تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم 17 يناير 2024، بحسب السنكسار اليومي الذي يكتب قصص القديسين والأعياد القبطية بذكرى عودة رأس القديس مارمرقس الرسول الملقب بـ “كاروز الديار المصرية”، والبطريرك رقم 1 من بطاركة الكنيسة القبطية.
عودة رأس القديس مارمرقس
كانت رأس مارمرقس الرسول محفوظة في كنيسة بوكاليا أو دار البقر، فدخل أحد البحارة العرب فوجد تابوتا توهم أن به ذهبا ولما وضع يده داخل التابوت أمسك بالرأس وأخذها ليلا وأخفاها في السفينة.
ولما عزم القائد عمرو بن العاص على المسير أبحرت كل السفن ما عدا تلك السفينة التي بها الرأس فأمر القائد بتفتيش السفينة فوجدوا الرأس مخبأة فيها فأخرجوها من السفينة بعدها تحركت السفينة.
استدعى القائد البحار فاعترف بجريمته فعاقبه ثم سأل عمرو بن العاص عن بابا الأقباط وهو الأنبا بنيامين الثامن والثلاثون وكان مختبئًا بأديرة الصعيد فأرسل له خطاب أمان وطلب منه الحضور فحضر البابا واستلم منه الرأس المقدس.
وبحسب الكنيسة القديس مارمرقس هو يوحنا الملقب مرقس الذي تردد اسمه كثيرا في سفر الأعمال والرسائل، وحمل أسمين يوحنا وهو اسم عبري يعني يهوه حنان، ومرقس اسم روماني يعني مطرقة.
وولد القديس مرقس في القيروان إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، في بلدة تُدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين من سبط لاوي، اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين في أورشليم.
وكانت هجمت بعض القبائل المتبربرة على أملاكهم تركوا القيروان إلى فلسطين وطنهم الأصلي وسكنوا بأورشليم نشأ في أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانًا بالمسيحية وخدمة لها.
وكان يقال إن منزل أسرته هو الذي شهد عشاء المسيح الأخير مع تلاميذه الذي أسس فيه أول قداس إلهي وسر التناول.
فكان القديس مرقس أحد السبعين رسولًا الذين اختارهم السيد المسيح للخدمة، وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس والقديس أبيفانيوس.
وكان مارمرقس بدأ خدمته مع بطرس الرسول في أورشليم واليهودية، وانطلق مع الرسولين بولس وبرنابا في الرحلة التبشيرية الأولى وكرز معهما في إنطاكية وقبرص ثم في آسيا الصغرى، كما تعاون مع بولس الرسول في تأسيس بعض كنائس أوروبا وفي مقدمتها كنيسة روما.
ودخل القديس مصر عام 60 ميلادي، وبدأ هناك التبشير بالمسيحية وكان أنيانوس أول مصري بالإسكندرية يقبل الإيمان المسيحي على يد مرقس.
أول من أدخل المسيحية إلى مصر
ومارمرقس هو كاتب الإنجيل الذي يحمل اسمه (أنجيل مرقس)، وهو واضع القداس المعروف حاليًا باسم القداس الكيرلسي نسبة للقديس كيرلس عمود الدين البطريرك السكندري الرابع والعشرين لأنه كان أول من دونه كتابة وأضاف إليه بعض الصلوات.
ويعود له الفضل في إنشاء المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية، التي ذاع صيتها في العالم المسيحي كله شرقا وغربا.
يقال إنه استشهد على يد الوثنيين في الإسكندرية عام 68 ميلادي، وسرق بعض التجار في ميناء البندقية بإيطاليا جسده عام 827 ميلادي وبنوا عليه كنيسة في مدينتهم، أما رأسه فلا تزال في الإسكندرية حتى اليوم حيث بنيت عليها الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
يعتبر القديس مار مرقس الرسول أول من أدخل المسيحية إلى مصر، كما يعتبر بحسب التقليد الكنسى الإسكندرى البطريرك الأول، وأسس فى مصر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويذكر أن حتى أول القرن العشرين كان هناك 5 كنائس باسم مارمرقس، هي كنائس (حسب الترتيب التاريخي): الإسكندرية، رشيد، الأزبكية بالقاهرة، بني عدي مركز منفلوط، الجيزة.
وفيما بين عام 1900-1950 بنيت للقديس 13 كنيسة جديدة، ومن سنة 1950 حتى 1975 استجلت له 13 كنيسة أخري (أي 31 كنيسة حتى عام 1975).
وأطلقت الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية على أسم القديس مارمرقس الرسول.