في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، أستقبلت كنيسة القديسين جوارجيوس والأنبا أنطونيوس بمصر الجديدة حدثًا تاريخيًا سيظل محفورًا في ذاكرة أبنائها لعقود قادمة. وسط أجواء مفعمة بالفرح والروحانية، يشارك قداسة البابا تواضروس الثاني شعب الكنيسة احتفالهم باليوبيل الذهبي، بترأس قداسته لصلوات القداس الإلهي في مشهد يعكس المحبة والبركة اللتين تحملها هذه الزيارة لكل الأجيال.
التوقيت المبكر للزيارة يحمل دلالات عميقة؛ فمع شروق الشمس، تملأ الكنيسة بقلوب ملؤها الفرح، توافد المصلون إلى الكنيسة، بعضهم يحمل الورود والبعض الآخر يمسك بيد أبنائه، وكأنهم في يوم عيد ينتظرون بفرح لقاء بابا الكنيسة.
قداسة البابا تواضروس يدخل الكنيسة وسط حفاوة كبيرة من الشعب. الزغاريد ترتفع والأجراس والألحان تملأ الأرجاء، ويخطوا قداسة البابا بهو الكنيسة بابتسامته الدافئة وقلبه الفياض بالمحبة، حاملاً في كل خطوة رسالة طمأنينة وسلام.
جميع أجيال الكنيسة، من كبار وصغار، يتواجدون في الكنيسة. الكبار يتذكرون زيارات قداسة البابا شنودة الثالث في التسعينيات، بينما الشباب والأطفال يرون اليوم حلمًا يتحقق بلقاء باباهم الروحي. المشهد يجسد تلاحم الأجيال المختلفة، حيث يجتمع الجميع تحت سقف الكنيسة التي طالما كانت ملاذهم الروحي.
يضيف قداسة البابا تواضروس على هذا اليوم.. يوم الاحتفال باليوبيل الذهبي للكنيسة لمسة تاريخية، ففي كلمته خلال الاحتفال، يشير قداسة البابا تواضروس إلى أن اليوبيل الذهبي ليس مجرد
مناسبة تاريخية، بل فرصة للتأمل في مسيرة الكنيسة ودورها في حياة أبنائها. يذكر أن الكنيسة ليست فقط مبنى، بل هي قلب ينبض بالإيمان والمحبة، ويؤكد على استمرارها في بناء مجتمع قوي
يعتز بإيمانه وتراثه. مضيفًا ان تاريخ الكنيسة مليء بالتقاليد الراسخة وأسلوب الخدمة الذي تسلّم من جيل إلى جيل، وهي كنيسة عاشت بالإيمان ونقلت رسالة الإنجيل بتفانٍ وإخلاص. وفي هذا
الصباح المبارك، نتأمل في إصحاح الويلات الذي يفتح أعيننا على ضرورة أن تكون حياتنا الروحية صادقة بعيدة عن الرياء. فالكنيسة دائماً ما تنبهنا إلى أن نعيش حياة تمتلئ بالصدق والإيمان الحقيقي.
المحطة الأولى:
“لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم” هذا التحذير الإلهي يدعونا إلى أن نرتفع بأفكارنا ورغباتنا نحو السماء. العالم مليء بالملذات والشهوات الزائلة، لكن الإنسان المسيحي مدعو لأن يوجه شهوة قلبه وآماله إلى السماء حيث البركات الأبدية.
المحطة الثانية:
“قبّلوا بعضكم بعضاً بقبلة مقدسة”. هذه الدعوة تحثنا على أن نكون صانعي سلام في كل مكان. يجب أن تكون حياتنا شهادة لحب المسيح، وأن نملأ قلوبنا بمشاعر الصدق والسلام في البيت، في العمل، وفي المجتمع. فقبلة السلام ليست مجرد عادة، بل هي علامة على القلب النقي المليء بالسلام.
المحطة الثالثة:
عندما يقول الشماس في القداس: “أيها الجالسون قفوا”، هو ليس مجرد دعوة للوقوف الجسدي، بل هو رمز روحي يعبر عن التوبة والعودة من حالة الضعف. الكنيسة تدعونا دائمًا أن نكون يقظين روحياً وأن نساعد الآخرين، ليس جسديًا فحسب، بل روحيًا أيضًا، ليقفوا معنا في الطريق إلى الخلاص.
المحطة الرابعة:
عندما يقول الشماس: “إلى الشرق انظروا”، المقصود هنا ليس النظر الجسدي فقط، بل هو دعوة للاستعداد الروحي. الشرق يمثل النور والمجيء الثاني للسيد المسيح، وتذكير لنا بأن نكون دائمًا في حالة من الاستعداد وعدم الانشغال بأمور الدنيا الزائلة. فلنحرص على أن تظل عيوننا مركزة على النور، وأن تكون حياتنا مستقيمة مملوءة بالاستنارة الروحية.
يستكمل الان قداسة البابا صلوات القداس الإلهي وسط فرحة أبناء الكنيسة التي تظهر في عيونهم وأصواتهم بالمردادت.
ومن المنتظر أن يجتمع قداسة البابا تواضروس مع الآباء الكهنة ومجلس الكنيسة ولفيف من الخدام والشعب في لقاء محبة، ليتحدث فيه البابا عن دور الكنيسة في حياة أبنائها وأهمية الحفاظ على الإرث الروحي.
يذكر أن هذه الزيارة التاريخية تشكل علامة فارقة في تاريخ الكنيسة، وتحمل رسالة محبة وبركة لكل أبناء الكنيسة، وتضيء دربًا جديدًا للروحانية والخدمة.