يخشى مربيو الدواجن على استثماراتهم في ظل صعوبة تحصين دواجنهم نتيجة نقص الأمصال بالسوق المحلية، خاصة وأن الأمراض والأوبئة تنتشر في فصل الشتاء، وفقا لعدد من العاملين بالقطاع.
يقول أحمد نبيل، نائب رئيس شعبة بيض المائدة باتحاد منتجي الدواجن، إن ما يحدث في السوق المحلية يعتبر كارثة حقيقية، متابعا: «هناك مزارع تظل 4 أو 5 أيام بدون تحصين بسبب اختفاء الأمصال والأدوية بالسوق المحلية».
وأضاف، لـ«الشروق»، أن الأمصال المتواجدة حاليا تباع بسعر يفوق سعرها في بداية يناير الجاري بنسبة تتراوح بين 100 و120%، لافتا إلى أن التجار والشركات يرفضون بيعها بسبب الصعود المستمر لسعر الدولار بالسوق الموازية، وهو مايعود عليهم بالخسائر المالية في حالة بيع البضاعة.
وأوضح: «تاجر الأمصال أو أي سلعة في العموم إذا باع بضاعته اليوم وتحصّل على ثمنها، سيحتاج مبلغا إضافيا حتى يستطيع شراء نفس البضاعة في اليوم التالي، وهنا تأتي الخسائر المالية»، لذلك أغلب التجار يغلقون على بضاعتهم.
وأشار إلى أن المنتج عادة ما يبحث على صنف معين للأمصال، بحسب احتياج مزرعته، ولكن مع الظروف الحالية أصبح المنتج يشتري أي نوع متوفر تأكدا منه أنه لن يستطيع إيجاده مرة أخرى.
ومن جانبه، قال عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية: «نسمع الآن أسعار خيالية للأمصال ولا نستطيع شرائها بسبب عدم توافرها»، متابعا: «نخشى تكرار الأزمة الماضية مجددا التي مازلنا نعاني من تداعيتها».
وأشار إلى أن اختفاء الأدوية واللقاحات من السوق المحلية، يهدد دورات الإنتاج القائمة بالفعل، ويمنع دخول المنتجين الذين يستعدوا خلال الأيام الجارية لبدء دورات جديدة استعدادا لشهر رمضان المبارك.
في ديسمبر 2022، عانى قطاع الدواجن من ندرة الأعلاف وارتفاع أسعارها بنسبة كبيرة جدا، ما دفع 50% من المنتجين تقريبا إلى الخروج عن القطاع، واتجه البعض منهم إلى إعدام الكتاكيت لعدم قدرتهم على إطعامهم.
وسعت الحكومة لحل تلك الأزمة من خلال الإفراج عن كميات كبيرة من خامات الأعلاف، فبحسب آخر البيانات الرسمية المنشورة من وزارة الزراعة في أكتوبر الماضي، فإن إجمالي ماتم الإفراج عنه 8.4 مليون طن (ذرة وصويا) بـ4.1 مليار دولار.