شارك نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، في المؤتمر الدولي لرعوية الشبيبة، الذي تنظمه الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة.
وشارك صاحب النيافة في لقاء قداسة البابا فرنسيس مع المشاركين في المؤتمر، حيث تبادل مع قداسة البابا فرنسيس التحية، والحديث، ناقلًا لقداسته تحيات المصريين.
كذلك عبر الأب الأقدس عن شكره لنيافة المطران، للمشاركة في مؤتمر الشباب وحضور فعاليات التحضيرات لليوبيل القادم لسنة 2025 بروما “حجاج الرجاء”.
وكان قداسة البابا فرنسيس قد استقبل بالفاتيكان المشاركين في المؤتمر. ووجه لهم خطابًا توقف فيه عند يوبيل الشباب المرتقب العام المقبل، والأيام العالمية للشباب، المزمع عقدها في سيول عام 2027، اللذان يشكلان فرصة يقدمها الله لنا ليقول لشبيبة العالم كله: يسوع هو الأمل بالنسبة لي، لك، لنا وللجميع.
استهل الحبر الأعظم كلمته معبرًا عن امتنانه لجميع من ساهموا في إنجاح اليوم العالمي للشبيبة في لشبونة، لافتًا إلى أنهم بذلوا جهودًا حثيثة، لكن الأمر استأهل العناء، خصوصًا وأن الحدث جاء بعد سنتين من الجائحة ووسط التوترات الدولية، في وقت يحتاج فيه الشبان إلى جرعة من الأمل.
وأشار قداسة البابا فرنسيس إلى أن لقاء ليشبونة جاء بمثابة احتفال بفرح العيش وبفرح كوننا مسيحيين، احتفال في الأمل الذي ما يزال يسكن في قلوب الشبان، لأن الله نفسه هو من يغذي الأمل، ويجعله صلباً وراسخاً، على الرغم من كل المشاكل والصعوبات.
كذلك، توجه البابا فرنسيس إلى الشبان الحاضرين وقال لهم: إنهم مدعوون للاستعداد للقاءات الدولية المقبلة، ولمرافقة راعوية الشبيبة خلال الأزمنة العادية.
وأضاف فرنسيس أنه يفكر بيوبيل الشبيبة المرتقب العام المقبل وبالأيام العالمية للشباب في سيول بعد ثلاث سنوات، معربًا عن أمله بأن تساعد تلك الأحداث العديد من الشبان على الالتقاء بالرب، بما في ذلك من لا يترددون إلى الكنائس، وأن تحمل لهم رسالة أمل.
ولفت الحبر الأعظم إلى أن فكره يتجه بنوع خاص نحو الشبان والشابات الذين فقدوا البوصلة، وطرحوا جانبًا الأحلام الكبيرة، وصاروا أسرى الحزن وسوء العيش.
وأوضح أن آسيا هي قارة شابة وحيوية، ومع ذلك فقد العديد من الشبان الأمل وانغلقوا على أنفسهم. وهذا ينسحب أيضًا على أترابهم في باقي أنحاء العالم، مشيرا إلى أن حدثَي روما وسيول هما الفرصة التي يقدمها الله لنا ليقول لشبيبة العالم كله: يسوع هو الأمل بالنسبة للجميع.
ثم تطرق قداسة البابا إلى أهمية التمييز الروحي الذي هو فنّ لا بد أن يتعلّمه العاملون الرعويون: الكهنة والرهبان، ومعلمو الدين وحتى الشبان الذين يرافقون شباناً آخرين. ولفت إلى أنه في مسيرة اكتشاف الدعوات،
تساعد القدوة الحكيمة على تفادي الأخطاء والضياع والشلل. وذكّر بأن التمييز الروحي هو سينودسي، شخصي، وموجه نحو الحقيقة، مشيرا إلى أنه قدّم سلسلة من التعاليم حول هذا الموضوع ودعا الشبان إلى الاطلاع عليها.
مضى البابا إلى القول إنه من الضرورة أن يتم الإصغاء للشبان، وأن يكون هذا الإصغاء واقعياً، داعيا إلى عدم استغلال الشبان من أجل تحقيق أفكار قررها الآخرون، ولا تتجاوب مع متطلباتهم واحتياجاتهم. وأكد أنه لا بد
أن يُمنح الشبان حس المسؤولية، وأن يشاركوا في الحوار وفي برمجة النشاطات واتخاذ القرارات. وأضاف أنهم يجب أن يشعروا أنهم جزء ناشط وفاعل في حياة الكنيسة، ويدركوا أنهم هم من أول المبشرين بالإنجيل وسط أترابهم.
في ختام كلمته شكر البابا فرنسيس ضيوفه على التزامهم مع الشبان ولصالح الشباب، وقال لهم: سيروا إلى الأمام بشجاعة، حاملين للجميع الخبر السار بأن يسوع حي وهو الرب، مشيرا إلى أن هذه هي رسالة الفرح والتعزية والرجاء التي ينتظرها كثيرون. هذا ثم سأل البابا فرنسيس الله أن يبارك الحاضرين وطلب منهم أن يصلوا من أجله.