الهنا جاء الينا وولد في ( اسطبل ) الحيوانات ؛ اذ لم يكن له موضع في منزل.
لانه هو الذي تعين كي يتالم خارج المحلة ليحمل عارنا وسقوطنا ؛ بالبصاق والهروب والتهكم والعرق والخرق والاقمطة والاكفان ، والدم والهزء والسياط والمسامير والحربة والاشواك … لكي وبهذا ننال نحن به خلاصا وفداءا ابديا ، حسب السرور الموضوع امامه .
فلنذهب ونفتش عنه بالتدقيق مسرعين ؛ لنقتني سلاما وخلاصا ومسرة ابدية ؛ ثم نسجد ونمجد بالفم واللسان والقلب والسلوك ؛ حيث الفرح العظيم والنور الباهر الذي اشرق علينا نحن الجالسين في الظلمة وظلال الموت .
لن نجد المسيح الملك المولود بين الحشود والسلاطين والضجيج لن نجده في القصور الشاهقة وزينات وثياب الاباطرة لن نجده وسط المتخمين واللاهين بالسلطة والفريسية والصنمية ، لن نجده وسط عبادة اوثان الذات والتحزبات ….
لكننا حتما سنجده عند الارامل الذين هم بالحقيفة ارامل ؛ وسنجده عند الايتام والمكروبين والمازومين والجوعانين والشحاذين عن عوز مدقع ؛ سنجده عند الذبن حفيت اقدامهم ليجدوا من يتبني شكواهم كي يشترك معهم في النير .
اذهب الي المزود وهناك ، ستجد هؤلاء كي تخدمهم ” خدمة العبد للسيد” ؛ وهناك قدم قرابينك ، لانها ذبيحة عبادة وهدايا الملك نقدمها لاقرباء الملك وخاصته الذين اوصي بهم ( اخوة الرب الاصاغر ).
ولنعلم ونتيقن ان مسيحنا المولود معهم عريان وجوعان وبأس ومعوز
ومجروح ومريض وسجين .
فهو افتقر وهو الغني كي نستغني نحن بفقره واخلي نفسه ، واتخذ محلتنا ليعطينا محلته ،ووجد في الهيئةكانسان واطاع حتي الموت موت الصليب ليلغي اللعنة وليفدي كل ذي جسد بتدبير خلاصه الثمين ، واوصي بان كوب الماء عنده لايضيع اجره. ؛ وان كل من يصنع الرحمة يجدها وان كل من يخدم اعضاء جسده ، يدوم بره الي الابد .
هذه فقط هي الديانة الطاهرة و العبادة ( الليتورجيا ) المقبولة ؛ عبادة مولود المزود الفقير الابدي ؛ الذي يغني ويشبع كل حي من رضاه.
كل كوب ماء لاحد هؤلاء الاصاغر لن يضيع اجره ، لان الذي وعد ليس بظالم حتي ينسي تعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه ، حيث العطاء عنده مغبوط اكثر من الاخذ …….. لاتصموا اذانكم عن صراخ عبيده الذين تمرروا في هذا الزمان لانكم بذلك تحرمون انفسكم
من لقاء صاحب العيد ؛ اجعلوا الارض تشع بروح الرحمة ( الفيلانثروبيا ) ، واشركوا ( الكينونيا ) اخوتكم معكم فيما اعطاكم هو ؛ فمن يده واعطيناه …. هذه هي ليتورحيا مابعد الليتورجيا : والدعوة مفتوحة وطوبي لمن اتبع طقس الطريق واستعد ليوم الرحيل .