استقبل قصر المنتزه بمحافظة الإسكندرية أصحابه الذين غادروه تنفيذًا لإرادة شعب مصر في ثورة 23 يوليو، إذ زار الملك فؤاد الثاني القصر الذي كان مقر سكن عائلته الملكية، وكذلك قصر رأس التين.
عندما كان عمره حوالي سنة وبضعة أشهر اضطر الملك أحمد فؤاد الثاني على مغادرة مصر مع عائلته الملكية التي كانت تحكم حينها كلا من مصر والسودان، تاركين خلفهم قصور شيدوها بنظم معمارية تتماشى مع النظام الذي بنيت به القصور الملكية، بما فيها قصر المنتزه الذي كان مُخصصا لإقامة الأسرة المالكة في الإسكندرية.
الملك الذي لم يتوج
ولد الأمير أحمد فؤاد الثاني في 16 من شهر يناير عام 1952 في القاهرة، وكان الطفل الأول والوحيد للملك فاروق ملك مصر وزوجته الثانية الملكة ناريمان، وكان للأمير الصغير 3 شقيقات أكبر منه وهن الأميرة فريال، والأميرة فوزية، والأميرة فادية.
لم يمر على ولادته سوى 6 أشهر حتى اندلعت ثورة 23 يوليو عام 1952، الذي تنازل على إثرها الملك فاروق عن العرش في 26 يوليو لصالح ابنه البالغ من العمر 6 أشهر فقط، والذي أصبح الملك فؤاد الثاني ملك مصر ولكنه لم يتوج أبدًا.
ففي 18 يونيو 1953، تم خلع الملك فؤاد الثاني، وإلغاء النظام الملكي، وتحولت مصر إلى جمهورية، وغادر بعدها الملك فؤاد الثاني مع والديه وأخواته إلى المنفى في أوروبا.
حياة ما بعد المنفى
لم يتوقف الأمر عند إصرار الشعب عن خلع الملك من منصبه وخروج العائلة المالكة من مصر بأكملها، بل سرعان ما تدهور الزواج بين الملك فاروق وزوجته الملكة ناريمان ليقع الانفصال بينهما عام 1954، وكان من شروط الطلاق أن تتخلى عن حضانة ابنها.
وفي حفل أُقيم في العاصمة الفرنسية باريس تزوج الملك فؤاد الثاني مدنيًا من دومينيكفرانس لوب بيكارد بعد اعتناقها للإسلام وتبنيها اسم فضيلة، ونتج عن هذا الزواج 3 أبناء هم الأمير محمد على، والأميرة فوزية لطيفة، والأمير فخر الدين، ولكن هذا الزيجة لم تستمر، إذ وقع الطلاق بينهما في عام 2008.
يعيش الملك فؤاد الثاني في سويسرا، الدولة التي تُلقب بـ«أسعد بلد في العالم»، وله 4 أحفاد ويزور مصر بين الحين والآخر، إذ أن الرئيس عبدالفتاح السيسي منحه جواز سفر دبلوماسي، مكتوب به في خانة الوظيفة «ملك مصر السابق»، وفقًا لما أعلنته الصفحة الرسمية للملك فاروق الأول في عام 2014، وأكده هو في مقابلة مع الإعلامي الراحل وائل الإبراشي.