“من هنا مر المسيح لاجئا في مصر”.. لم تكن هذه الكنيسة من المسارات التي مكثت بها العائلة المقدسة لمدة طويلة على عكس أديرة الصعيد؛ ولكنها موقع الكنيسة يجعل احتفالاتهم مميزة.
وتستعد كنيسة ودير السيدة العذراء مريم بالمعادي للاحتفال بإحياء تذكار مسار العائلة المقدسة؛ بأجواء خاصة خلال هذه المناسبة السنوية التي تعيد بها جميع الكنائس المسيحية الارثوذكسية يوم الأول من شهر يونيو بكل عام.
“مبارك شعبي مصر”.. الٱية الخالدة في احتفالات احياء مسار العائلة المقدسة
وكانت كنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادي هي الملجأ والكلام القرن للهروب في رحلتهم بمصر إلى ارض الصعيد عبر نهر النيل والتي سارت من خلاله العائلة المقدسة إلى دير السيدة العذراء مريم بجبل الطير عقب مكوثه مدة قليلة بكنيسة المعادي.
من جانبه، قال “ايهاب إبراهيم” خادم بفريق الكشافة الكنسية بكنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادي بالإيبارشية إن كنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادي؛ تشهد احتفالا سنويا بمناسبة تذكار إحياء مسار العائلة المقدسة إلى مصر والتي تشرف على تنظيمه فرق الكشافة الكنسية بالإيبارشية.
وأشار “إبراهيم” في تصريحات لـ”الدستور”، إلى أن الاحتفال يبدأ بدخول الآباء الأساقفة والكهنة والشمامسة الكنيسة عن طريق مركب يجرى جولة فى نهر النيل، حاملين معهم الصندوق الذي يضم نسخة الكتاب المقدس ؛ مضيفا أنه وجدت نسخة مفتوحة على المياه على سفر إشعياء الإصحاح 19 الذى تقول فيها الآية مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصر”.
وأكد أن ما يميز الاحتفالية بإحياء مسار العائلة المقدسة هي زفة أيقونات العائلة المقدسة خلال زيارتهم إلى ارض مصر.
كما تقام العشية فوق السلم الأثرى المؤدى لنهر النيل من داخل تلك الكنيسة، وسط توافد مئات الأقباط من كافة محافظات مصر، وفي بعض الأحيان من دول أخرى لحضور طقس العشية والتبرك
بذلك المكان فى توقيت العيد. وبحسب الأنبا دانيال، أسقف المعادى وتوابعها، فإن كنيسة العذراء مريم بالمعادى، اعتادت كل عام على القيام بزفة داخل نهر النيل احتفالًا بعيد دخول
السيد المسيح أرض مصر، حاملين صورة قيامة المسيح نظرًا لتزامن العيد مع الخمسين يومًا المقدسة، إضافة إلى صورة العائلة المقدسة والكتاب المقدس، الذى وجد فى نهر النيل سابقًا.
وتشهد كنيسة السسدة العذراء مريم بالمعادي احتفالا فلكلوريا يضم عدة طقوس دينية من خلال إتمام الدورة داخل الكنيسة وصلاة العشية التى يتبعها قداس العيد فى صباح اليوم التالى، واحتفالا بهذه المناسبة السنوية توافد الكثيرين على الكنيسة لاعتباره عيدًا دينيًا مميزا لكل المصريين وليس الأقباط فقط.
الأفارقة يحيون تذكار مسار المقدسة بالتراتيل
وتشهد عشية طقس إحياء مسار العائلة المقدسة إلى ارض مصر بكنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادي طقوسا لها طابعها الخاص نظرا بإقبال الأفارقة والسودانيين المقيمين في مصر على التواجد بالكنيسة في هذه المناسبة.
من جانبها قالت “ميراي جوزيف” سودانية ترتاد كنيسة العذراء مريم بالمعادي بشكل دائم، إنها تحرص على المشاركة في احتفالات إحياء مسار العائلة المقدسة إلى ارض مصر بشكل سنوي مع أقاربها السودانيين المقيمين بالمنطقة ذاتها.
وأوضحت ميراي أنهم يحرصون على الاحتفال بعيد تذكار إحياء مسار العائلة المقدسة إلى ارض مصر من خلال حضورهم صلوات عشية القداس وعقب إنتهائها يجتمعون للاحتفال بالتراتيل الخاصة بهذه المناسبة عن مجئ
السيد المسيح لأرض مصر ومن ابرز هذه التراتيل التي ترددها ترنيمة”جانا المسيح “؛ مؤكدة أن هذه المناسبة في مصر لها اجواء خاصة حيث الأماكن المباركة التي مكث بها السيد المسيح خلال تواجده في ارض مصر.