تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لبدء صوم أهل نينوى والمعروف شعبيًا باسم صوم يونان يوم 26 من شهر فبراير الجاري.
وقال المتنيح الأنبا غريغوريوس، في دراسة له عن يونان النبي شخصية الصوم الرئيسية إنه كان يونان النبي آية لأهل نينوى، لأنه بمناداته صار الهدي، وتمت المعجزة، معجزة
العبور من حال إلي حال. فقد تبدل الضلال إلي رشد، والعقوق إلي تقوي الله, والعصيان إلى طاعة الله وخضوع، والجحود والكفران إلي إيمان وغفران.. فكان يونان لأهل نينوى آية
وخلاصا. جاء نذيرا فصار بشيرا.أو قل كان يونان كما يدل اسمه (حمامة) سلام وخير. فإن الاسم (يونان) هو الصيغة السريانية والعربية للاسم العبري (يوناه ) ومعناه (حمامة) ويكتبه الإغريق (يوناس).
وفي عمل الهداية كان يونان النبي رمزًا إلي المسيح (الكلمة) الذي نزل من السماء في صورة (ابن الإنسان) (صائرًا في شبه الناس). جاء ينادي ببشارة ملكوت الله قائلا: (قد تم الزمان، واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل).وجعل (يسوع يبشر قائلا: (توبوا فقد اقترب ملكوت السموات)
يذكر أن الكنيسة تقسم أصوامها إلى درجتين الأولى وهي الأكثر نسكا وزهدا وهي صوم يومي الأربعاء والجمعة، لأنها تذكار خيانة يهوذا الإسخريوطي تلميذ المسيح، ويوم صلب المسيح بحسب الإيمان المسيحي، وكذلك صوم أهل نينوى وأيضًا الصوم الكبير الذي يستغرق 55 يوما متصلة، يضاف اليهم صوم البرامون وهو الفترة التي تسبق عيدي الميلاد والغطاس وتتغير سنويا من يوم إلى ثلاث أيام.
بينما أصوام الدرجة الثانية، هي صوم الميلاد المجيد الذي يأتي يوم 25 من شهر نوفمبر سنويًا ويستغرق 43 يومًا متصلة، وصوم السيدة العذراء الذي يحل يوم 7 أغسطس سنويا ويستغرق 14 يوما متصلة، وصوم الرسل الذي يأتي في اليوم التالي لعيد العنصرة سنويا بمدة وموعد متغيرين، وتسمح الكنيسة في هذه الأصوام بتناول المأكولات البحرية.