تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بحلول صوم الرسل، وقال البابا الراحل شنودة الثالث، عن سبب صوم الرسل إن ذلك جاء اقتداء بصوم السيد المسيح شخصيا.
وأضاف في كتاب روحانية الصوم: أنه في العهد الجديد، كما صام المسيح، صار رسله أيضًا، وقد قال السيد المسيح في ذلك “حينما يرفع عنهم العريس حينئذ يصومون”.. وقد صاموا
فعلًا. وهكذا كان صوم الرسل أقدم وأول صوم صامته الكنيسة المسيحية. وقيل عن بطرس الرسول إنه كان صائمًا حتى جاع كثيرًا واشتهي أن يأكل فظهرت له الرؤيا الخاصة بقبول الأمم.
وهكذا كان إعلان قبول الأمم في أثناء الصوم. وبولس الرسول كان يخدم الرب “في أتعاب، في أسهار، في أصوام”، بل قيل عنه “في أصوام مرارًا كثيرة”. وقيل إنه صام ومعه برنابا.
وتابع: وفي أثناء صوم الرسل ظن كلمهم الروح القدس.. إذ يقول الكتاب “وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي”، وما أجمل ما قاله الرب للرسل عن الصوم وعلاقته بإخراج الشياطين: “هذا الجنس لا يخرج بشيء، إلا بالصلاة و الصوم”.
إلي هذه الدرجة بلغت قوة الصوم في إرعاب الشياطين.. ولم يكن الصوم قاصرًا علي الأفراد، إنما كان الشعب كله يصوم.
ومن جهته، قال الأنبا أغاثون أسقف مغاغة في مقالة له عن صوم الرسل، إن البعض يدعي أيضـًا فـي بعـض المصادر الكنسية “بصـوم التلاميذ”، وأما عن مدة الصوم فأوضح: أن الكنيسة قد حددت أن يبدأ صوم الرسل في الفترة من اليوم التالي لعيد العنصرة وحتى عيد استشهاد الرسولين بولس وبطرس.
وأما عن اختلاف مدة الصوم في الكنيسة، فيرجع السبب إلى إرتباط صوم الرسل بعيد العنصرة بالمرتبط بعيد القيامة الذي يشترط أن يأتي بعد الاحتفال بالفصح اليهودي، المعتمد على التقويم القمري غير الثابت لذلك تختلف مدة صوم الرسل والتي يجب ألا تقل عن 15 يوما ولا تزيد عن 49 يوما.