نشر نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، رسالة بعنوان “الزواج المسيحي”، من حديث الأب/ منيف حمصي مع أخوية التعليم الرسولي، الرجل والمرأة في رسالة العرس.
بتاريخ 28 يناير 2024.
في الزواج المسيحي يكون الرجل والمرأة واحد في المسيح كما يقول بولس الرسول، وهذا لا يمكن لكل العازبين أن يتكلموا عنه إلا إذا كانوا من المتقدمين في الحياة الروحية. هذه الوحدة مستحيلة إن لم يكن الرب يسوع المسيح يستقطب الإثنين معًا. هذه الوحدة مشروطة بيسوع المسيح الذي قال بدوني لا تستطيعون أن تعملوا شيئًا.
الزواج المسيحي بين الشاب والشابة يجب أن يكون قائم على فكر المسيح في محبته للكنيسة. ليس على الجمال لأنه له عمر ويذبل. كما ليس على الجنس، وهو مُكرم وله وظيفته، لكنه أيضًا له عمر وهناك وظائف في جسم الانسان تتوقف مع
العمر. كذلك الأخذ في الاعتبار الفوارق في الثقافة والعِلم بينهما. وأيضًا الانتباه للفوارق ليحصل التآلف بينهما، فالفوارق بين بيئة أي من الزوجين التي تربا فيها يجب أن تكون متقاربة، فقد تكون البيئة التي خرجت
المرأة منها متزمتة وضيقة (دينيًا أو اجتماعيًا) على عكس البيئة التي خرج منها الرجل، أو العكس، فيصير هناك احتقان وخلافات. لهذا عند الاختيار الأخذ في الاعتبار مراعاة البيئة التي تؤدي إلى التفريق بينهما بعد الزواج
وانهيار العائلة. فأي من الزوجين يتزوج عائلة الزوج الآخر وليس فقط الزوج الآخر، وكل منهما يحضر معه كل ما تعلمه في بيت أهله ويري أن يفرض هذا على الزوج الآخر. لهذا يجب عليهما اختيار العناصر المشتركة التي تسهل لهما العيش معًا.
في هذا العصر، عصر العلم عصر المعرفة، يجب على المتقدمون للزواج أن يكونوا مُلمون وعلى معرفة بهذه الأمور؛ لأن أصعب اختيار في الوجود هو أن يتزوج الإنسان. في هذا المجتمع الاستهلاكي هذا الاختيار (الزواج)
يستسهله البعض بدون أي توجيه تربوي مسيحي وهذا لا يؤدي إلى زواج ناجح لأنه لم يتم على أسس صحيحة. فالأب يُرسل ابنه إلى الخارج ليعمل ليجلب المال ليتزوج بما له من مال وليس بالاختيار الصحيح، أو أن يقبل الأب
لإبنته مَن يعمل في الخارج لتتزوج به لتأمين وضع مالي أفضل لها. إن علاقة الرجل بالمرأة يجب أن تكون كما صورها بولس الرسول عن العلاقة بين المسيح والكنيسة التي احبها، لأن كل شيء نتعامل معه بمقياس يسوع المسيح.
الزواج المسيحي ليس عمل بسيط من أجل الإنجاب، كما قال أحد المطارنة وطالب كل المرشحين للزواج “ألا يكونا مجرد ذكر وأنثى يرتبطان لإشباع الغرائز، لأن الجنس لا يُميز الإنسان وبالتالي ليس هو شيء خاص به، فجميع الحيونات
تنجب”. ما يميز الإنسان هو في الانفتاح ليكون في ملء قامة يسوع المسيح. فالزواج المسيحي قائم على محبة الرجل لإمرأته ومحبة المرأة لرجلها وهو في صورة علاقة يسوع المسيح بالكنيسة، وهذا سماه بولس الرسول بالسر العظيم.
وهذا لايتحقق لمجرد الإعجاب بالجمال أو الجنس لأنه فيما بعد يضربه الملل. الزواج هو لذوي النفوس الكبيرة الذين أحبوا يسوع المسيح، فيجددون به زواجهم وحياتهم الزوجية كل يوم؛ لأن يسوع المسيح وحده يستطيع أن يجعل كل شيء جديد.
الزواج المسيحي كما يلخصه بولس الرسول يحتاج إلى فضائل الإنجيل يحتاج احترام متبادل إلى طاعة متبادلة إلى خضوع متبادل. الزواج المسيحي سر المحبة وليس سر الإنجاب. وهذا الزواج ما كان ولم يكون ولن يكون ناجحًا إلا إذا كان الزوجان يقتديان بعلاقة الرب يسوع المسيح بالكنيسة الذي أعتقنا من الإنسان القديم.
أفرغ كتابة بتصرف فيديو حديث الأب/ منيف حمصي مع أخوية التعليم الرسولي: المتروبوليت نقولا مطران إرموبوليس (طنطا) وتوابعها، والمفوض البطريركي للناطقين بالعربية