لا تزال الحضارة المصرية القديمة تشكل لغزاً محيرًا لعقول العلماء، الذين وجدوا بها مخطوطات تجمع شتى العلوم، ومع ارتباط الربيع الذي أوشك على الانتهاء بالمصريين القدماء وتخصيص الأعياد والاحتفالات بقدومه،
كانوا أيضاً يحتفلون بانتهائه وقدوم الصيف؛ وعلى مستوى البلاد شيدوا 5 معابد ما زالت باقية تتعامد الشمس فوقها مع قدوم الانقلاب الصيفي، وتفاصيل أخرى يكشفها الخبير الأثري، عماد مهدي في تصريحات خاصة لـ«الوطن».
مدينة قديمة تكشف سرًا عن الانقلاب الصيفي
يقول الخبير الأثري عماد مهدي، إن الحضارة المصرية أهم الحضارات التي رصدت حركة الشمس والنجوم، ودون علماؤها أبحاثهم في خرائط ومخطوطات سميت بـ«العلوم الفلكية»، وشيدوا مرصدًا في مدينة أون «عين شمس حاليا»، يحمل أسرار المصريين القدماء في العلوم الفلكية وطريقة رصدهم للانقلاب الصيفي، لكن للأسف المعبد دمر بالكامل بمعرفة الفرس بعد دخولهم مصر.
ومن الأسرار التي كشفتها مدينة أون الفرعونية، ومرصدها النادر الذي دمره الغزاة، معلومات عن منصب «ور مأو» والذي يعني كبير الناظرين الى السماء، بحسب «مهدي» الذي قال: «أبلغ احتفال بهذه المناسبة أن الشمس
تتعامد في هذا الوقت على 5 معابد في مصر وهم أبيدوس وهيبس بالوادي الجديد، إدفو، دندرة ومعبد الكرنك، وهي المجموعة الخاصة بالملك رمسيس ومصممة بسقف يناسب سقوط شمس ظهيرة يوم 21`يونيو موعد بداية الصيف فلكيًا».
تفاصيل مفاجأة في الاحتفال ببداية الصيف
سنن موت مهندس الملكة حتشبسوت، رسم خريطة مهمة جداً لتقسيم العام ظهرت في معبده، وبرز فيها شكل الحياة في الفصول الأربعة، وفق «مهدي» الذي أوضح أن الصيف كان له احتفالات واهتمامات أخرى خاصة بالطعام والشراب.
ويكشف الخبير الأثري تفاصيل جديدة عن الانقلاب الصيفي واحتفالاته، قائلاً: «طبعا كان في احتفال شعبي في المعابد بهذه الظاهرة، وكان الكهنه يقدمون الطعام للوافدين المحتفلين من كل الأنواع: «كل أنواع الطعام من لحوم وطيور وخبز محلى بالعسل».