نفى الدكتور رشاد حامد، مستشار اليونسيف لتحليل البيانات، حدوث أضرار للسد العالي في حالة زيادة تدفقات المياه على بحيرة ناصر بسبب مخاوف حدوث انهيارات في السدود السودانية أو سد النهضة، مؤكدًا وجود تخوفات لدى البعض في حالة وصول حجم هائل من المياه لبحيرة ناصر.
وقال الدكتور رشاد حامد أن أي انهيار في أي سد بالسودان أو إثيوبيا، لن يصطدم بعنف بحائط السد العالي، حسبما يعتقد البعض، ولن يسبب له أضرار بالغة تصل لحد الانهيار، بحسب التخوفات.
وكشف رشاد حامد عما يسمى ديناميكا الموائع، أي عندما تصب التدفقات المائية القادمة من النهر في البحيرة، يحكم حركتها عدة عوامل، ستؤدي إلى أن التدفقات سوف تتباطأ في النهاية بسبب الجاذبية والاحتكاك.
تخوفات إنهيار السد العالي من تدفقات المياه الزائدة
وعلق الدكتور رشاد حامد على تخوفات الإضرار بالسد العالي عند وصول حجم هائل من المياه لبحيرة ناصر، فقال: “السد العالى وديناميكا الموائع.. يوجد هاجس عند البعض انه في حالة وصول حجم هائل من المياه لبحيرة ناصر لأي سبب مثل (انهيار سد ما في السودان أو إثيوبيا)، إنها سوف تصطدم بعنف بحائط السد العالي وتسبب له أضرار، ويبالغ البعض فيها إلى حد تصورهم أنه سوف ينهار.”
وطمأن الدكتور رشاد حامد المصريين قائلًا: “لتفنيد هذا الهاجس نستخدم ديناميكا الموائع… عندما تصب التدفقات المائية القادمة من النهر في البحيرة، يحكم حركتها عدة عوامل:
(معدل التدفق وحجمه يؤثر طرديا على المسافة التي تتوقف بعدها المياه، وحمل الطمي يتسبب في إبطاء سرعة المياه بشكل أسرع بسبب زيادة الاحتكاك والاضطراب، والاضطراب والاختلاط بين
التدفقات ومياه البحيرة يؤدي إلى تبديد الطاقة الحركية، والعوامل البيئية مثل الرياح واختلاف درجات الحرارة وشكل قاع البحيرة تؤثر على مدى انتقال التدفقات قبل أن تصبح سرعتها صفرًا.)
تدفقات المياه الزائدة تتباطأ عند السد العالي
وأوضح رشاد حامد “بشكل عام، فإن حساب المسافة التي تقطعها المياه المتدفقة إلى بحيرة ناصر قبل أن تصبح سرعتها صفرًا حسبة معقدة جدًا وتتطلب مراعاة كل هذه العوامل، لذلك لابد من التبسيط قدر الإمكان، والاعتماد على أن المبدأ الأساسي أن التدفقات سوف تتباطأ في النهاية بسبب الجاذبية والاحتكاك.”
وأكد رشاد حامد “التبسيط الذي سنعتمد عليه هو تصور الحالة المثالية تمامًا، وهي تصور عدم وجود احتكاك ولا عوامل بيئية ولا طمي ولا حتى اضطراب ولا اختلاط، وهكذا ستنتج الحسابات مسافة توقف للتدفقات أطول من الواقع، ولكن لا بأس باعتبار النتيجة مؤشر على المسافة التي نبحث عنها.”
وقال رشاد حامد “القانون المبسط في هذه الحالة: المسافة حتى تتوقف التدفقات= مربع سرعة التدفقات عند دخولها البحيرة عجلة الجاذبية الأرضية.”
استحالة اصطدام التدفقات المائية بحائط السد العالي
وأوضح “الان سوف افترض فرضية مجنونة وهي أن التدفقات سوف تدخل البحيرة بسرعة 100 متر في الثانية، أي بسرعة موتوسيكل سباق يجري بسرعة 360 كم في الساعة، بالتعويض في المعادلة نجد المسافة = 100 100 9.81 = 1019 متر، اي سوف تتوقف التدفقات تماما بعد حوالي 1 كم فقط.”
وتابع رشاد حامد: “ولأن بحيرة السد العالى طولها 500 كم، فمن المستحيل أن تصدم هذه التدفقات المائية حائط السد، والآن نحسب السرعة التي يجب أن تدخل بها التدفقات إلي البحيرة حني تصل لحائط السد، وسنجدها 2225 متر في الثانية، أي 8000 كم في الساعة.”
وأكد الدكتور رشاد حامد “لا توجد اي تدفقات لاي سبب يمكنها ان تصطدم بحائط السد العالى.”