توفيت منذ قليل حبيبة الشماع، الفتاة التي ألقت بنفسها من سيارة تابعة لتطبيق أوبر في مدينة الشروق، متأثرة بإصابتها.
وكانت النيابة العامة وجهت تهمة الشروع في القتل لسائق “أوبر” المتهم بمحاولة خطف الفتاة حبيبة الشماع في مدينة الشروق قبل أن تلقي بنفسها من السيارة وتصاب بفقد الوعي حتى الآن.
وقال محمد أمين، محامي أسرة حبيبة الشماع، إن النيابة لن تحيل السائق إلى المحاكمة قبل انتهاء الإجراءات وأخذ أقوال المجني عليها بعد علاجها، مشيرا إلى أنه ينضم للنيابة العامة في توجيه تهمة الشروع في القتل للسائق.
وأضاف المحامي في تصريح لـ”الشروق”، أنه سيتقدم صباح الأربعاء ببلاغ إلى النائب العام ضد شركة أوبر متهما إياها بأنها المسئول الأول عن الواقعة وعن فحص السائقين قبل السماح لهم بالعمل.
وذكر أمين أن الضحية مازالت فاقدة الوعي ونسبة الإدراك لديها من 3 لـ 15 وذلك نتيجة إصابتها بنزيف بالمخ وارتشاح، وهى تتلقى العلاج داخل المركز الطبي العالمي، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تواصل مع أسرة حبيبة للاطمئنان عليها وتقديم العون الطبي لها.
وأشار إلى أن الواقعة حدثت الساعة الـ 7 مساءً بطريق مصر السويس نطاق قسم شرطة الشروق، وكان المتهم يسير بسرعة جنونية كما وصف شاهد الإثبات الوحيد في الواقعة وهو الطبيب البشري الذي قدم للضحية الإسعافات الأولية حتى مجئ سيارة الإسعاف عقب اتصاله بها.
وأضاف أن الضحية هى خريجة كلية إعلام جامعة أمريكية وصاحبة شركة صغيرة، وهى عاقلة ومتزنة وتعلم تصرفاتها، وسبب إلقاء نفسها من السيارة دليل على هروبها من “خطر أكبر لخطر أقل”.
وتابع أن أقوال المتهم في تحقيقات النيابة بـ”أنه كان يرش برفان وفوجئ بإلقاء حبيبة بنفسها من السيارة” غير منطقية، ولو صحت أقواله فلماذا تركها ولم ينقلها إلى المستشفى أو ينتظر، متابعًا: “هذه نصف الرواية ومنتظرين اكتمالها عقب شفاء الضحية وسماع أقوالها”.
وفي المقابل، قالت هبة هاشم، شقيقة المتهم لـ”الشروق”، إن شقيقها يعمل بسيارته الخاصة بشركة أوبر منذ 6 سنوات ولم يتعرض لمثل هذه الواقعة “مفيش عميل اشتكى منه” بالإضافة إلى عمله سائقا مع طبيب شهير لتحسين دخله وسد احتياجات أبنائه.
وأضافت أن مدة الرحلة التي طلبتها حبيبة الشماع 13 دقيقة فقط، بجانب أن شركة أوبر لم تقبل سائقيها دون فحصهم من تعاطي المواد المخدرة من عدمه بصفة دورية، فضلا عن تقديم الصحيفة الجنائية، مشيرة إلى أن الضحية كان باستطاعتها ضرب السائق “شقيقها” بأى شئ من الخلف إذا أُفترض صحة رواية الخطف.
وذكرت أنه بين مكان الواقعة والكارتة على الطريق مسافة لا تتجاوز 500 متر، ومن الطبيعي وقوف شقيقها، وكان بإمكانها الاستغاثة بموظفي الكارتة إذا اُفترض صحة الرواية، مشيرة إلى أن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه شقيقها المتهم هو ترك الضحية دون الوقوف أو نقلها إلى المستشفى، موضحة أنه بعد الواقعة تواصل معها هاتفيا شارحا لها الحادث، وتم إبلاغ شركة أوبر عقب مرور 20 دقيقة.
واعتقدت شقيقة المتهم أن الفتاة تخوفت عقب رش شقيقها معطر لتحسين رائحته من السجائر، وأن هذه الزجاجة يتم تحليلها في المعمل الكميائي بعد إثبات تحريات المباحث أنها “برفان” عقب ضبط شقيقها والسيارة، مرددة دعوات الشفاء للضحية لسماع أقولها وإظهار الحقيقة وإخلاء سبيل شقيقها الذي طلب منها التواصل مع الفتاة لكشف الحقيقة، مستطردة: “لم يكن يعلم أنها فاقدة الوعي”.
كانت وزارة الداخلية كشفت عن ملابسات الحادث بعدما تداول على مواقع التواصل الاجتماعى “أن فتاة قفزت من سيارة بطريق السويس بالقاهرة”، حيث تلقى قسم شرطة الشروق بمديرية أمن القاهرة بلاغا من أحد المستشفيات باستقبال الفتاة المقيمة بالتجمع الأول، مصابة بجروح في الرأس واضطراب بدرجة الوعى “لا يمكن استجوابها”.
وأفاد أحد شهود الواقعة، مقيم بالمنطقة أنه حال سيره بطريق السويس شاهد المُصابة حال قفزها من باب خلفي لسيارة كانت تستقلها في أثناء سيرها على الطريق، فتوقف لمساعدتها وأبلغته أنها كانت تستقل السيارة المشار إليها، ولدى محاولة قائد السيارة معاكستها قامت بالقفز من السيارة خشية تحرشه بها، وتم نقلها للمستشفى عقب ذلك.
وحددت أجهزة الأمن مكان السائق وتبين أن له معلومات جنائية ومقيم بمحافظة الجيزة، وبمواجهته قرر أنه حال قيامه بغلق نوافذ السيارة ورش معطر، فوجئ بقيام الفتاة بالقفز من السيارة، فقام باستكمال سيره ولم يتوقف خشية تعرضه للإيذاء.