في وقت تشهد فيه مناطق عدة حول العالم تأثيرات جوية قاسية، تتزايد المخاوف من تأثير هذه الظواهر على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعاني من ارتفاعات في درجات الحرارة.
وفي سياق متصل، حذّرت تقارير دولية من احتمالية حدوث تسونامي في البحر المتوسط، مما يعزز من حالة الاستنفار لدى الدول المطلة على هذا البحر، كما تزايدت المخاوف أيضًا من نشاط بركاني ضخم في أوروبا يؤثر على شمال إفريقيا.
ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية وصول منخفض جوي قوي إلى مصر، يستمر تأثيره لمدة تصل إلى 90 يومًا، مما ينذر بتغييرات جوية جذرية وارتفاع ملموس في درجات الحرارة.
أوضح الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، لـ«الوطن» أن درجة الحرارة أمس كانت في معدلاتها الطبيعية، وسجلت العظمى في القاهرة الكبرى 36 درجة مئوية، لكن بدءًا من اليوم، من
المتوقع حدوث تغيرات عديدة في مصادر الكتل الهوائية، نتيجة سيطرة منخفض الهند الموسمي الذي بدأ مع دخول فصل الصيف، وتعمق على الأراضي المصرية، وترافق هذه التغيرات مع وجود امتداد لمرتفع جوي في طبقات الجو العليا.
وتوقع «القياتي» أن تشهد مصر ارتفاعًا تدريجيًا في درجات الحرارة بدءًا من اليوم، مع سيطرة منخفض الهند الموسمي، ستصل درجة الحرارة العظمى في القاهرة الكبرى إلى 37 درجة أو 38 درجة مئوية، وترتفع لتصبح 40 درجة مئوية نهاية الأسبوع.
وأشار «القياتي» إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في مصر يعود إلى سيطرة منخفض الهند الموسمي، الذي يغطي أغلب محافظات مصر وسيستمر حتى نهاية فصل الصيف، أي نهاية شهر سبتمبر، ويُعرف منخفض الهند الموسمي بكونه «منخفض عملاق» يؤثر على مناطق واسعة في شبه الجزيرة العربية، ويمتد إلى جنوب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، ليصل إلى مصر.
تسونامي يهدد البحر المتوسط
وأطلقت اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو (IOC) تحذيرات من خطر تسونامي في البحر المتوسط، فيما تشير الدراسات إلى احتمال حدوث تسونامي يتجاوز ارتفاعه المتر خلال الثلاثين عامًا المقبلة، ما أثار القلق بشأن تأثيره على الدول العربية.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة «ABC» الإسبانية، فإنّ اللجنة الحكومية الدولية قد أصدرت تحذيرًا من مخاطر التسونامي المحتمل في البحر المتوسط، مشيرةً إلى أنّ التقرير بعنوان «خطر تسونامي في البحر الأبيض المتوسط» يُسلّط الضوء على أهمية اتخاذ إجراءات وقائية للحد من المخاطر المحتملة.
وتُشير الدراسات إلى أن شواطئ الأندلس، وخاصةً تلك الواقعة في قادس وهويلفا، معرضة لخطر تسونامي خلال الثلاثين عامًا القادمة.
وأظهرت الدراسات أن احتمالية حدوث تسونامي بارتفاع متر واحد في هذه المناطق تبلغ 10%، بينما احتمالية حدوث تسونامي بارتفاع 3 أمتار تبلغ 3%.
وتُعدّ سواحل خليج قادس وبحر البوران من بين المناطق الأكثر خطورة، كما تُشير الدراسات إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الجيولوجية وعمليات المحاكاة لترسيم خريطة لهذه المناطق ووضع خطط الطوارئ.
وتعتبر شواطئ الأندلس مهدده بأن أمواج تسونامي الهائلة يمكن أن تصل إلى 6 أمتار بالسواحل الإسبانية في غضون 21 دقيقة فقط من وقوع زلزال في هذه المنطقة، وفي أحسن الأحوال، سيمنح السكان 35 دقيقة فقط للفرار إلى المناطق الداخلية.
بركان أوروبي
وكشف خبراء الأرصاد الجوية من احتمالية تأثير نشاط بركان «إتنا» في جزيرة صقلية وبركان سترومبولي الإيطالي على شمال إفريقيا بما في ذلك شرق ليبيا، بحسب قناة «العربية».