قالت الدكتورة سارة درويش، ابنة الفنان التشكيلي والخزاف الراحل نبيل درويش، إنها تلقت إخطار شفهي، اليوم الأربعاء، يفيد بأن الهيئة القومية للطرق والكباري أرسلت طلب استعجال لإخلاء متحف الفنان الراحل الواقع بطريق سقارة السياحي.
وأكدت ابنة الفنان الراحل، أن وزارة الثقافة شكّلت لجنة هندسية لمعاينة مكان المتحف الواقع في طريق سقارة السياحي، التابع لمركز أبوالنمرس بالجيزة، ومشروع توسعة الطريق الدائري للمريوطية، وتقديم حلول بديلة إن أمكن.
وتابعت سارة درويش للـ«المصري اليوم»، في اتصال هاتفي، أنه لم تصدر أي نتائج من قبل اللجنة التي تم تشكيلها طوال الفترة الماضية، وقالت إنها تواصلت مع وزارة الثقافة لمعرفة نتائج اللجنة، لكن لم تصدر أي نتائج حتى الآن.
رئيس هيئة الطرق والكباري: «لا بديل عن هدم المتحف»
وفي تصريحات خاصة للـ«المصري اليوم»، أكد اللواء حسام الدين مصطفى، رئيس هيئة الطرق والكباري بوزارة النقل، أنه «لا بديل عن هدم المتحف وتمت دراسة الموقع وبدائل عن الهدم، لكن لا يوجد حل آخر على حد تعبيره، لا يوجد حل نبدأ ناخد اجراءات نقل المقتنيات وتحديد برنامج زمني لانهاء هذا الأمر، وأكد أن هناك تعويض عن المتحف وتتولى هيئة المساحة تحديد مقدار التعويض».
وأشار للمصري اليوم، رئيس هيئة الطرق والكباري، أنه مستعد للاجتماع مع أسرة الفنان الراحل لإطلاعهم على كل الإجراءات التي سيتم اتباعها.
وأوضح أنه تم تشكيل لجنة هندسية وتوصلت إلى أنه لا بديل عن هدم المتحف لاستكمال أعمال توسعة الدائري.
وفي المقابل، أكد وليد قنوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، في اتصال مع «المصري اليوم»، أن الوزارة ضد هدم المتحف لأنه قيمة ثقافية كبيرة، وأشار أن الوزارة ليست صاحبة سلطة لأن هذا المتحف متحف خاص، لكن تم تشكيل
لجنة من قبل المجلس الأعلي للثقافة للبحث عن بدائل عن هدم المتحف، وقدمت تقرير للجنة الفنون والثقافة بمجلس النواب وطالبت بعدم هدم المتحف، وأوضح أنه حضر مناقشة هذا الأمر في مجلس النواب بلجنة الفنون والثقاقة والتي أوصت بعدم الهدم.
وتابع أن وزارة الثقافة ملتزمة الخفاظ على مقتنيات الفنان في حالة الهدم ولكن في حالة استحالة الحفاظ على المتحف بحالته.
متحف نبيل درويش.. في فخ الأزمات متكررة
منذ عام 2022 وأسرة الفنان التشكيلى الراحل نبيل درويش تعيش حالة من الترقب بسبب تلقيها إنذارات عديدة بهدم متحفه الواقع على طريق سقارة السياحى، وفقدان مقتنياته وأعماله الفنية، وأيضًا منزل الأسرة الذي تعيش فيه زوجته حتى الوقت الحالى.
وصدر إنذار رسمي في يناير الماضي من مركز مدينة أبوالنمرس، التابعة لمحافظة الجيزة، إلى ورثة «درويش»، بضرورة إخلاء المبنى لتوسعة الطريق وتطوير الطريق من المنصورية إلى المريوطية بطول 3.5 كيلو متر، ودعا
الإنذار إلى سرعة إخلاء المبنى لاستكمال المشروع، لكن لم يتم الهدم، ولم يتم التواصل مع ورثة الفنان التشكيلى، لتحديد التعويض المناسب أو توفير بديل لحفظ مقتنيات المتحف- على حد قول- سارة درويش، ابنة الفنان الراحل.
يذكر أن متحف الخزاف نبيل درويش، هو متحف خاص غير خاضع لإدارة وزارة الثقافة، وغير مسجل، لكنه مدرج على الدليل السياحى لمحافظة الجيزة، ويقع المتحف على مساحة 1000 متر، ويضم حديقة كبيرة، وبجانبه منزل
الفنان، ويزوره كل المحبين والمهتمين بفنون الخزف من مختلف دول العالم، كما يحوى أكثر من 3 آلاف قطعة خزف، تنوعت بين مقتنيات الفنان الراحل وقطع خزفية فريدة ومكتبته، إلى جانب أدواته الفنية التي عمل بها.
وافتتح المتحف في 1983 مجانًا للزوار وطلاب كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية، بعد أن تم اختيار هذا المكان نظرا لهدوئه، فكانت تحيط به المزارع من كل اتجاه، ويجاوره العديد من مدارس الخزف والكليم والبردى وغيرها، وقد بناه الفنان الراحل
وزوجته بالجهود الذاتية، وبعد وفاته عام 2002 استمرت زوجته في رعاية المتحف وإدارته بنفسها، رغم كبر سنها، فلا تزال تستقبل العديد من الوفود الأجنبية والعربية والطلاب ومحبى فنون الخزف والفنون التشكيلية، إذ إنه يعد بمثابة مرجع عالمى لفن الخزف.
وتأتى أهمية المتحف من أهمية صاحبه الفنان التشكيلى نبيل درويش (1936- 2002)، والذى يعد واحدًا من أهم فنانى الخزف في مصر، حيث قدم تجارب فنية متميزة، وله العديد من المشاركات في كثير من الفعاليات الفنية بجميع أنحاء العالم، وحصل على كثير من جوائز، وعمل كأستاذ بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان وحتى رحيله.