أكد الأنبا إرميا رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي أن السيدة العذراء مريم تحظى بمكانة راسخة في قلوب جميع الناس، شرقا وغربا، مسيحيين ومسلمين، لافتا إلى أن ذلك يؤكد ما جاء على لسان السيدة العذراء مريم في إنجيل لوقا “هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني،لأن القدير صنع بي عظائم”.
واستعرض نيافة الأنبا إرميا – في الكلمة التي ألقاها على هامش معرض رحلة العائلة المقدسة الذي يستضيفه لقاء ريميني بإيطاليا بالتعاون مع المركز الثقافي القبطي الأرثودكسي في الفترة من 20 إلى 24 أغسطس، بدعوة من
الدكتور برنارد شولز رئيس مؤسسة اللقاء للصداقة بين الشعوب بمدينة ريمني، وحضور الدكتورة السندرة فيتيس مديرة المعرض، والدكتور وائل فاروق أستاذ اللغة العربية بالجامعة الكاثوليكية بميلانو – قصة ميلاد السيد
المسيح، بدءا من بشارة الملاك غبريال للسيدة العذراء، وطاعتها وتسليم مشيئتها إلى الله، ثم ميلاد الطفل يسوع، وظهور الملاك إلى القديس يوسف النجار يدعوه أن يأخذ الصبي وأمه إلى أرض مصر، هربا من هيردوس الملك الذي كان يريد قتل يسوع.
وأضاف أن النبوة تحققت كما ورد في إنجيل متى “لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت إبني”.
وتابع قائلا، إن النبؤات التى وردت في سفر أشعياء النبي تحققت حيث جاء في سفر اشعياء :”وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا.” (إش 19: 1)، ، وأيضا “في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تخمها”.
وأوضح الأنبا إرميا أن السحابة هي السيدة العذراء، وما من مكان زارته العائلة المقدسة إلا وسقطت الأوثان، وقد أقيم مذبح للرب في وسط أرض مصر في دير السيدة العذراء (المحرق) في القوصية بأسيوط، أما العمود الذي عند تخوم مصر فهو منارة كنيسة الإسكندرية التي اسسها القديس مرقس الرسول في القرن الأول الميلادي.
ونوه رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي إلى المكانة الدينية التي تحظى بها مصر، مشيرا إلى أنها البلد الوحيد في العالم الذي احتضن الانبياء، فقد جاءها إبراهيم أبو الأباء، ويعقوب وبنيه، ويوسف الصديق، وولد بها موسى النبي، وعاش بها بنو إسرائيل حوالي 400 سنة، وصاهر سليمان الحكيم فرعون وتزوج ابنته، واستشهد بها إرميا النبي، وقبره موجود في مدينة المحلة الكبرى.
وتابع قائلا ،إن العائلة المقدسة زارت هذا المكان، وامضت في سمنود بضعة أيام، وباركت مريوط ووادي النطرون، وأخذت مركبا من المعادي وقد وجد هناك الكتاب المقدس طافيا على مياه النيل عام 1976.
وأشار الانبا إرميا في كلمته التي حضرها حشد من زوار لقاء ريميني إلى أن السيدة العذراء مريم نالت بركات السماء، واستحقت لقب السماء الثانية، فقد كانت مثالا للطهارة، والنقاء، والثقة الكاملة في الله، ولم ولن تكون هناك أمرأة مثلها، تقدسها المسيحية، ويكرمها الإسلام في القرآن في الآية: “فنفخنا فيها روحنا وجعلناها وأبنها آية للعالمين”.
واختتم الأنبا إرميا حديثه بالإشارة إلى عمق العلاقات الإسلامية المسيحية في مصر، مدللا بالعلاقات الوثيقة مع الازهر، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر، وتجربة بيت العائلة المصرية الذي يشغل الأمين العام المساعد له، ووثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في ابو ظبي عام 2019.
وشهد المعرض الذي يتم الاعداد له منذ 9 أشهر إقبالا كبيرا من المواطنين الإيطاليين، الذين أكدوا رغبتهم في القدوم إلى مصر وزيارة مسار العائلة المقدسة، حيث تم عرض فيلم “هروب العائلة المقدسة إلى مصر” انتاج ماب برودكشن التابعة للمركز الثقافي القبطي الإرثوذكسي، وهو مترجم للغة للإيطالية.
واستقبل نيافة الانبا إرميا علي هامش المعرض عددا من كبار الشخصيات العامة الثقافية والدينية الذين زاروا المعرض، ورأس قداس عيد السيدة العذراء الذي في مدينة ريميني، بمشاركة القمص داود النقلوني، وحضره أبناء
الكنيسة القبطية في مدينتي ريميني وبولونيا، اللتين تتبعان ايبارشية روما للكنيسة القبطية التي يرأسها الانبا برنابا أسقف تورينو وروما والنائب البابوى لإيبارشية جنوبى ألمانيا ودير القديس الأنبا أنطونيوس بكريفلباخ.
يذكر أن المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسي انتج فيلما عن رحلة العائلة المقدسة، استغرق اعداده ما يقرب من ثلاث سنوات، وترجم إلى عدة لغات، من بينها الإيطالية، وقد عرض في معرض رحلة العائلة المقدسة في لقاء ريميني الدولي مقتطفات منه.