تـشـهد “الأديـــــرة المصـــرية” نهضة عـمـرانـيـة وتنموية ورعــويــة كـبـيـرة، ومسؤوليتها الوطنية جعـلتها تسعى لخـدمـة المجـتـمع، عــلاوة عـلى اكتفائها ذاتيًا ومـساعــدتها للآخـريـن، قـامت”وطنــي” على مــدار الأعــوام السابـقـة بـجــولات في العـديــد من الأديــرة المصرية.
واليـوم تُـقـدم “وطــنــي” حكايـة “ديــر الملاك غـبــريــال أبـو خـشـبـة” بالفـيــوم، والـذي يـُعـد مـن الأماكـن السياحية والمــزارت الدينية التي يـتـوافــد عـليها الكـثيـرمن الـزوار لأخــذ البـركة، وذلك لإلقاء الضـوء على حكايـة هــذه الأديــرة العامــرة بالإيمان والأعـمال والمتجـلية في العـديــد من الأنـشـطة الاجتماعية والاقـتـصادية وخـدمـة المجتمع.
قال نـيـافـة الحبـر الجـلـيـل الأنـبـا إبـــرام مـطـران الـفيــوم، ورئــيس ديــر رئيـس الملائـكـة غـبــريــال بجـبــل الـنـقــلون: يقــع فــي جـبــل النقلــون بالقــرب مــن عـزبــة قلمشــاة بمركــز إطســا محافظــة الفيــوم،
وهــو يقــع علــى ربــوة صخريــة مـرتـفـعــة عــن مســتوى عـزبــة قلمشــاة، وتظهــر حافــة الــوادي الخضــراء محـيـطــة بالجـبــل مــن الناحيــة الغربيــة للـديــر، علــى بعــد 3 كــم تـقـريبــاً مــن مـدخــل الـديــر الحالــي.
بــدأت الرهبنــة فــيـه منذ بـدايــة القــرن الرابــع الميــلادي، ومــن الواضــح أنــه كان لــه القيــادة الروحيــة والرهبانيــة بيــن أديــرة الفيــوم، نظــرًا لازدهـار الحيــاة الرهبانـيــة فــي بريــة النقلــون فــي النصــف الثانــي مــن القــرن الثالــث الميــلادي.
– لقــد حـظيــت التجمعــات الرهبانيــة الكبيــرة بإقليــم الفيــوم (ديــر النقلــون ومــا يتبعــه)، برعايــة واهتمــام أب الرهبــان القديــس العظيــم الأنبــا أنطونيــوس الــذي زار الإقليــم أكثــر مــن مــرة.
ترتبــط نشــأة وتأســيس الديــر فــي ذلــك الوقــت بالقديــس العـظيــم الأنبــا أورابــن ابنــة ملــك بــلاد المشــرق وأبــوه ابراشــيت كمــا تذكــر لنــا ســيرته المقدســة.
– وقــد ذُكــر أيضًــا تكريــس كنيســته ( كنيســة المــلاك غبريــال ببريــة النقلــون )، فــي كتاب السنكسار القبطي 26 بؤونــة والسنكسار الإثيوبي فــي 26 ســاني.
– يســمى بـــديــر الخشــبة، فيذكــر العلاّمــة المقريــزي أن ديــر النقلــون يقــال لــه ديــر الخشــب، وديــر غبريــال المــلاك كمــا وردت هــذه التســمية أيضًــا عنــد بعــض المؤرخيــن القدامــى، مثل علــي باشــا مبــارك والفريــد بتلــر.
– كما يذكر أيضاً فانسليب في رحلته أنه ” ســافــر إلى ديــر الخشبة “، ويـرجـح أملينـو أن سبب تسمية الديــربالخشبة هي على أســاس أن كلمة pi بالقبطية تعني خـشـبة أو بإضافة أداة التعريف Pi فتصبح الكلمة بمعنى الخشب، ومن ثـم يكـون الاســم القبطى ديـــر الخشب.
– قد ورد ســبب تســمية الـديــر بالخشــبة فــي كتــاب السنكســار الحبشــي، فيقــول توجــد خشــبة فــي ســقف الكنيســة لهــا علامــة تشــير إلــى فيضــان النيــل، فــي وقــت القــداس ينقــط منهــا مــاء كثيــر إذا كان فــي تلــك الســنة رخــاء، وإذا كان جــوع يظهــر مــاء مثــل العــرق.
– هنــاك رأى آخــر يتبيــن مــن خــلال التقاليــد الخاصــة بإيبارشــية الفيــوم، وهــو أن خشــبة الصليــب المقــدس قــد قســمت علــى الكراســي الخمســة أيــام الإمبراطــور قســطنطين، وأن
الجــزء الخــاص بكنيســة مصــر نُقــل مــع بدايــة دخــول العــرب مصــر، ويبــدو ذلــك مــع مجــئ البابــا بنياميــن الـــ38 إلــى الفيــوم ووضــع هــذا الجــزء بديــر المــلاك غبريــال بجبــل النقلــون.
– يذكــر أبــو المــكارم عــن ديــر النقلــون فى القــرن 13 (1209م)، أنــه يحــوى كنيســة علــى اســم المــلاك ميخائيــل وبهــذه الكنيســة عمــود مــن الرخــام يبــدو وكأن الميــاه تتدفــق منــه.
– كمــا يـوجــد بــه حصــن كبيــر يطــل علــى جبــل ،كمــا يوجــد بالقــرب مــن الديــر كنيســة للمــلاك غبريــال محاطــة بســور أنشــىء قبــل الكنيســة فــى13 أمشــير.
– جبــل النقلــون هــو المــكان الــذي اســتراح فيــه يعقــوب بــن اســحـق بــن إبراهيــم، وقــدم فيــه العبــادة والذبائــح للــه فــي أيــام يوســف بــن يعقــوب وهــذا يعطــي أهميــة خاصــة للديــر.
إعادة الحياة الديـرية
فــي عيــد العنصــرة يونيــه 1999م، صــدر قــرار المجمع المقــدس برئاســة قداســة البابــا المعظــم الأنبــا شــنودة الثالــث، بإعــادة الحيــاة الرهبانيــة للديــر، وذلك في حبريــة نيافــة الحبــر الجليــل الأنبــا أبــرآم مطــران ورئيــس أديــرة الفيــوم.
كنائس الديــر
كنيسة رئيس الملائكة غبريال:بنيــت فــي القــرن الرابــع ،الكنيســة الموجــودة الآن يرجــع تاريخهــا إلــى 1183م أي نهايــة القــرن الثانــي عشــر.
كنيسة رئيس الملائكة ميخـائـيـل:يرجــع تاريخها إلــى القــرن الخامــس عشــر، تــم تـكـريســها فــى عهد البابــا يـؤانــس الحــادي عشــر(1427م – 1452م )، وكان قــد ســقط ســقفها وامتــلأت
بالأتربــة لارتفاعهــا، فتــم ترميــم الكنيســة وتـدشــينها في3 يـوليــو1994م،كنيسة الأنبا أبــرآم:خاصة بالآباء الرهبان أعلى كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل،كنيسة شهداء الفيوم: دُشــنت فــي عهــد
صاحــب الغبطــة والقداســة البابــا تواضــروس الثانــي، وذلــك بيــد الأنبــا أبــرام مطــران الفيــوم، بتاريــخ 2015/9/1، وفــي هــذا التاريــخ يحـتـفــل الـديــربتــذكار ظهــور أجســاد شــهداء الفيــوم.
ثم قام الأنبا أبــرآم،مطران الفيوم، ورئيس ديــر الملاك غـبـريال بجـبـل النقلون بحـركة تعميريه على المستوى الرهباني والعـمـراني، حيث أعـاد المجمع المقـدس الاعـتـراف بالديــر، وبـدأت هــذه الحـركة الـتعـميـرية في عام 1988 م، وأعـاد المجمع المقـدس الاعـتـراف بـديــر الملاك غـبـريال في 29 مايو 1999م وهــو تاريخ عيد حـلـول الروح القدس سنة 1999.
تعـميــر الــديــر
بـدأ العمل في تـعـمـيــر الـديــر في ديسمبر1988م، وذلك ببناء مضايف لاستقبال الزوار وكـذا بناء قلالي للرهبان وتـرميـم البعض الآخــر من القـلالي، واتسع العمل أكـثـر في الفترة من 1993 إلى 1994م وشمل العمل تـرميـم الكنيستين بالديـر وعمل مائـدة الآباءالرهبان، وكـذا تـم إعداد خمس وعشـرون قــلاية لسكني الآباء الرهبان .
وفي أغسطس 1996م صدر قــرار رقـم 264 لسنة 1996 جمهوري ببناء ســور جـديـد يحيط بالدير كله،وأصبح داخـل الأســوار مساحة حــوالي 35 فدانا، وتـم عمل بوابة كبيرة للدير، وبــوابة أخرى كبيرة أيضًا.
كما تم بناء مغارتين حـول البوابة الرئيسية للديـر ارتفاع كل منها 25 ، كذلك تم عمل خــزان للمياه بكل منارة، وذلك على ارتفاع يـزيـد عن 20 متر لتخـزيـن المياه العذبة النقية الداخلة إلى الـديـر
عبر خط مواسيــر ممتد بطول 3 كم بالجبل ومن الخـزانـيـن تندفع المياه إلى داخـل الديـر عبـر مسافة 500 م، كما تــم إعـداد أماكن للخـدمات بالـديـر، وهي: فـرق للقربان، ومخبــز نصف آلي لعمل الخبز
للرهبان وزائـري الديــر وأماكن ضيافة الآبـاء الكهنة والشباب في خلوتهم، وتـم إعــداد مكان مناسب مساحته ( 6 × 15 )، ليكون مكتبة اطلاع للرهبان، وتـم رصف الطريق المؤدي إلى الديـر بمسافة 5 كم سنة
1996، وإقـامـة مجتمع عـمــراني بالـديــريـشـمل، بناء 25 وحـدة سكـنـية مساحـة كل منهم 170 م بكل وحـدة أربع قـلالـي، و”الـقـلايـة” عبارة عن حـجـرة وصالة وحمام ومطبخ وبذلك أصبح بالديــر مائة
قــلايـة معـدة للسكن، ووضع الأساسات والارتفاع بالأبنية لثلاثة مباني مساحـة كل منهم 1800 م واستغلالهم مبنى خـدمات للآباء الرهبان، ومبنى خـدمات للـزائـرين، ومبنى خـدمات لخـلـوة الآباء الكهنة والشباب.