تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، بعيد القديس العظيم أنطونيوس الكبير.
القديس العظيم أنطونيوس هو راهب مصري نشأ في قرية قمن العروس، بمحافظة بني سويف عام 251، والذي يعتبره العالم “أب الأسرة الرهبانية” ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.
مديح الأنبا انطونيوس
وقال مينا لويس المتخصص في الادب القبطي، في تصريح خاص لـ”الدستور”، إن البابا شنودة الثالث له علاقة وثيقة بالقديس الانبا انطونيوس، لذا حمل اسمه في فترة الرهبنة حيث كان يسمى انطونيوس السرياني، وهو ما دفعة لكتابة المديح الشهير الخاص بالانبا انطونيوس عام 1964.
كلمات المديح
في كنيسة الأبكار في مجمع الأطهار قائم بكل وقار بنيوت أفا أنطونيوس
قائم بمجد عظيم مع لباس الأسكيم في طقس السيرافيم
بصلاة روحانية بحياة إلهية دشنت البرية
بجهاد في الصلوات عشرات السنوات بدموع في المطانيات
بنسك في الأصوام إلى مدى الأيام بنفس لا تنام
بزهد في اللذات بهذيذ في الإلهيات وتأمل الروحانيات
أعطيت روح إيليا وحنة النبية ويوحنا ابن زكريا
ارتاع الشياطين من قلبك الأمين وصلاتك كل حين
حاربوك مدة طويلة بذلوا كل وسيلة بكم حيلة وحيلة
بأختك ذكروك لكيما يقلقوك بهذا ويرجعوك
نثروا الذهب والمال أمامك على الجبال يضوي بين الرمال
أتوك بطرب وغناء وصورة الغناء لتسقط في الإغراء
وأتوك بشكل أسود ونمور وفهود بصياح كالرعود
جاءوك بأذاهم لتخاف من رؤياهم تواضعك أخزاهم
صرخت يا أقوياء لماذا هذا العناء تراب أنا وهباء
عجبي لتجمهركم على ضعفي وتظاهركم أنا أضعف من أصغركم
يا برج عال حصين يا مثال للمنسحقين تتواضع للشياطين
يا قدوة ومثال على مدى الأجيال يا ساكن الجبال
يا مثال البتولية والقوة الروحية وهدوء البرية
يا عظيم في جهادك يا حكيم في إرشادك إشفع في أولادك
لم نحي كحياتك لم نسلك في صفاتك فاذكرنا في صلاتك
إشفع في مذلتنا وضعف طبيعتنا في مدة غربتنا
وبحسب السيرة الذاتية للأنبا أنطونيوس، فقد ولد لوالدين غنيين، ومات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو حياة النسك، وفي عام 269 م، إذ دخل
ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: “إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني” فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته، وعاد إلى أخته الشابة
ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية، ومن ثم انطلق للتفرغ لحياة النسك الشديد.
كما تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القديس المصري العظيم انطونيوس الكبير، مؤسس الحركة الرهبانية في المسيحية ومصدرها من مصر الى العالم.
ووفق سيرته في الكنيسة فولد القديس انطونيوس، أبو الرهبان، في مصر عام 250 بعد وفاة والديه، وزع أمواله على الفقراء، واعتزل الناس، وعاش حياة توبة وتقشف. جذب إليه تلاميذ كثيرين. جاهد الجهاد الحسن في سبيل الكنيسة، فقوى المعترفين في اثناء اضطهادات الامبراطور الروماني ديوقلسيانس، وساند القديس اثناسيوس في مقاومته للأريوسيين. توفي عام 356.