استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة اليوم الخميس، الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف والدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، يرافقهما وفدين من وزارتيهما.
رحب قداسة البابا بسيادتهما وبوفدي الوزارتين، وحدثهم عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتاريخها الممتد عبر ألفي سنة، ودورها الوطني طوال مسيرتها، وسلسلة الباباوات الممتدة بدءًا من القديس مار مرقس وحتى الآن، مشيرًا إلى أن كتابة سيرة البطاركة الأقباط يقدم صورة متعددة الزوايا لتاريخ مصر.
ولفت إلى أن المجتمع المصري يشبه معبد الكرنك، الذي يتكون من مجموعة من الأعمدة. وأوضح أن كل عمود يمثل جزءًا مهمًا من المجتمع: الجيش، الشرطة، الأزهر، الكنيسة. الثقافة، وهكذا، وشدد على أن تقوية كل عمود من هذه الأعمدة يسهم في تعزيز المجتمع بأسره، بينما يؤدي ضعف أي منها إلى تأثير سلبي على المجتمع ككل، حيث أن لكل عمود دوره الفعال، وبالتالي فلا يمكن الاستغناء عنه.
وعرض قداسة البابا لبرنامج “جسور السلام” الذي أطلقته الكنيسة القبطية الأسبوع الماضي عبر المكتب البابوي للمشروعات، بهدف نشر الوعي بأهمية السلام وقبول الآخر في جميع قرى ومحافظات مصر بالتعاون مع عدد من الوزارات، ومن جهته رحب وزير الثقافة بمشاركة الوزارة في فعاليات برنامج “جسور السلام”.
فيما أشار وزير الأوقاف إلى دور الخطب الوعظية في التوعية، وأعرب عن رغبة الوزارة في التعاون مع الكنيسة في مبادرة “كمل الزغروطة” والمبادرات المستقبلية الأخرى.
تم خلال اللقاء بحث تنسيق الجهود بخصوص مشاركة الكنيسة القبطية ووزارة الأوقاف في أنشطة وزارة الثقافة بهدف التوعية بالقيم الإنسانية والمفاهيم البناءة، باستخدام الفنون المختلفة، وذلك من خلال الفعاليات التي تقوم بها وزارة الثقافة في أقاليم مصر.
وأعرب قداسة البابا عن استعداد الكنيسة الكامل للمشاركة في دعم كافة الفعاليات التي تهدف إلى زيادة الوعي وبناء الإنسان وبالتالي المجتمع.
وفي نهاية اللقاء أهدى وزير الثقافة قداسة البابا نسخة من لوحة “الراهبة” التي رسمها الفنان المصري الراحل أحمد صبري عام 1929 واشتهرت عالميًا باسم “موناليزا المصرية” ، ورسم فيها الفنان صورة راهبة من واقع مشاهداته لمختلف الأشخاص في المجتمع المصري.
ومن جهته أهدى قداسته كتاب “مائة شخصية قبطية على أرض مصر” لوزيري الثقافة والأوقاف.