 أحياء، تاريخ المدينة الباسلة منذ ضرب أول معول في حفر قناة السويس، وإنشاء بورسعيد، وصولاً إلى مسجد عبدالرحمن لطفي الذي
يقابل الكنيسة الكاتدرائية في وجهته مروراً بالمتحف الحربي واستاد النادي المصري وانتهاءً بمقابر الشهداء في نهاية الشارع، كما يضم مجموعة من البنوك والمؤسسات الحيوية والأماكن الأثرية بالمدينة، ويمُر الشارع بأقدم 3 أحياء.
وشهد الشارع الذي تم تخطيطه من قبل الفرنساويين بالتخطيط الإشعاعي للشوارع، حيث يبدأ بحجر ديلسيبس المطل على مجرى قناة السويس الملاحي، نهايةً بمنفذ الجميل المؤدي إلى طريق “بورسعيد – دمياط”، العديد من المعارك قبل جلاء العدوان الثلاثي عن بورسعيد .
وتظل المباني من دور عبادة وأماكن أثرية وغيرها، تحكي تاريخ المدينة الباسلة التي تخطي عمرها القرن ونصف، منذ حفر قناة السويس وإنشاء بورسعيد مروراً بالتصدي للعدوان الثلاثي.