تُعتبر رحلة العائلة المقدسة إلى مصر واحدا من أهم الأحداث فى التاريخ المسيحى، حيث هربت السيدة مريم العذراء والطفل يسوع والقديس يوسف من بطش الملك هيرودس إلى مصر. وفقًا للتقاليد المسيحية، بدأت هذه الرحلة فى حوالى العام الرابع قبل الميلاد واستمرت لعدة سنوات، جابت خلالها العائلة المقدسة العديد من المدن والقرى المصرية.
ويذكر أن مسار رحلة العائلة المقدسة يضم 25 نقطة تمتد لمسافة3500 كم ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط. ويحتوى كل موقع على مجموعة من الآثار فى صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه لم تجف حتى يومنا هذا، وبها مجموعة من الأيقونات القبطية.
تلعب رحلة العائلة المقدسة دورًا كبيرًا فى تعزيز السياحة الدينية فى مصر. تتوافد أعداد كبيرة من المسيحيين من جميع أنحاء العالم لزيارة هذه المواقع المقدسة. وتسعى مصر لتطوير هذا المسار السياحى الدينى ليصبح مزارًا عالميًا للمسيحيين، حيث تقوم بترميم وتجهيز المواقع التاريخية المرتبطة بالرحلة.
المسار يشمل العديد من الكنائس والأديرة القديمة التى بنيت على المواقع التى مرت بها العائلة المقدسة أو أقامت فيها. هذه المواقع تشمل على سبيل المثال كنيسة أبى سرجة فى القاهرة القديمة، ودير المحرق فى أسيوط.
فى السنوات الأخيرة، اعترف بابا الفاتيكان بمسار العائلة المقدسة كجزء من الحج الدينى المسيحى، مما أضاف بعدًا جديدًا للسياحة الدينية فى مصر. هذا الاعتراف لم يعزز فقط من مكانة مصر كوجهة للحج المسيحى، بل أيضًا ساهم فى تعزيز الوئام بين الأديان. ويساهم فى نشر رسالة السلام والتسامح الدينى، كما يدعم الجهود المصرية لتطوير قطاع السياحة الدينية وزيادة عدد الزوار الأجانب.
تأثير مسار العائلة المقدسة على السياحة الدينية فى مصر كان واضحًا، حيث شهدت البلاد زيادة فى أعداد السائحين القادمين لزيارة المواقع الدينية المسيحية. وقد أدى ذلك إلى تنمية اقتصادية فى المناطق التى تقع على مسار العائلة المقدسة، مما
ساهم فى تحسين البنية التحتية للمسار المقدس بما فى ذلك الطرق السياحية. وما تم توفيره من معلومات إرشادية للزوار. وما يتبع ذلك من تنظيم رحلات سياحية موجهة، وإطلاق حملات ترويجية عالمية لتعريف الناس بأهمية هذه الرحلة التاريخية الدينية.
فى الختام، يمكن القول إن دخول العائلة المقدسة إلى مصر واعتراف بابا الفاتيكان بمسار العائلة كجزء من الحج قد أثرا بشكل إيجابى على السياحة الدينية فى مصر، وعززا من روح التسامح والوئام بين الأديان، مما يعكس الصورة الحقيقية لمصر كأرض تحتضن الأديان والثقافات المتنوعة.
دخول العائلة المقدسة إلى مصر له أهمية تاريخية ودينية كبيرة، ويساهم بشكل كبير فى تعزيز السياحة الدينية. مما يعكس الصورة الحقيقية لمصر كأرض تحتضن الأديان والثقافات المتنوعة.