جمعية نهضة الكنائس القبطية الأرثوذكسية
كان من عادة الأقباط أن يقيموا المقابر لدفن موتاهم بجوار الكنائس والأديرة، مثلًا في مصر القديمة هناك مدافن بجوار كنيسة القديسة برربارة ومدافن بجوار كنيسة مار لوقا، وأشهرها وأقدمها مدفن المعلمين
إبراهيم وجرجس الجوهري في كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بدرب التقا (مصر القديمة)، فمن حب المعلم إبراهيم الجوهري الشديد للكنائس والأديرة وتعميرها عامة وكنائس مصر القديمة خاصة قام باتخاذ من كنيسة مار
جرجس مكان استراحته وبنى هناك مكان استراحة ومدفنًا له ولأسرته حتى أنه كان مهتمًا به من جل الجوانب، ومن ذلك أنه أسند إليها وقفية بقنديل لا ينطفئ يوضع أمام المقبرة، عبارة عن أربع بيوت ليصرف من إيرادها على المقبرة.
تنيح المعلم إبراهيم الجوهرى بسلام، ومن بعده أخوه المعلم جرجس الجوهري، وتم دفنهما في المقبرة الخاصة بالعائلة، ومرت الأيام وتوالت السنون ولم يوجد من يهتم بالمقبرة، إلى أن ضاعت ملامح المقبرة وتدمر
جزء كبير منها، إلى أن حدث في يوم وإذ شمامسة جمعية نهضة الكنائس القبطية الأرثوذكسية قد ذهبوا لحضور قداس في كنيسة مار جرجس- مصر القديمة، وشاهدوا بجوار الكنيسة مبنى متهدمًا ويعلوه كوم نفايات، فسألوا
القمص مرقص تادرس كبير الكهنة عن هذا المبنى، فعرفوا أنه مدفن إبراهيم وجرجس الجوهري، فسألوه عن الكتب الخاصة به أو الأوراق الخاصة بالمعلم إبراهيم الجوهري والمعلم جرجس الجوهري، فقال لهم أنه حدث حريق
التهم كل شيء فبدأوا يبحثون عن تاريخهما، إلى أن دهشوا من أعمال الجوهريين، فلم يترددوا في الأمر وذهبوا للبطريرك البابا يوأنس التاسع عشر لأخذ تصريح منه لإعادة ترميم المقبرة، فقدم لهم البابا طرس بركة
بإعادة إحياء وترميم المقبره وكان ذلك في 5 مايو عام 1935م، وتم استلام جواب موافقة هيئة الآثار بعدها بـ 6 أشهر فقط من نفس السنة، فبدأ العمل على جمع التبرعات لهذه المهمة إلى أن تم جمع المبلغ المطلوب
وإعادة ترميم المقبرة، فكان يوم افتتاح المقبرة بعد الترميم هو يوم عيد حيث حضر في ذلك اليوم شخصيات هامة منها البابا يوأنس والمعلم عياد عياد، بخلاف مجلس إدارة جمعية نهضة الكنائس في ذلك الوقت على رأسهم
الأستاذ أيوب فرج رئيس الجمعية ويوسف سليمان وزير المالية ومرقص سميكه باشا مؤسس المتحف القبطي، وتم تثبيت هذه الاحتفالية، وكانت تقام كل سنه إلى عهد البابا كيرلس السادس، ونتمنى من الله أن يعاد الاحتفال مرة أخرى.
أما عن المقبرة فهي تتكون من دورين؛ الدور الأسفل وهو المدفن الخاص بعائلة الجوهري والدور العلوي فكان استراحة للمعلم إبراهيم في ذلك الوقت، وتتكون من ثلاث غرف واحدة عند مدخل الاستراحة وغرفة رئيسية وغرفة صغيرة في أخر
الاستراحة، ويعلو الاستراحة مشربية على الطراز القديم وأمامها يوجد عمودان رخاميان تم استبدالهما بالعمودين الأصليين أثناء الترميم، وأمام الدور الأرضي تم إزالة السور الخشبي المتهالك وإعادة بناء سور صغير آخر يتوافق
مع المقبرة، ويوجد جزء واسع أمام المقبره كان يستخدم كاستراحة حجاج أو زوار للمنطقة ويعلو واجهه المقبرة صورتان حديثتان للمعلمين ولوح رخامي ارتفاعه متر ونصف عليه تاريخ وفاة المعلمين باللغتين العربية والقبطية يشبه
اللوح القديم، وبقت المقبرة على هذا الوضع إلى أن تم ترميمها مرة أخرى في عام 2006م على الشكل الحالي، حيث قام المتنيح طيب الذكر القمص بنيامين كامل بترميمها وإقامة مذبح على اسم القديس أبي سيفين في القاعة الرئيسية للمقبرة.