تـشـهد الأديـــــرة المصـــريةنهضة عـمـرانـيـة وتنموية ورعــويــة كـبـيـرة، ومسؤوليتها الوطنية جعـلتها تسعى لخـدمـة المجـتـمع، عــلاوة عـلى اكتفائها ذاتيا ومـساعــدتها للآخـريـن قـامت وطنــيعلى مــدار
الأعــوام السابـقـة بـجــولات في العـديــد من الأديــرة المصرية واليـوم يـقـدم وطــنــي حكايـة ديـــــر الـقـديـس الأنـبـا أور بجـبـل النقلون بالفيوم، والـذى يـعـد مـن الأماكـن السياحية والمــزارت الدينية
التى يـتـوافــد عـليها الكـثيـر من الـزوار لأخــذ البـركه، وذلك لإلقاء الضـوء على حكايـة هــذه الأديــرة العامــرة بالإيمان والأعـمال والمتجـلية في العـديــد من الأنـشـطة الإجتماعية والاقـتـصادية وخـدمـة المجتمع .
_ديــر الأنـبـا أور بجـبـل الـنقـلـون:
قـام نيافـة الحـبـر الجليل الأنبا أبــرام، أسقـف الفـيـوم وتـوابـعـها، ورئـيـس أديــرتها بتأسـيس الديــر بعـد أن اخـذ مـبـاركـة قــداســة البابا المتنيح البابا شنــودة الثالث عام 2008,
وهــذا ليس بجـديــد على نيافته لأنــه محـب للـرهبنة والرهـبـان، وقــد أســس أديــرة كثيرة وتعميـر أديــرة رهبانية بعد أن انقطعت عنها الرهـبـنـة، ومـنذ ذلك الحـيـن بـدء نيافـتـه
التعـميــر، فـلـم يـكـن فى الحسبان أن تكـون الأرض قـريـبـة من ديـر الملاك ،ولـكــن شــأت عـنـاية الله أن تـكـون على مقربــة من الـديـــر الـذى أسسة الأنبا أور، وعـاش فى المنطقة (جبل النقلون).
ويـقــول الأنبا إبــرام مطــران الـفيـوم ورئـيـس أديــراتها: أنـه بسبب سيــرة القديـس الأنـبا أور العـطـرة، وكان أسقـف وخـادم وراعـي المنطقة، وكـونه مــؤسـس للـرهـبـنة في بــريـة
النقلون، وكان الأنبا أور من بـلاد فـارس، وعاد إلى مصـر، وبني ديـر الملاك غبــريال بجبل النقلون، وكان من الطوب الأحمر ،وأنشأ الرهـبـان هناك فــرن لحــرق الطـوب الأحمر، واستخـدامـه في
بناء الدير، وفي البداية، علمنا أن هناك منازل قـديـمة تهدم ويباع مخلفات الطوب منها، واشترينا منها، وكنا نـستخـدم هـذا الطوب في البناء، وحتى تـكـفي أعـداد الطوب بناء الدير، فكرنا في تقطيع الطوب.
وأضاف: تم استخـدام فيما بعد، فــكــرة العاشــق والمعـشــوق فـي بناء الحــوائـط بالطـوب، ليعطي أشكال في الحــوائط بالكنيسة مثل الأيقـونات، وتـم تـدريـب بعض العمال عـلى تصميم هــذه الأشكال لبناء الحــوائـط، ثــم بـدأنا اسـتـخــدام خـشـب شجــر قـديـم، وأحضرنا مـولـدات لأنه لم يكن يـوجــد كهرباء في المكان، ولجأنا لإشعال مسرجـة لإنارة المكان.
_بـدايـة مــرحـلة الـتـعـميــر:
تعـد أرض الـديــر التي كـانـت مـلك لمطـرانـيـة الأقـباط الأرثـوذكـس بالفـيــوم، مـنـذ عـام 1999وظلت مهملة مما أدى إلى بعض التعديـات عليها وأصبحـت مقـلـب للـقـمامـة فى محافظة الفيـوم كلها وكانت الحياة فيها غير محتملة لـكـن التعـزية الـروحـيـة والرغـبـة الصادقـة فى تعميــر الديــر، حيث كنا نقضى الأسبـوع كاملا فى حـجــرة صغيـرة فى عـمـق الجـبل وبــدون اســوار.
وفى يــوم السبت نـذهـب إلى ديــر الملاك غـبــريال لصلاة التسبحـة والـقــداس (يــوم الأحـد) ثــم نـعـود ومعنا الطعام والماء وهكــذا، فـلم يكـن هناك طــرق أو وسـائل للنقل، فكنا نـسيــر عـلى الاقـدام حتى الوصـول للديـر من الجـبـل وليس مـن الأبـــواب.
ثـم بــدأنا نعـمل طـــرق للديــر ثم الطــريق الصحــراوى ..لبـدء التعميــر وكانت الحياة بسيطة والإمكانيات محـدودة للغاية ، ولم يـكـن هناك أى إمكانيات سواء بشـريـة أومـادية، وإن أقل ما يقال عــن البداية تكاد تكون مستحيلة اذا خلت من
التعزية والفرح والإرداة الحسنة التى تـتـفـق مع إرادة الله ، وكان نيافة الأنبا أبــرام دائــم التشجيع والمسانـدة والمتابعـة المستمرة للتعمير ومحبته التى كانت تـغـمـرنا فـنـزداد قـــوة على قـــوة وتـكســر الحــواجـــز مهما صعبت.
وفي عام 2010 تأسست كنيسة بـديـر الأنبا أور، وتـم إقامــة القـداسـات فيها. وفي عام 2011 بـدأ التعميـر في الـديــر، ويصعب الحـديـث عن طـــرق العـمارة والبناء فيها لأنها تحـتـاج إلى الكثـيــر، ولكن هى طـريـقـة جــديــدة لم
يكـن أحــد قـام بعـملها مـن قبل، وهى تحــويـل فـكـرة العاشــق والمعشــوق التى فى حـامل الإيـقــونات خـشب إلى طـوب وليـس على حـامـل الإيـقـونات ، وإنما على كل الكـنيــسة بل وكل الـديـــر.. مع صنع ابـــواب ومنجـليــات
وإيـقـونات بـطــرق أثـرية وخشب قــديــم وأن الكنيسة محـفـــورة تـحـت بـاطــن الأرض بحــوالـى 9مـتــر فى عـمـق الجبل واللـون الأصفر هو اللون الطبـيـعى، حيث الإستعـمال ســـواء ســلالــم أوحـضـن الأب أومـصاطـب أوحــوائــط .
_تـكــريـس الكنيسة:
وفي 12 يوليو 2017 بعيد الرسل، دشــن الأنبا إبــرام، مطــران الفيوم، الكنيسة والديــر ويــوجــد بالـديــر كنيسة مـنـحــوتــه فى الصخــر على عـمـق أكـثـر من 9 امتار مبنية على الـتـراث القبطى
القديـم ، والكنيسة الرئيسية بها أربعة كنائس بسبعة مذابح وهـم:- كنيسة بأسـم الأنبا كاراس وأبونا ميخائيل البحيرى- كنيسة جانبية بأسـم الرســل وآخــرى جـانـبـية بأسـم شهـداء الفيوم والأنبا يحنس
القصير- والكنيسة الوســطى بها أربعـة مـذابح:مـذبح بأسـم الأنبا أور- مـذبـح بأسـم العذراء مذبح بأسم الملاك غـبـريال مذبـح بأسـم الأنبا ابـرام، ويـوجــد بالــديــر مبنى كـبيــر للزائــريــن
ومـضايـف ومبنى آخــر تحـت الإنشاء، بالإضافة إلى مـبـانى خـدمـات وبيـت خــلـوة للشباب وقـلالـى للرهبان، كما يــوجـــد بالــديــر مـقــر وقـــلايـة خاصـة بنيافة الأنبا إبــرام، مطران الفيوم
ورئيس أديرتها، وجــارى التعميـر والعـمـل بأســوار الـديــر فالكنيســة تـعـد من الـتـحـف المعـمارية وذلك بـشهادة كـافــة المعماريـيـن والفنانين المتخصصين فى المجـال ســـواء من المسيحيـيـن أوالمسلمين.