قال كريم كمال، الباحث القبطي، إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تؤمن إيمانا واضحا وصريحا بأن مصادر التعليم الأساسية التي تعتمد عليها في التعليم والتشريع وفي العقيدة والطقس هي الكتاب المقدس بعهديه، والتقليد المقدس
(التسـليم الرسـولي)، وقوانين المجامع المقدسة المعترف بها (نيقية- قسـطنطينية- أفسـس)، وقوانين الآباء الرسل (127 قانونا)، وتعاليم الآباء الرسل (الديسقولية)، وأخيرا قرارات المجمع المقدس الصادرة عن المجمع المقدس للكنيسة.
إلغاء مصادر التعليم يعنى هدم الكنيسة
وأضاف كمال، في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أن من يريد إلغاء المصادر الأخرى غير الكتاب المقدس يريد هدم الكنيسة القبطية من الداخل والتشكيك في عقيدتها وطقسها والتعليم المسلم من الآباء من جيل إلى جيل.
واستغرب الباحث موقف الأنبا إكليمندس، الأسقف العام لكنائس قطاع ألماظة ومدينة نصر، الذي شارك ممثلا عن قداسة البابا تواضروس الثاني في الجلسة الختامية لمؤتمر قادة مؤتمر نصف الكرة الجنوبي، الذي جمع قادة الأنجليكان ذات الفكر
الأرثوذكسي من مختلف دول العالم، بحضور رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي، وصدر عنه بيان يؤكد أن الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد للتعليم الصحيح، دون أن يرفض “الأنبا إكليمندس” ذلك، ويؤكّد موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
من مصادر التعليم والتشريع التي تؤمن بها، مضيفا أن موقفه خلال المؤتمر والموافقة على البيان الختامي، خصوصا أنه يمثل الكنيسة القبطية بشكل رسمي منتدبا من البابا تواضروس، يمثل مخالفة صريحة لقوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وطالب “كمال” البابا تواضروس الثاني بانتداب أساقفة على علم ودراية بقوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أي لقاء أو اجتماع أو مؤتمر مع الكنائس الأخرى الشقيقة.
وأضاف كمال: “نحن نكن كل الاحترام والتقدير للكنيسة الأسقفية في مصر، وعلى رأسها نيافة المطران سامي فوزي، ومحترم ما تؤمن به الكنيسة الأسقفية من عقائد وطقوس، ولكن هذا ليس سببا أن يوافق أسقف قبطي على بيان مؤتمر يخالف عقيدة وطقس وقوانين كنيسة يمثلها في اجتماع رسمي”.
شراكة الكنائس الأسقفية فى مؤتمر نصف الكرة الجنوبى
واختتمت أمس جلسات قادة مؤتمر نصف الكرة الجنوبي، الذي جمع قادة الأنجليكان ذات الفكر الأرثوذكسي من مختلف دول العالم، بحضور رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، والأنبا إكليمندس، الأسقف العام لكنائس قطاع ألماظة ومدينة نصر، نيابة عن قداسة البابا تواضروس الثاني، وذلك بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك.
ركزت الجلسات على التطورات التي يمكن تحقيقها من خلال شراكة الكنائس الأسقفية في مؤتمر نصف الكرة الجنوبي (GSFA) على مدار الثلاثة أعوام القادمة، إذ ناقش المشاركون سُبل تعزيز التعاون بين كنائس الأنجليكان في نصف الكرة الجنوبي، باحثين سُبل التغلب على التحديات التي تواجهها الكنيسة الأسقفية، بالإضافة إلى عرض التطورات التي شهدتها الكنائس منذ انعقاد المؤتمر الماضي.
وأكد المشاركون أهمية تعاون الكنيسة الأسقفية في نصف الكرة الجنوبي للتقدم وتحقيق رسالة الإنجيل في خدمة المجتمع، مشددين على أن الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد للتعليم الصحيح، وأن دور الكنائس هو تعليم قيم الكتاب المقدس ونشر المحبة والسلام والتسامح.