كان للكنيسة دور وطني على مر العصور متمثلة في البابا الوطني في تاريخ مصر وفي ذكري 30 يونيه والثالث من يوليو ترصد وطني دور البابا تواضروس الثاني في موقفه التاريخي تجاه الوطن،
وبدايه يتميز البابا بابوته الفائقة للجميع داعما بمحبه كبيره لجميع أبنائه، وقد شرفت بدعوة كريمة منه لألتمس ابوته ومحبته الكبيره لجريدتنا المحبوبة وطني وموقعها وقناتها .
البابا الذي كرم بحصوله على الدكتوراه الفخريه ويستحق الكثير دائما.
قداسة البابا تواضروس ومعني
الاسم (عطيه الله) وبالفعل هو عطيه من الله لنا اختارته عنايه السماء لمصر في توقيت حرج وعصيب مر عليها ليكون رجل المرحله وبالفعل عبر بالوطن إلي بر الأمان ملبيا النداء يوم 3 يوليو ليشارك في استرداد
الوطن، بل وتحمل البابا تواضروس الكثير لخروج مصر من عنق الزجاجه وصمد البابا امام الاعتداء غير المسبوق على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والكنائس والاقباط وقال مقولته الشهيره (وطن بلا كنائس
افضل من كنائس بلا وطن ) ، فالبابا الحكيم عرف جيدا كيف يخرج بالوطن الى بر الأمان في أوقات حرجه وفارقه لمصر كانت تعلوا فيها صيحات الفتن مستغلين حرق الكنائس لتأجيج المسيحيين، فاخمد البابا لهيب الفتن
ليعبر بمصر سالمه واعطي لذارعي الفتن صفعه بمقولته لو حرقوا الكنائس سنصلي مع اخوتنا المسلمين في المساجد بل والقنهم درسا للمواطنه قائلا لهم ان طريق المواطنه ليس له نهايه، فلم يكن اهتمام البابا في
هذه الفتره العصيبه ان يعبر بالكنيسة فقط إلى بر الأمان بل حرص على ان يعبر بالمصريين جميعا واضعا الوطن نصب عينيه، فما فعله البابا من دور عظيم جسد شعاره “السلام والمحبه” لإنقاذ مصر و الحفاظ على وحده شعبها.
ايضا كان للبابا دورا هاما اعتبره من وجهه نظري انه فاق دوره الداخلي لمصر فقد حافظ البابا على مصر وأمنها القومي في المنطقه باكملها بل والعالم كله برفضه التدخل الخارجي في شؤون الأقباط في تلك
الفتره وعلى الدوام، فكان الحصن المنيع الذي منع التدخل الخارجي لمصر والذي تمثل في الزيارات المكوكيه الغربية (الوفود الغربية ) للبابا بسبب مايحدث للأقباط وقتها فلقنهم ايضا صفعه عدم التدخل في
شؤون مصر، موضحا لهم صورة مصر الأصيلة بشعبها وان ما يحدث للأقباط هو من الجماعات الإرهابية فقط وليس من شعب مصر، وان اشقائنا المسلمين هم من قاموا بحماية الكنائس مع المسيحين فنحن نعيش معا على مر
التاريخ شعبا واحدا ودائما للحريه ثمن، فحرق الكنائس هو جزء من هذا الثمن قدمناه لوطننا عن طيب خاطر وبمحبه للوطن الغالي وعلينا ان نقف بجانب الدولة ومؤسساتها للعبور بالوطن الى بر الأمان وبهذا قطع
البابا امامهم طريق التدخل في شؤون مصر بل صحح لهم الصوره الذهنية عن مصر في الخارج، فهذا الدور الوطني للبابا كان حصنا وسدا منيعا امام كل من كان يريد تفتيت مصر فتحقيق المصلحة الوطنية هي أولويات الكنيسة و (البابا ).
لم يكتفِ البابا بهذا فقط بل طالب قداسته كنائس المهجر بان تكون سفارات لمصر لتوضيح ان ثوره 30 يونيه هي ثوره شعبيه بإرادة الشعب نفسه، وليس كما روج الغرب والإخوان ولم ينتهِ دور البابا عند هذا
الحد بل مستمر دائما في تعريفه للعالم بما قام به الرئيس بعد هذه الفتره العصيبه من اجل المسيحيين بتفعيل المواطنه واقرار قانون بناء الكنائس وحرص الرئيس على متابعه بناء الكنائس بجوار المساجد
في كل مدينة جديدة، وصرح كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية والكنائس خير شاهد، وان أحوال المسيحيين تسير بافضل حالتها عما كانت عليه في العقود السابقة وان المسيحيين يعيشون افضل عصر لهم .
فالكنيسة من خلال البابا تمثل (الدبلوماسية الناعمة وقد وضحت معناها في مقال سابق ) تلعب دورا هاما في العلاقات الخارجية وحفظ الأمن القومي ليس عند هذا الحد فقط بل ايضا لها دور
في حل المشاكل الوطنية مثل حل أزمة سد النهضة الإثيوبي من خلال العلاقات التاريخية بين الكنيستين وايضا تضامنها مع العرب تجاه القضية الفلسطينية ورفضها الكامل للقرار الأمريكي
بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فالبابا بوطنيته جعل الكنيسة لتكون محط أنظار واهتمام العالم على كافه الأصعدة (سياسية واجتماعية ودينية وثقافية ) نظرا لمواقفه الوطنية تجاه مصر.
وسيبقى ماحدث علامة فارقه في تاريخ مصر سيسجل التاريخ مافعله قداسة البابا وختاما اقول لقداسته هنيئا عليك ماجنته يداك وهنيئا علينا نحن المصريين فانك ارسيت مصر وكنيستك وشعبك إلى بر الأمان وحملت
صليبك بفرح وصمت لتعبر بالوطن، وفي مفهومنا المسيحي ان الألم الذي يمر به الانسان هو صليب لابد ان يحمله (اشاره الي حمل السيد المسيح الصليب متألما ليعبر بنا الى الحياه الأبديه) فحمل البابا صليب
ماحدث ليعبر بمصر الى بر الأمان فشكرا لما فعلته وتحملته من أجل مصر وأجلنا، وكما قلت ياسيدنا إذا كان العالم في يد الله فإن مصر في قلب الله واطلب من القدير ان يحفظك لنا سنين عديدة وأزمنه سالمه وان
يكمل شفائك ويبارك حياتك وعمل يديك وأن يحفظ مصر سالمه آمنه وكل قياداتها وعلى رأسهم رئيسنا الغالي المحبوب عبدالفتاح السيسي وجيشنا العظيم وأن يحمي العلي من كل شر وكل عام ومصر بشعبها في امان وسلام.