قال نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، خلال اليوم الروحي الذي نظمته أكاديمية القديس بولس لدراسة الكتاب المقدس في كنيسة السيدة العذراء مريم في لونجي:
اعرف أننا نعيش في مجتمع غريب عنا من حيث القيم والعادات والتقاليد، وأحيانا يكون هناك سوء تفاهم بين أفراد الأسرة وكذلك الزوج والزوجة، لذا مهم طول الأناة والصبر والتكرار، مع أهمية أن يمون النور الإلهي متقد داخلك، من خلال قراءة مهمة الله الحية.
= الكلمة المقدسة تنقي وتساعدنا علي تمجيد ومعرفة الله
أضاف نيافته: فعندما أكون أحيانا مجهد بدنيا، أقوم وأقرأ في الكتاب المقدس وسفر إرميا، بعدها أشعر بتحسن كبير. الكلمة المقدسة تنفي، فالسيد المسيح يقول لنا: لأنكم أتقياء لأجل الكلام الذي كلمتكم به.
الله عندما يريد أن يظهر نفيه للخليقة، يتكلم على لسان الأنبياء، أو يتكلم مباشرة إلى أحد الأنبياء، مثلما تحدث إلى موسي عندما كتب كلام الله على الحجرين.
إذا كانت أفكارك متعبة لك، بها ألم أو مرض، أفتح الكتاب المقدس، ستجد كلمة الخلاص. ولذا قال معلمنا بولس الرسول: لكل من يؤمن، وأنت قل: أؤمن يا رب، وأعمل. فكما يقول المزمور آمنت لذلك تكلمت.
= الفارق بين التعلم والقراءة السلبية والتعلم والقراءة الإيجابية الفعالة
قال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: يا أحبائي كفاية إدمان عظات، فالتعلم السلبي passive Learning، الفائدة منه “صفر”، لان تأثير العظة يمون لمدة دقائق معدودة. يجب أن تهتم بالتعلم الإيجابي Active
Learning لازم تعمل مجهود لكي تتعلم. الكلمة مميزة ومخترقة، وتعرف أين تذهب بالضبط، وكلمة الله مهمة جدا جدا، أن تقرأ انت وزوجتك واولادك اصحاح من الكتاب المقدس، وسيكون تأثير هذه الكلمة مختلفا من شخص لآخر، لكن ان المؤكد أن كلمة الله مؤثرة جدا.
وكلمة الله تعرفنا الله، إذ أن معرفة الله ظاهرة فيهم، لأن الله اظهرها لهم. كلمة الله ليست مجرد كلمة روحية، ولكنها ضمن أساسيات حياتك، فخامة اللع تعرفك الواقع الذي تعيش فيه، لأن كلمة الله تمنحك قوة.
لا تستغربوا إنسانا لديه 40 أو 50 سنة يقول أريد أن أموت، لأن روح الحياة يفتقدها، لأن كلمة الله غير ظاهرة بالنسبة له.
أكد نيافته: الله ممتع يا أحبائي، عندما نقول جعلت أن اكلم المولي وانا تراب ورماد، انا يا ربي متشكر. فمن ضمن أعمدة الخدمة، الإعتراف، وكيف يفرح الإنسان بغفران الله. الله يعطينا الغفران، لكن هل أنت أخذت الغفران وبدأت تتمتع به، بعد ان اعترفت بخطيتك، وهذا يتوقف على عل معرفة الله ظاهرة فيك أم لا؟
ليست فقط كلمة الله، أنفاس الله، وهي الكلمة الحية المنقية، والمخلصة والقوية، فكلمة الله أيضا تمجد الله.
يا أحبائي لا تتعاملوا مع الله علي انه ماكينة ATM تدخل لها الكارت لتنفيذ طلباتك.
= مجدوا الله وعيشوا حياة الشكر
أضاف نيافته: هل قلت لله أن لديك وقت فراغ بدلا من أن اجلس علي السوشيال ميديا والفيسبوك “الفيك بوك”، لقد قمت بفتح كوبتيك ريدر Coptic Reader لكي اقرا رسالة فيليبي 4 اصحاح، وهذا لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة يمكن أن تقرأها خلال وقت
الراحة “البريك”، فهذا التمجيد لله، من المهم أن تعتبره واجبا يوميا،. عندما تصمم علي قراءة كلمة الله وشكره، ستجد أن هناك تمجيد حصل في حياتك، واني عاجز عن شكرك، وتذكرني ملائكتك. مهم أن نتعلم حياة الشكر ونمجد ربنا، لأن
بولس الرسول يقول من لا يمجد الله في حياته “يظلم”. ويقول: واكلمك قلبهم الغبي. ومن يفتح الكتاب المقدس يجد نورا في سبيلي، وتنقشع ظلمة الأفكار. يا أحبائي مهم أن تتحلوا بالقراءة الايحابيةActive Reading والتعلم الإيجابي Active Learning.
= تثقفوا أنفسكم بالإلهيات والا ستصبحون “هلكة”
أضاف أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام نيافة الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا: الكلمة كذلك تنقي من نجاسات هذا العالم، لذلك اسلمهم الله
في شهوات قلوبهم، لإهانة اجسادهم بين ذواتهم. في عصر الإمبراطورية الرومانية، كانوا يتفننون في النجاسة، وتستعبد الانسان، لذا مهم أن نكون نحن نورا لهذا العالم، ولا تكون داخلنا ظلمة هذا
العالم، وكل هذا بفضل قراءة كلمة الله الحية في الكتاب المقدس. واختم كلمتي بقية من سفر هوشع، اصحاح 4، عدد 6: قد هلك شعبي من عدم المعرفة لأنك أنت رفضت المعرفة ارفضك انا ولأنك نسيت شريعة الهك
أنا أيضا أنسي بنيك. يا أحبائي مهم أن تثقفوا أنفسكم بالإلهيات والا ستصبحون “هلكة”، ربنا يحفظكم. والحياة الأبدية، هي أن يعرفوك، ليس مجرد معرفة مجموعة من المعلومات، ولكنها معرفة
اختبارية. احمل الكتاب المقدس ومعاك، ولا تتوقف عن قراءته، وقداسة البابا تواضروس الثاني قال أن كنيستنا وآباءها لم يتركوا سؤالا لم يجاوبوا عليه، الآباء الذين اختبروا الله، واختبروا
كلمته المحيية، التي تعطي الحياة، والنقاء وضد النجاسة، ولذا هم من يدافعون عن الإيمان وأنتم منهم، لا تكونوا مدمنين وعظ فقط، افتحوا الكتاب المقدس، واقروا، لمعرفة الله. وأجاب نيافته علي عدد من الأسئلة.
= المحاضرة الثانية: كيف نستفيد من العهد القديم في حياتنا العملية
وتحدث هنا أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي، المشرف المسؤول عن ترينتني سنتر في فال دي بوا وكاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال بإقليم الكيبيك الكندي، قائلا:
كنت سأتحدث عن أل 39 سفر مع المكابيين مع ابن سيراخ، لكنني سأحاول أن أركز معكم علي النقاط المهمة الخاصة بكيفية الاستفادة من العهد القديم في حياتنا العملية. كل الكتاب المقدس، ليس كتاب قصص أو كتاب
تاريخ، لكنه كتاب موحي به من الله. هناك أمور تاريخية وجغرافية داخلية، ولكنها لم تكتب لتسجيل تاريخ أو جغرافيا، الله خالق العلم، ولكننا لا يمكن أن نري الكتاب المقدس بمايكروسكوب العلم. وعندما يتحدث عن
أن حواء جاءت من جنب آدم، لكي يرينا سر الزيجة، وليس لأمر آخر، لا تضعوا يا أحبائي الكتاب المقدس تحت مايكروسكوب العلم، لن تروا شيئا. في إنجيل مار يوحنا، يقول أن الإنجيل كتب لكي تروا أن يسوع المسيح هو ابن الله.
= سفر البدايات القوية: سر الزيجة لا ينقطع حتي لو أن هناك خطية، وأننا بالتوبة يمكن أن نعود
قال: الكتاب المقدس، طريقة وطريق للحياة. سفر التكوين، هو سفر البدايات، بدايات الحياة والخلق، وسفر التكوين يحدثنا عن أمور متنوعة، الله خلق الأرض، خلقنا علي شبه ومثاله، أعطانا
الوعود، وأعطانا السقوط والخلاص، وهو أعطانا هذا السفر لنفهم نردود واجابة أسئلة كثيرة كان يجيب عنها الله ومازال يجيب عنها، حيث كتب العهد القديم في الشرق الأدنى “الشرق الأوسط
حاليا”، وسط أساطير تحارب فكرة الله والكتاب المقدس، وسط آله كثير تخدم البشر وتعارض الله، والله قال لهم هذا خطأ وأن الله خلقهم علي صورته ومثاله، ولكي يتنعموا بكل هذا الكون. وبدأ
يحدثهم علي السقوط الأكبر من أبوهم وأمهم، وأن هناك خطة خلاص في وقت وزمن معين. والاستفادة من سفر التكوين، ليست القصص، ولكننا نري كل السيادة والسلطان والمجد والخلق والحب، ربنا
خلقنا بحب علي صورته ومثاله، علمنا نحب ونتحب، في علاقات بشرية، حتي في وقت السقوط، عندما سقط آدم وحواء، لم ينفصلا، وأن سر الزيجة لا ينقطع حتي لو أن هناك خطية، وأننا بالتوبة يمكن أن نعود.
= تعاملوا مع الكتاب المقدس بالروح وليس بالحياة المادية
أضاف أبونا القمص الراهب موسي البراموسي: علمنا أن حتي لو أن الله لا تستحق الوجود، مثل الطوفان، أن هناك رجاء، هي السفينة، الخلاص، وهو من سيفتتح لنا الباب، وسينشئ لنا حياة
جديدة، هناك رجاء وهناك أمل, دون تناول قصص نرح وإبراهيم واسحق، وأن هناك طاعة، لست طاعة عقل، ولكن طاعة ايمان، عندما أمر إبراهيم تقديم ابنه اسحق ذبيحة. لا تتعاملوا مع الكتاب
المقدس بالناحية المادية، ولكن بالروح، لأن الجسد فاني، لكن الروح هي الباقية. تعاملوا مع الروح دائما، كل منا بداخل اسحق، ومهم أن يكون لديك إيمان بلا تفكير مثل نوح وكيفية مواجهته للطوفان.
= أهمية حياة الطاعة: لا تجعلوا أحد يقلل من سر الزيجة والعهد الذي أخذ من أمام المذبح لا يكسر
أشار إلى أنه لم يهتز إيمانه، واستمر يبني في السفينة لأكثر من 100 عام، ولم يكن يعرف معني الطوفان، الكتاب المقدس لم يعط لزمن محدد، وهو ليس كتاب حروب أو تاريخ، ولكنه كتاب حياة وطريق وطريقة، ونعمل كنائسنا علي شكل السفينة،
الفلك، وطوفان هذا العالم لن يؤثر فينا. يوسف لم يهتم إيمانه، علما بأنه أي شخص فينا إذا وضع محل يوسف، سوف يكون ناقما علي الله، ويوسف مفسر الأحلام، وأحلام لا تفسر قالها، وبالتالي حلمه، فسره، وأنه يوجد الله، وضع له خطة لنجاحه.
تم رميه في البئر، ثم ذهب لبيت فوطيفار، ولم يقع في الخطية مع امرأة فوطيفار، والوصايا التي كتبها موسي كانت بعد يوسف، لكن يوسف عمل ضمير حي بارتباطه الله، وقال كيف أفعل هذا الشر العظيم
في عين الله. واتهمته زوجة فوطيفار، فلم يتذمر يوسف، بل بهدوء تحمل السجن، وكان يوسف رجلا ناجحا حتي داخل السجن، لكن يوسف لم يستسلم للشر، واستمر في السجن لمدة 7 سنوات، ولم يشكو، ثم أصبح
الرجل الثاني بعد فرعون في المملكة، ولكنه لم ينتقم من فوطيفار أو أخوته، ولكنه انشان مسيحي بطبعة قبل أن يري المسيح، بل أعطي أخواته أراضي وممتلكات، حلاوة الكتاب المقدس أنه يعطينا حياة.
أوضح أن سفر التكوين بدايات قوية، ماذا أفعل وأين أذهب، لا تختاروا مع الناس التي هلكت خارج الفلك، كونوا من الثمانية الذين كانوا مع نوح في الفلك، لا تتركوا ولا تكسروا سر الزيجة، لا يوجد سبب أقوى من الطرد
من الجنة، ورغم كل ذلك، لم يختر آدم زوجة آخري، لأن كان يعيش مع الله في الجنة، ولا تجعلوا أحد يقلل من سر الزيجة، ويقول لك خذ حقك من زوجك أو زوجتك، لا توجد حقوق في الزواج، الحق الوحيد، هو سر الزيجة الذي جمعكم.
كل ما هو بينكم، ما أخذ من أمام المذبح، يظل أمام المذبح، عهد أبدي، وليس عقد أبدي، لذا الله في التكوين يعطينا العهود، ويعمل عهد السلام مع نوح، والله لا يكسر العهد، لا تكسروا العهد مهما كان زوجك أو زوجتك صعب أو صعبة.
العهد الذي أخذ من أمام المذبح لا يكسر، وعندما سؤول السيد المسيح عن السيدة المتزوجة سبعة، قال من البدء خلق ذكر وإنثي، ومن جمعه الله لا يفرقه إنسان، هذا هو سفر التكوين.
= كونوا في يد الله مثل موسي وتعلموا الطاعة والهدمة بالإيمان وعلموا أولادكم الكتاب المقدس وسير القديسين
قال أبونا القمص الراهب موسى البراموسي: وفي خروج يقول الله إني رأيت مذلة شعبي وإني أخرجك من أرض العبودية وأرسلك إلي كنعان. وفي رسالة معلمنا بولس الرسول إلي كولوسي أن المسيح هو صورة الله غير المنظورة، لربط العهد القديم بالعهد الجديد، ستجدوا السقوط والطوفان والعهد والأمانة.
وسيخرجون إلي أرض كنعان، أرض الموعود، والسماويات، هي أرض الموعد بالنسبة لنا، مملكتي ليست من هذا العالم، لكننا نعيش فيما خلقه الله، والله صالح، ولا يخلق غير الصلاح،
ونعيش نحن في صلاح الله، وسنخرج من الأرض للسماء. وفي الخروج هناك استعداد موسي للخروج من بيت فرعون، وكأن موسى لن أعيش وأتنعم في الخطية. سفر الخروج لنا كلنا، يعلمنا في
وسط ضيقات وشهوات ومرار الغربة، عكس مصر حيث كنا أكثر راحة، حتي لو الماديات أقل، أهلنا والكنائس والكهنة أكثر، هنا في الغربة ضغوط ومرار، ومهم أن يكون هناك خدام كثر بين الشعب.
كونوا في يد الله مثل موسي، الخروج يعلمنا الطاعة والخدمة، لا تنشغلوا بالعالم، وتنسوا بيوتكم وأولادكم، ليساعدهم ليخرجوا من أرض العبودية والشذوذ الجنسي إلي السماء الثانية، مهم أن نعمل أولادنا
الطهارة والنقاوة ليقبل الخروج من أرض العبودية إلي أرض النقاء والطهارة، واختيار الله في هذا العالم الصعب، ورغم كل ذلك لنا مخرج، مثل شق البحر الأحمر، كما حدثنا في كلمته سيدنا نيافة الأنبا بولس في كلمته.
ما أحلى كتب وسير القديسين، التي يجب أن يتعلمها أولادنا منذ الصغر ويتصل بقلوبهم وإيمانهم، لا تتركوا أولادكم للعالم المادي، يجب أن تربطوهم بالكتاب المقدس وسير الآباء والقديسين، أنتم أنفسكم كونوا قديسين، ربنا يعطيكم النعمة والبركة.
= جاء هذا في المؤتمر الذي نظمته أكاديمية القديس بولس لدراسة الكتاب المقدس، والتي يشرف عليها الشماس اسحق داوود، الذي يقوم بدور إيجابي كبير لتطوير الأكاديمية منذ أكثر من 3 سنوات، حيث تدرس
الأكاديمية الكتاب المقدس باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وتحوز علي اهتمام ورعاية أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية
أوتاوا ومونتريال وشرق كندا. هذا واستضافت كنيسة السيدة العذراء مريم في لونجي فعاليات اليوم الروحي، وشارك فيه العديد من دارسي الأكاديمية من مختلف كنائس الإيبارشية وعدد من الآباء الكهنة الأجلاء.