تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بأحد أهم وأكبر المناسبات الدينية في المسيحية، وهو احتفال الجمعة العظيمة، وهو اليوم الذي صلب فيه السيد
المسيح على خشبة الصليب، بحسب الأساس العقيدي والإيماني الوراد بين طيات البشائر الإنجيلية الأربعة، والذي الذي بُنيت عليه كافة الكنائس العالمية سواء كانت الارثوذكسية او الكاثوليكية او البروتستانتية أو الأنجليكانية أو الرومية.
الباحث شريف برسوم، المتخصص في الطقس الكنسي قال في تصريحات لـ”الدستور”، إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية نهت الأقباط في مرات عدة عن عادة شرب الخل، التي اعتاد البعض عليها في يوم الجمعة، على غرار ما تعرض له المسيح على الصليب، إذ أنه طلب مياه للشرب قائلًا “أنا عطشان، إلا أن الجنود الرومان من فيض قساوتهم أعطوه خلًا ليشرب بدلًا من المياه”.
وأوضح أن الكنيسة نهت عن تلك العادة نظرا للاثار الجانبية المترتبة على ذلك من أضرار قد تلحق بالكبد وبعض أجهزة الجسد.
وكان كتب البابا الراحل شنودة الثالث، بابا الأقباط الأرثوذكس رقم 117، في كتاب تأملات في يوم الجمعة العظيمة، “إنه في يوم الجمعة العظيمة، أعطانا المسيح درس بتطبيقه الأية (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه
الوحيد)، لقد أظهر الله محبته للعالم بأنواع وطرق شتي، أعطي العالم نعمة الوجود، وأعطاه المعرفة، وكل أنواع الخيرات، بل أعطاه أيضًا المواهب الروحية. وتولي هذا العالم ورعايته وحبه، ولكن محبته لنا، ظهرت في
أسمي صورها، حينما بذل ذاته عنا، لكي تكون الحياة الأبدية. ولقد جاء السيد المسيح إلي العالم، لكي يبذل، لكي يبذل نفسه فدية عنا. وفي ذلك قال لتلاميذه (إن أبن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم، وليذل نفسه فدية عن كثرين)”.
الجدير بالذكر أن الأقباط يستعدون لاحتفالات الكنيسة بعيد القيامة المجيد بعد يومين فقط، اذ يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة المجيد غدا السبت، بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكُبرى بالعباسية.