قال القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، إن مصر هى أكبر داعم للقضية الفلسطينية وتسعى بكل قوة لوقف إطلاق النار فى غزة وترفض كل محاولات تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى رسخ المواطنة خلال فترة حكمه ويطبق مبادئ الجمهورية الجديدة.
وأضاف «زكى»، خلال حواره مع «الدستور»، أن الهيئة الإنجيلية أسهمت فى إطلاق قوافل مساعدة بالتعاون مع التحالف الوطنى للعمل الأهلى، لدعم أهالى غزة خلال الحرب.
وأكد أن طائفته ترفض زواج المثليين، وأن سيامة المرأة قسًا أمر لن يُناقش لدى الإنجيليين قبل 2026، ولفت إلى علاقته الطيبة بالبابا تواضروس الثانى، وأطلق عليه «بابا المحبة».
■ بداية.. ما رسالتك للأقباط فى عيد القيامة المجيد؟
– رسالة القيامة تعنى ضرورة التمسك بالأمل والرجاء وسط الصعوبات، فالعالم ككل يواجه تحديات ضخمة منذ جائحة كورونا، ولم يهدأ لفترة كبيرة، فبعد الوباء جاءت الحرب الروسية الأوكرانية، وما زالت مستمرة، ثم الحرب فى غزة، بجانب تحديات اقتصادية.. وهنا يجب أن نتذكر أن القيامة ستكون لنا جميعًا.
«عيد القيامة» يمثل لنا الرجاء بأن ينتهى الظلام بالقيامة والانتصار على التحديات والصعوبات فى كل العالم، فالقيامة هى الرجاء الذى أعاد لنا الأمل، الذى لا بد من أن يتمسك به الإنسان ليعبر تحدياته.
■ ما طقوس احتفالك خلال عيد القيامة؟
– الاحتفال بعيد القيامة يبدأ معى من يوم «أحد السعف»، أى قبل العيد بأسبوع، وأحرص على وجود خدمة بإحدى الكنائس الإنجيلية سنويًا فى هذه المناسبة، وهذا العام قضيته مع أقباط كنيسة أسيوط.
ثم نبدأ مرحلة تبادل التهنئة مع قيادات الكنائس، كما أتابع تفاصيل الاحتفال الرسمى للطائفة الإنجيلية لحظة بلحظة، وأشارك فى صلوات خميس العهد والجمعة العظيمة مع الصوم الانقطاعى طوال اليوم، لأن الروحانيات عالية فى هذه الأيام.
أما عن يوم العيد، فأحرص على قضاء وقت خاص بكنيسة عين شمس، كخادم قبل أن أكون رئيسًا للطائفة، وعقب ذلك يأتى وقت العائلة والتجمع مع أبنائى وزوجتى فى كنيستى الثانية، بكنيسة التجمع، لكى نقضى العيد فى حضرة الله، ثم نجتمع لنحتفل معًا فى جو أسرى، وأيضًا أحرص على قضاء عيد شم النسيم وسط أبنائى وزوجتى.
■ كيف أسهمت الكنيسة الإنجيلية فى دعم أهالى غزة؟
– أسهمت الكنيسة الإنجيلية بالتعاون مع مؤسسات الدولة، عبر التحالف الوطنى للعمل الأهلى، فى إرسال قوافل غذائية وطبية لأهالى غزة، عدة مرات، دعمًا للأشقاء فى وقت الحرب، ومحاولة منا للمساهمة فى توفير بعض سبل الإعاشة التى تدعمهم خلال هذه الفترة العصيبة.
■ كيف ترى موقف مصر تجاه الحرب فى غزة؟
– مصر دائمًا تساند الشعب الفلسطينى، وتدعم حقه التاريخى فى وطنه، منذ سنوات طويلة، وأرى أن مصر من أكبر الدول الداعمة لحقوق الفلسطينيين عبر التاريخ، وأؤيد موقف مصر بكل قوة ضد التهجير لشعب فلسطين، للحفاظ على القضية الفلسطينية.
ومصر لعبت دورًا مهمًا فى مفاوضات وقف إطلاق النار، وما زالت تقوم بدور مهم إلى هذه اللحظة، لكى تحافظ على حياة الفلسطينيين وحقوقهم التاريخية.
■ هل ترى ما يحدث فى غزة يؤثر على أمن المنطقة؟
– من الممكن أن يؤثر على المنطقة، ونشكر الله أن مصر لديها جيش قوى، جرى تدريبه وتطويره بشكل غير مسبوق خلال السنوات الماضية.. جيش مصر قادر على حماية أمنها حتى وإن كانت المنطقة مليئة بالحروب.
القوات المسلحة قادرة على ردع أى أحد يحاول تهديد أمن واستقرار مصر، فالجيش المصرى من أقوى 10 جيوش بالعالم، ولا تستطيع أى قوة تهديد أماننا فى مصر.
جيشنا جيش ثابت وقوى على مر العصور، وقادر على حماية المصريين فى كل الأوقات، وأنا أثق كل الثقة فى جيشنا المصرى، ولا أحد يستطيع الاقتراب من حدودنا.
■ ما رأيك فى التطوير الاقتصادى الذى حدث فى مصر؟
– أرى أن هناك أملًا كبيرًا فى ازدهار مصر اقتصاديًا خلال الوقت الراهن، خاصة أن الأزمة كانت فى نقص العملة الصعبة، وحاليًا نجحت الدولة فى القضاء على السوق السوداء بتوفير العملة، وهذا سيثمر استقرارًا على كل المستويات. الحكومة تسعى لدعم القطاع الزراعى لتقليل الاستيراد وزيادة التصدير وتوفير العملة الصعبة، وأرى أن هذا هو المسار الصحيح.
■ ما تقييمك لمبادرة «حياة كريمة»؟
– أرى أن مبادرة «حياة كريمة» هى نقطة تحول فى التاريخ المصرى الحديث، ومثل هذه المبادرة خطوة نحو الإصلاح الاقتصادى فى مصر خلال الوقت الراهن، وهى مبادرة تضمن الحياة الكريمة لغير القادرين ماديًا، وتقدم حلولًا تخفف من آثار الأوضاع الاقتصادية على الفئات غير القادرة، كما أنها تدعم الأهالى الأولى بالرعاية.
■ كيف ترى محاولات زرع الفتنة الطائفية فى مصر؟
– هى محاولات من بعض الأشخاص المتطرفين الذين يحاولون تعكير الصفو أو إحداث توترات طائفية، وهى محاولات يائسة لتمزيق النسيج الوطنى، لكن الشعب المصرى تجمعه المحبة، والدولة عازمة بكل قوة على تطبيق مبادئ المواطنة بالجمهورية الجديدة.
الشعب المصرى أول من يقضى على محاولات شق الصف، لأنه يدرك أن هناك أعداء يحاولون إرباك الدولة وتعطيل خطط التقدم.. مصر ستظل قوية بتماسك أبنائها.
■ كيف رأيت أنباء مباركة الفاتيكان لزواج المثليين جنسيًا؟
– أرى أن هذا الأمر يتعلق بالكنيسة الكاثوليكية، وفيما يخص الكنيسة الإنجيلية فهى متفقة على رفض زواج المثليين، سواء لاهوتيًا أو دينيًا أو اجتماعيًا فى كل الأوقات، لأن الكتاب المقدس يرفض هذا الأمر بشكل قاطع.
■ هل من الممكن أن نرى سيامة مرأة لتكون قسًا فى مصر؟
– الكنيسة المشيخية الإنجيلية بكل مذاهبها قررت تجميد الحوار فى هذا الأمر إلى عام 2026، وأنا أحترم هذا القرار تقديرًا لكنيستى وجميع قياداتها، وحتى هذا العام لم يُفتح للمناقشة أمر سيامة المرأة قسيسة بالكنيسة الإنجيلية المصرية.
■ ما رسالتك لقادة الكنائس المصرية بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد؟
– أقدر البابا تواضروس الثانى، وهو بابا المحبة، ويجمع فى قلبه صلابة اليقين والمحبة للجميع، ووجهت له رسالة خلال العيد، وقلت إنه شخصية فريدة بمحبته.
وأيضًا تجمعنى محبة خالصة بالأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكنيسة الكاثوليكية بمصر، ورسالتى له أن الأمل والرجاء دائمًا من الأمور التى تجمعنا معًا خلال الاحتفال بعيد القيامة المجيد.
■ كيف ترى تعامل الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الأقباط خلال الـ10 سنوات الماضية؟
– الرئيس عبدالفتاح السيسى قدم نموذجًا فريدًا وصلبًا فى دعم المواطنة، وجعلها مبادئ تطبق على أرض الواقع فى الجمهورية الجديدة التى يسعى لترسيخها، ولعب دورًا فى تغيير المناخ العام ليؤمن بالمواطنة.
نحن لا نجامل فى رأينا، وهناك تغيير حقيقى نحو المواطنة، وربما يحاول البعض عرقلة هذا الأمر ويخلق تحديات، وهذه سمة الحياة البشرية، أن توجد بها تحديات، لأن لا حياة مريحة إلا بالسماء، ونحن نعيش على الأرض، لذلك أقدر محاولاته لبناء دولة المواطنة ودعم التنوع وقبول الآخر فى الجمهورية الجديدة.
متى يصدر قانون الأحوال الشخصية الموحد؟
– خلال وقت قريب سيصدر هذا القانون، وهو فى الوقت الحالى لدى وزارة العدل، وتمت الموافقة عليه من جانب جميع الكنائس، ومن المقرر أن تنتهى وزارة العدل من مراجعته ثم تتم مناقشته بمجلس النواب المصرى، إلى أن يقر بشكل رسمى عقب هذه الخطوات.