شاء الحبر الأعظم هذه المناسبة في 7 تشرين الأول، في الذكرى السنوية الأولى للهجمات التي نفذتها حماس ضد إسرائيل، ودعا المؤمنين في مختلف أنحاء العالم إلى الامتناع عن تناول الطعام والصلاة إلى الله طالبين منه أن يمنح العالم عطية السلام. وقد شملت هذه الدعوة جميع المشاركين في جمعية سينودس الأساقفة.
جاء نداء البابا إزاء تنامي التوترات في الشرق الأوسط، لاسيما في غزة وإسرائيل ولبنان، مع تدخلات قوى إقليمية شأن إيران، وإزاء استمرار الحرب في أوكرانيا، والعديد من الصراعات المسلحة على نطاق واسع أو ضيق تعاني منها اليوم الشعوب الأفريقية، وفي
وقت تُسمع فيه طبول الحرب تُقرع في كل مكان. شاء الحبر الأعظم أن يلجأ المؤمنين إلى نوع آخر من السلاح، ألا وهو سلاح الصوم والصلاة، والذي ترى فيه الكنيسة سلاحًا عاتيًا، عندما يتوجه إلى الله ملايين المؤمنين العائشين في عالم بات على حافة الهاوية.
مما لا شك فيه أن الدعوات إلى الصوم والصلاة على نية السلام في مناطق حول العالم تشهد حروبًا وصراعات مسلحة ميزت حبرية البابا فرنسيس منذ بدايتها. فبعد أقل من ستة أشهر على انتخابه طلب البابا
فرنسيس، في 7 أيلول 2013، من المؤمنين الكاثوليك وغير الكاثوليك أن يصلوا على نية السلام في سورية والشرق الأوسط والعالم كله. وكان البلد العربي في تلك الفترة يشهد حربًا ضروسًا، لم تخل من المجازر
التي ارتُكبت بحق المدنيين الأبرياء. وندد فرنسيس آنذاك بمساعي تطوير الأسلحة والاستمرار في إسكات الضمائر وتبرير العنف والحرب اللذين يؤديان إلى الموت وحسب. وأكد أن الحرب هي دائماً هزيمة للبشرية.
في 23 شباط 2017 أطلق البابا مبادرة مماثلة لابتهال السلام من أجل جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، البلدين الأفريقيين اللذين كانا يعانيان من الجوع والاستغلال والتهجير والعنف. وفي 4 أيلول 2020 استخدم البابا الصيغة
نفسها داعيًا إلى يوم صوم وصلاة من أجل لبنان، بعد شهر على الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، في وقت كان يسعى فيه لبنان والعالم إلى التقاط الأنفاس بعد تفشي جائحة كوفيد-19. وقد جاء الانفجار ليزيد الطين بلة إذ إن بلاد الأرز كانت
وما تزال تعاني من أزمة اقتصادية وسياسية واجتماعية. في تلك المناسبة حثّ البابا القادة السياسيين والروحيين على الالتزام بصدق وشفافية في عملية إعادة الإعمار، والابتعاد عن المصالح الأحادية والنظر فقط إلى الخير العام ومستقبل البلاد.
في 29 آب 2021 دعا أيضًا البابا المؤمنين إلى الصوم والصلاة على نية السلام في أفغانستان في أعقاب تجدد العنف والهجمات. وفي 2 آذار من العام التالي دعا إلى الصوم والصلاة كي يُجنب العالم جنون الحرب، وذلك في أعقاب بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وناشد البابا فرنسيس الأطراف المعنية بالصراع الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يزيد من آلام السكان ومعاناتهم.