بعد تسلم البابا تواضروس الثاني شهادة الدكتوراه الفخرية من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، ألقى قداسته كلمة قال فيها :
الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط السيد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى .
الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف نائباً عن فضيلة الإمام الأكبر السادة ممثلى الدول والسفراء الحضور الكريم ..
تغمرني مشاعر السعادة وأنا أقف في هذا الصرح العظيم ، أن أكون بينكم جميعاً هنا في جامعة الدول العربية بالأخص في هذه القاعة التاريخية ذات المكانة الكبرى، وكلي امتنان لهذه الدكتوراه الفخرية، فشكراً جزيلاً .
كما أثمن حصولي عليها من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى ، هذه الأكاديمية العريقة التي تمثل صرح علمى له رسالته الواضحة ورؤيته لتحقيق الريادة والتميز في خدمة العالم كله، فالأسهامات التي قدمتها هذه الأكاديمية في الماضي توضح مدى المسؤولية تجاه المستقبل أيضاً .
فالتعليم هو أحد ركائز الحياة الأساسية، والتعليم الجامعي ليس مجرد التعرف على ما توصلت إليه العلوم والمعرفة واستيعاب التقنيات اللازمة لجعل هذه العلوم والمعارف في خدمة المجتمع وحسب، وإنما هو صياغة
جديدة للعقل العلمي والمعرفي في مجتمعنا على أساس المنهجية العلمية ، لإيجاد الحلول الملائمة لمختلف القضايا التي تعترضنا، لننطلق نحو آفاق أوسع وتطلعات مستقبلية مملوءة بالإنجازات المحلية والعالمية ..
إننا، وبالرغم من جميع المصاعب والتحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي كله، الا اننا نؤمن أننا نحمل اوطاننا داخلنا ، وان قوتنا في زرع الامل وترسيخ الثقة وفتح آفاق.
واسعة القدرات الشعوب وإمكانياتها ، موجودة في كل دولنا العربية أن الحياة أيها الأحباء تعنى الحب ، وكما نعلم أن كلمة life قريبة جدًا من كلمة love والإثنين في الأصل اللاتينى لهم جذر واحد ، لن تعيش المحبة انهما وجهان
لعملة واحده، وأعظم أنواع المحبة هي المحبة الكاملة أى محبة الخير ومحبة الغير، فالمحبة تربط الإنسان بالله و تربطه بأخيه الإنسان، لا نستطيع تخيل هذا العالم بدون المحبة التي تملأ القلوب محبة الخير أولا هي التي
نبدأ بها يومنا فى تحيتنا لبعض ” صباح الخير ” وهي تحيتنا في كل العالم ، لأننا نعلم جميعا أن كل يوم ملك لله كلى الخير يعطيه لنا لنصنع فيه الخير، فأنت تحب الله تعنى أنك تحيا حياة مرضية أمامه، ونشكره كل يوم على تعطفاتك.
الجزيلة، لذا وفى صباح كل يوم نقول ” ليشرق لنا نور وجهك وليضئ علينا نور علمك الألهى، اجعلنا يا سيدنا أن نكون بنى النور وبنى النهار ، لكي نجوز هذا اليوم ببر وطهارة وتدبير حسن ” ، وهكذا نبدأ يومنا بالمعونة من الله،
ونعيش حياتنا نقدم الخير للجميع بدون تمييز أو تفرقة ، هذا هو الأنسان ولأننا في هذا المحفل نتحدث عن الإعلام الذي يشكل جزء أساسي للمجتمع ، رابط بين الإنسان والعالم. فقد هدم الإعلام الجدران والحواجز التي تفصلنا عن
بعضنا ، وأصبحنا جميعا أقرب ، ونستطيع التواصل أسرع ، بشرط استخدامه في الخير ، فلا توجد جهه واحده مسؤولة عن الإعلام ولكننا جميعا نتحمل مسؤولية استخدامه بأفضل صورة لخدمة البشرية، للتعلم ، للفائدة للتقدم الإنساني .
كل تعامل مع آخر هو إضافة حقيقية ، وكل تعاون وكل محبة للآخر هو استثمار للأفضل، أقرب مثال هو هذا المكان الذي نجلس فيه الآن ، فهذا المكان تأسس ليجمع الدول العربية ليكون لهم صوت واحد وإرادة واحده، ولتكن فرصة للقادة السياسيين أن يجعلوا من المصاعب تحديات و يتوحدوا ، وهكذا في العالم كله فمحبة الآخر تجعل الشعوب حول العالم تدرك ما الذي على المحك ونتوحد لمواجهته معا .
وقد قال العرب قديمًا ” يسود “السلام عندما تتسلط قوة الحب على حب القوة
وأحد علامات محبة الغير هي خدمة الآخر، وهو ما يقدمه الإنسان من تقدم علمي يساعد البشرية على الحياة.
وقد قال مصطفى الرافعي ” إذا لم تزد على الحياة شيئًا فأنت زائد عليها .” فالاختراعات التي تساعد البشرية هي صورة من صور محبة الغير ، كذلك المبادرات الانسانية للحفاظ على
البيئة، التدخل لوقف الحروب والصراعات والنزاعات وغيرها من أفعال الانسان لغيره في الإنسانية وهكذا فإن من عاش المحبة عاش الحياة ، ومن قدم المحبة أصبح في الصفوف الأولى ،
ودورنا جميعا كقادة أن نتعلم ونعلم بالمحبة للعالم كله، لان عالم اليوم جائع إلى المحبة ، وكما قال الكتاب المقدس ” وَكُلَّ مَا تَعْمَلُونَهُ، فَاعْمَلُوهُ فِي الْمَحَبَّةِ ” .
أكرر شكرى لكم جميعاً عشتم في محبة وسلام.