أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف، أن كل المقررات الدراسية للمرحلة الثانوية بما فيها مقرر مادة العلوم المتكاملة ستكون على موقع الوزارة قبل بداية العام الدراسي الجديد وعلى الأجهزة اللوحية “التابلت ” لدى الطلاب.
وقال الوزير – في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس-، إن الوزارة تسعي حاليا لإعداد مادة تضاف العام القادم وهي تدريس البرمجة لطلاب المرحلة الثانوية، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتصبح مادة رئيسية وأساسية في المرحلة الثانوية، لضمان أن يكون كل طالب ملم بالبرمجة.
وأضاف “ندخل أدوات الذكاء الاصطناعي للعمل معنا وليس ضدنا لتساعد الطلاب في العملية التعليمية لتنمية مهاراتهم وفتح آفاق لديهم وكسب مهارات القرن الواحد والعشرين”.
كما أكد وزير التعليم أن الهدف الرئيسي من إعادة هيكلة الثانوية العامة ليس خفض المواد، ولكن لكي يستطيع المعلم تدريس المواد الأساسية داخل حدود المدرسة، حيث تدرس في المرحلة الثانوية نحو 32 مادة، وكان الصف الأول الثانوي فقط يدرس به نحو 14
مادة واليوم الدراسي به 7 أو 8 حصص دراسية، وكان عدد حصص تدريس المواد الأساسية في الأسبوع قليل للغاية، مثالا الفيزياء حصتين في 23 أسبوعا والحصة 45 دقيقة، لذا أصبحت المادة تدرس في 40 ساعة في حين أن تدريس المنهج يحتاج من 100 الى 120 ساعة في العام.
وأردف قائلا “بالتالي لا يمكن للمعلم أن يدرس المادة كاملة داخل حدود المدرسة، فعند سؤال معلم مادة أساسية كالفيزياء، نجد أنه لا يستطيع الانتهاء من تدريس المنهج داخل المدرسة، حيث إن الوقت المتاح له مع المنهج المحدد لايمكن أن ينتهي من تدريسه، وبالتالي يضطر الطالب للبحث عن مساعدة خارجية”.
وأوضح أنه في المرحلة الحالية المهم هو تعليم الطلاب المهارات، بينما لا يمكن للمعلم الذي لديه حصتين فقط في الأسبوع ومنهج لا يستطيع أن ينتهي من محتواه، أن يقوم بتنمية مهارات الطلاب، “وبالتالي، رأينا أن عدد المواد يجب أن يخفض وفقا
للمقاييس والمعايير العالمية، حتى يتمكن المعلم داخل المدرسة أن ينتهي من تدريس المناهج الاساسية في اللغة العربية وفي الرياضيات وفي اللغة الاجنبية الأولى ويكون لديه الوقت الكافي للانتهاء من تدريس المواد الأساسية وتنمية مهارات الطلاب”.
وأضاف ” قمنا بإعادة هيكلة للمواد على سبيل المثال أصبحت المواد الكيمياء والفيزياء والأحياء تُدرس من خلال مادة العلوم المتكاملة وأصبح هناك منهجا واحدا يُدرس في صف الأول الثانوي فقط، كما خفضنا المواد إلى ست مواد أساسية بعد أن كانت
عشر مواد أساسية في الصف الأول الثانوي”، مشيرا إلى أن هذا الوضع يعطي مساحة للمعلم لكي ينتهي من تدريس المنهج داخل المدرسة، وهذا هو “السبب في إعادة الهيكلة، : ليس لخفض عدد المواد، ولكن لكي نستطيع أن ندرس المواد الأساسية داخل حدود المدرسة”.
وعن مشاركة مصر في مؤتمر “أسبوع التعلم الرقمي 2024” بفرنسا، والذى تنظمه منظمة اليونسكو، خلال الفترة من 2 إلى 5 سبتمبر، أكد على أهمية مشاركته في هذا المؤتمر المهم، حيث تسعى الوزارة إلى أن تصبح منصاتها الالكترونية متناسقة ومتوافقة مع نهج اليونسكو.
وأضاف أن مناقشاته واجتماعاته في هذا الاتجاه مع المسؤولين باليونسكو، وخاصة مع ستيفانيا جيانيني المدير العام المساعد لقطاع التعليم بمنظمة اليونسكو، لكي يتم التعاون فيما يخص دمج واستخدام الذكاء الاصطناعي في البرمجة وفي التقييمات التكوينية.
وقال إن المسؤولين باليونسكو مهتمين للغاية بالمعلمين المصريين، وهم على أعلى مستوى، ومن أفضل المعلمين في العالم، حيث أن المعلم المصري موهوب ومدرب بشكل عالي جدا، وتتركز المناقشات على بعض البرامج تهدف إلى كيفية مساعدة ودعم المعلمين المصريين لكي يتمكنوا العمل بأدوات الذكاء الاصطناعي.
وكان وزير التربية والتعليم والتعليم الفني قد أعرب في كلمته التي ألقاها في الجلسة العامة للمؤتمر، عن تقديره لليونسكو على عقد هذا المؤتمر المهم الذى يتزامن مع مرحلة فارقة كونه يتعلق بتزايد أهمية الذكاء الإصطناعى فى مجال التعليم، والذى نعلم جميعا بأنه يتوافق مع توجيهات اليونسكو بشأن الذكاء الإصطناعى المطبق فى التعليم والبحث وضرورة إتباع نهج محوره الإنسان.
واستعرض الوزير الرؤية المصرية بشأن التعلم الرقمى والذكاء الاصطناعى، حيث قال إنها تتركز على الحاجة لحماية الكرامة الإنسانية والتنوع الثقافى فى تحديد المعرفة العامة.
وأكد أن تبني الذكاء الاصطناعي فى الفصول الدراسية وتطويعه فى تغيير طرق التقييمات التكوينية فى الفصول هو ركن أساسي فى خطة مصر التعليمية، وتتضمن خططنا طويلة الأجل تعليم الطلاب كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتحقيق غاية، وليس كغاية فى حد ذاته.
كما أوضح أنه مع ظهور الذكاء الاصطناعي أصبحت هناك العديد من الأنظمة التى بإمكانها القيام بدور البرمجة لصالحنا، ولكن ما نحن بحاجة إليه فعلياً هو تنمية الأجيال القادمة ليصبحوا خبراء في تحديد المشكلات الموجودة حتى يتمكن الذكاء الاصطناعي من تطوير الأكواد اللازمة لحلها، وهو ما نسعى لتحقيقه فى المستقبل.