أكد د. سامح فوزي، الكاتب وكبير باحثين بمكتبة الاسكندرية أن مسار العائلة المقدسة يحظى باهتمام الدولة المصرية، وتحمل المحطات التي مرت بها إمكانية اقامة صناعات تراثية وابداعية تحقق التنمية
المستدامة للجيل الحالي، والاجيال القادمة. وأضاف: ان خبرة التعايش الإسلامي المسيحي في مصر بعيدة الجذور، تقوم علي حوار الحياة اليومية دون انعزال او تقوقع، وأن نظرة سريعة إلى دول المنطقة تكشف ان مصر
هي الدولة التي استطاعت ان تحافظ علي التعددية الدينية رغم كل التحديات، ومن يزور كنيسة ابي سرجة في مصر القديمة، التي تحوي المغارة التي مكثت بها العائلة المقدسة، يري علي مقربة منها كنائس قديمة،
وأديرة راهبات، وجامع عمرو بن العاص، ومعبد بن عزرا، وهو مشهد يندر أن يوجد في أي مكان من العالم. واستطرد قائلا ان تعزيز التنوع الديني هو أحد ركائز المواطنة، ويمثل الحفاظ علي التعددية الدينية في جوهره حفاظا علي الدولة.
جاء ذلك في الندوة التي عقدت علي هامش معرض رحلة العائلة المقدسة في لقاء ريميني الدولي الذي يعقد حاليا في مدينة ريميني الايطالية تحت شعار “ما لم نكن نبحث عن الجوهر فعم نبحث؟”
وقال د. سامح فوزي ان الاقبال الواسع من المشاركين على تفقد معرض زيارة العائلة المقدسة يؤكد تطلع الإنسان إلى الحياة الروحية في عالم مليء بالمادية، والنزعة الاستهلاكية، والتحديات الاخلاقية، وأشار إلى ان السيدة العذراء مريم تحتل مكانة كبيرة في قلوب المصريين جميعا، ويشارك آلاف المسلمين أسوة بالاقباط في الاحتفال بعيدها هذه الأيام.
ويعد لقاء ريميني ملتقى ثقافي عالمي ضخم، يعقد كل عام في الفترة من 20 إلى 24 اغسطس منذ نحو 45 سنة، ويحظي بدعم الفاتيكان والدولة الايطالية، ويحضره كبار المسئولين الايطاليين، ويتحدثون في ندواته، كما يشارك فيه كبار الشخصيات الدولية من أوروبا وخارجها، ويزوره قرابة مليون شخص.
وقد أقام لقاء ريميني هذا العام معرضا عن زيارة العائلة المقدسة إلى مصر في احد المواقع المتميزة فيه، وذلك بالتعاون مع المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي، وشهد حضورا مكثفا من الجمهور، وكبار
الشخصيات العامة التي زارت لقاء ريميني هذا العام. ويتسم المعرض بالذوق الفني الرفيع، حيث حرص على تقديم مسار العائلة المقدسة في محطاته الأساسية من خلال الايقونات، وشاشات عرض، والاشكال المجسمة
التي تعكس تنوع البيئة المصرية التي مرت بها العائلة المقدسة من وادي النيل، والصحراء، والجبال، والإقامة في المغارة. وقد أعرب العديد من الزوار عن رغبتهم في زيارة مسار العائلة المقدسة، التي لم يكونوا علي علم به.
أشرف علي اعداد المعرض الدكتور وائل فاروق استاذ الأدب العربي بالجامعة الكاثوليكية في ميلانو، وعضو مجلس إدارة لقاء ريميني.
ويشارك هذا العام 450 شخصية مهمة من داخل وخارج ايطاليا. افتتح لقاء ريميني بكلمة بعث بها الرئيس الايطالي، واخرى من بابا الفاتيكان، وشارك عدد من الوزراء الايطاليين في اللقاء من بينهم وزراء الخارجية
والداخلية والزراعة والنقل والثقافة والاقتصاد، فضلا عن روبينا نبانجا رئيسة وزراء اوغندا، وضم لقاء ريميني 140 فاعلية ما بين ندوة، ومائدة مستديرة لمناقشة قضايا متنوعة ثقافية وانسانية، واستقبل الانبا
ارميا رئيس المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي كبار الشخصيات العامة والدينية التي زارت المعرض، وتحدث الى الزائرين، والرد علي أسئلتهم، وسوف يلقي كلمة في إحدى الندوات العامة للقاء ريميني الذي يستمر حتي السبت المقبل