البردية حددت المدة التي قضتها العائلة المقدسة في مصر
مكثت العائلة المقدسة يومين في كنيسة العذراء بزويلة
قال المهندس مينا إبراهيم عضو لجنة أصدقاء كنائس زويلة الأثرية، إن الحكاية في القرن الرابع الميلادي بدأت بالراهب الحكيم زيلون الذي أتى من صعيد مصر متتبع لأماكن زيارة العائلة المقدسة في مصر، وكان متأكد أن
العائلة المقدسة مكثت في المنطقة المسماه فيما بعد زويلة.. فبدأ يبحث في المخطوطات والكتب القديمة ويسأل سكان المنطقة والعلماء والمؤرخين والقديسين المتواجدين بها، حتى أكتشف أنه بعدما أنهت العائلة المقدسة
زيارتها إلى منطقة المطرية، قررت الذهاب إلى منطقة بابليون بمصر القديمة للاحتماء هناك وركبت مركب وبدأت رحلتها آخذة مجرى الخليج الخليج المصري سابقًا، وشارع بورسعيد حاليًا، وحينما وصلت المركب إلى منطقة
الخضرة والبساتين حدائق الكافوري سابقًا، وزويله حاليًا. وحن قلب القديس يوسف النجار على الطفل وأمه وطلب من السيدة العذراء بالاستراحة في ذلك المكان البديع، ووافقت العذراء مطيعة لرغبة القديس يوسف وكان المكان مثالي للإقامة.
وأضاف المهندس مينا، أنهم وجدوا فى المكان كل مقومات الحياة، حيث وجدوا فيه بئر ماء عذب للارتواء ومغارة قريبة للراحة والاحتماء وصهريج مياه لغسل الأواني والرداء، وباركت السيدة العذراء تلك المنطقة فأصبح بها كنيسة ودير للعذارى الراهبات، وبارك السيد المسيح تلك المياه التي شرب منها وأهل المنطقة الطيبين الذين احسنوا استقبالهم.
وبعد هذه الأحداث كلها أخذ الحكيم زيلون قراره ببناء كنيسة العذراء في تلك المنطقة المشار إليها وأخذ التصميمات التي وضعتها الملكة هلانة أم الملك قسطنطين لبناء الكنائس على الطراز البازيليكي.
وتابع: نحن الآن في كنيسة العذراء حالة الحديد بزويلة أقدم مباني القاهرة الفاطمية والتي ظلت مقرًا للكرسي البطريركي لمدة 360 سنة وعدد 23 بطريرك والتي تباركت بزيارة العائلة المقدسة، مشيرًا إلى أن مبنى الكنيسة يعد معجزة إنشائية وفزيائية تتحدى الزمان فنرى الماء المدمر لكل مبنى من الفولاز أو الخرسانة ينساب في سلام وهدوء من حوائط الكنيسة الهشة.
ووجه مينا إبراهيم رسالة لكل زائر لهذه الكنيسة العظيمة قائلاً: قف أمام الأيقونة العجائبية وأطلب شفاعة السيدة العذراء وتمنى وستندهش حينما تنقل طلبتك سريعًا إلى السماء وستهدأ روحك وتستكين حينما ترى الماء وتسمع صوت خريره.
أضاف: أيها السادة نلقي الضوء اليوم على بردية تعود إلى القرن الرابع الميلادي مكتوبة باللغة القبطي الفيومي وبها أدعية ومباركة لمصر وشعبها وتحدد المدة التي قضتها العائلة المقدسة بدقة وأنها
ثلاثة سنوات وإحدى عشر شهرًا، وهذه البردية موجودة بمكتبة جامعة كولن بألمانيا وقامت بتحقيقها عالمة الآثار الألمانية جيزا شنكل سنة 1997 ونشرت في الصفحة الأولى لجريدة الأهرام الرسمية بتاريخ 6/6/1998 عدد 40724
وقام عالم القبطيات الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي بترجمتها وأشار أن العائلة المقدسة مكثت في زويله لمدة يومان. أكد أنهم يومان منذ أكتر من ألفي عام وما زلنا نحتفل بهم حتى الآن وإذا كان الحج المسيحي لا يكتمل إلا بزيارة الأراضي المصرية والأماكن التي تباركت بزيارة السيد المسيح.