تفقد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، الأحد، مشروع توسعات مصفاة ميدور لتكرير البترول، لمتابعة تقدم الأعمال في استكمال المراحل النهائية والتشغيل التجريبي للوحدات الإنتاجية.
وأكد الملا، أهمية الإسراع بالدخول في مرحلة التشغيل النهائي واستكمال المراحل الأخيرة وفقًا للبرنامج الزمني، مضيفًا أن هذا المشروع من أكبر المشروعات التي يجري تنفيذها على صعيد الاقتصاد المصري وليس في قطاع النفط والغاز فقط، “والتي سنلمس مردودها الاقتصادي الكبير عند اكتمال التنفيذ من خلال زيادة الإنتاج المحلي من المنتجات البترولية وتقليل تكاليف استيرادها وتوفير النقد الأجنبي”.
مصفاة ميدور في مصر
وأوضح أن ما تحقق في إنجاز توسعات ميدور يمثّل قصة نجاح في تنفيذ مشروع فريد من حيث الحجم والاستثمارات والتكنولوجيا المتقدمة وتحدي تنفيذه في قلب مصفاة تكرير قائمة، وهو ما نجحت فرق العمل في تنفيذه بأعلى معايير الجودة والسلامة والكفاءة.
وتابع: “تنفيذ هذا المشروع بأيدي الكفاءات البترولية المصرية أمر يدعو إلى الفخر بامتلاك بلادنا كوادر بترولية عالية الكفاءة استطاعت استيعاب ومواكبة تطبيق التكنولوجيات العالمية في التنفيذ والتشغيل ومراحل العمل المختلفة”، حسب تصريحات وزير البترول”.
وأكد الملا، أن تنفيذ المشروع بوساطة كفاءات مصرية وباستعمال مكون محلي في جانب كبير من وحدات المشروع له مردود إيجابي من حيث تخفيض تكاليف التنفيذ لهذه النوعية من المشروعات مقارنة بالعديد من بلدان العالم التي لا تمتلك هذه المقومات.
من المقرر أن ترتفع طاقة الإنتاج لأكبر مصفاة نفط في مصر، وهي مصفاة ميدور، بنسبة 60%، لتصبح نحو 160 ألف برميل يوميًا، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
كما يوفر المشروع، الذي بلغت تكلفته الاستثمارية 2.7 مليار دولار، منتجات نفطية عالية الجودة، بكميات تبلغ 3 ملايين طن سنويًا، وفي مقدمتها السولار والبنزين عالي الأوكتين ووقود النفاثات والبوتاجاز والكبريت.
سنشهد طفرة عام 2024
وفي هذا السياق، أشاد وزير البترول المهندس طارق الملا بجهود العاملين في تنفيذ المشروع الكبير، الذي شارك فيه آلاف العاملين بقطاع البترول، كما أشاد بروح الفريق في إدارة التنفيذ لمشروع التوسعات.
ولفت الملا إلى أن العام الجديد 2024 سيشهد طفرة تكلل كل الجهود، بإنهاء الأعمال في كل الوحدات، ودخول مرحلة التشغيل النهائي لتوسعات مصفاة ميدور.
وبدوره، استعرض رئيس شركة ميدور المهندس صلاح جابر، موقف جاهزية التشغيل للوحدات الإنتاجية الجديدة بالمشروع، موضحًا دخول عدد كبير من وحدات المشروع مرحلة التشغيل التجريبي مؤخرًا، ومنها وحدة معالجة السولار الجديدة للإنتاج بالمواصفات الأوروبية (Euro5).
كما لفت إلى تشغيل جميع مرافق وتسهيلات مشروع التوسعات، مشيرًا إلى موقف الأعمال الجارية في باقي الوحدات لاكتمال جاهزيتها للتشغيل التجريبي، وفقًا للبرنامج الزمني المستهدف.
وأضاف: “من المقرر أن يُسهم المشروع في رفع طاقة التكرير لمصفاة ميدور إلى 160 ألف برميل يوميًا، بزيادة نسبتها 60%”، لافتًا إلى الانتهاء بنجاح من إعادة تأهيل جميع الوحدات القائمة في المصفاة.
مجمع إنتاج السولار الجديد
ويشهد مشروع توسعات أكبر مصفاة نفط في مصر منظومة عمل نفطية متكاملة، لتنفيذه وتشغيله وصيانته وإمداده بمقومات الإنتاج من خلال الشركات المصرية.
وشاركت في تنفيذه كل من بتروجت وإنبي، بالتعاون مع المقاول العام شركة “تكنيب” العالمية، كما تشارك في منظومة عمله بالتعاون مع “ميدور” كل من شركات إيبروم وبترومنت وصان مصر
وميدتاب وغازكو وشركات أخرى، بالإضافة إلى متابعته مشروعات التوسع في أكبر مصفاة نفط بمصر، تابع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا مشروعي مجمع إنتاج
السولار في أسيوط (أنوبك) ومصنع إنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة (MDF) من قش الأرز (ووتك) بمدينة إدكو، وهو أحد المشروعات الخضراء التي يستثمر في تنفيذها قطاع النفط المصري.
وقال الملا، إن مجمع إنتاج السولار الجديد في أسيوط يُعد أحد أهم المشروعات التي ينفذها قطاع النفط، ضمن خطة الدولة للاستفادة القصوى من مواردها، وتنمية محافظات الصعيد، كما أنه من أهم مشروعات القيمة المضافة التي تستهدف تعظيم الاستفادة من موارد الدولة، باعتماد أحدث الوسائل التكنولوجية لتكرير النفط باستعمال تقنية التكسير الهيدروجيني للمازوت.
سيحول المجمع المازوت المنتج من مصفاة شركة أسيوط لتكرير البترول إلى منتجات نفطية عالية القيمة وبصفة أساسية السولار بالمواصفات الأوروبية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتابع المهندس طارق الملا عرضًا توضيحيًا من رئيس شركة أنوبك المهندس محمد بدر، لتقديم أعمال الإنشاءات والتركيبات بموقع المشروع، ووصول وتركيب المعدات الكبرى من أبراج ومفاعلات وأفران وأوعية الضغط والمبادلات الحرارية والضواغط والطلمبات والآلات والمعدات.
بماذا تعود المصفاة على الاقتصاد
ويعمل المشروع، الذي تبلغ تكلفته الاستثمارية نحو 2.9 مليار دولار، على توفير السولار بالمواصفات الأوروبية، والنافثا المستعملة في إنتاج البنزين عالي الأوكتين، والبوتاجاز والكبريت بوصفها منتجات ثانوية، وغيرها من المنتجات.
ويقول المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول السابق والخبير البترولى، إن بالفعل مصفاة ميدور اكبر مصافي مصر من حيث تعددية الوحدات التحويلية بقياس درجات التعقيد للوحدات التصنيعية لوجود مجمع التكسير
الهيدروجيني ومجمع تفحيم المازوت ذات التصنيف الاعلي مع حيث معامل التعقيد العالمي وبالتالي فالمصفاة لا يخرج منها المازوت كمنتج كاغلبية مصافي التكرير وهذا أحد أسباب الربحية العالية لمصفاة ميدور، أما اكبر مصافي
التكرير في مصر من حيث كميات الخام المكررة يوميا فيقع معمل تكرير مسطرد في المقام الأول البالغ طاقتة التكريرية في اليوم ما يعادل 175 الف برميل يوميا إلا أنه يعتبر من المصافي البسيطة حيث قلة عدد الوحدات التحويلية داخل المصفاة.
وأضاف يوسف- خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أن وطبقا للتصنيف العالمي لمصافي التكرير من حيث طاقة التكرير فتقع مصفاة ميدور في ما يسمي بالمصافي المتوسطة والتي تقع ما بين طاقة تشغيل 100- 200 الف برميل يوميا.
وأشار يوسف، إلى أن اعتمد قطاع البترول المصري علي سياسة توزيع مصافي التكرير علي مستويات جغرافية فجميع أنحاء البلاد تقع بها مصفاة لتكرير البترول ففي الشرق تقع مصافي السويس والنصر وفي الشمال تقع مصافي الإسكندرية والعامرية
وميدور وفي وسط الدلتا تقع مصفاة طنطا وفي القاهرة تقع مصفاة القاهرة والمصرية وفي الصعيد تقع مصفاة اسيوط ..وهذا من الخيارات الاستراتيجية العامة للتخطيط لمصافي مصر لذلك اتجهت لبناء مصافي بطاقات تشغيل صغيرة ومتوسطة دون الكبيرة .
وتابع: “مصفاة ميدور تتميز بقدرات تشغيلية مرتفعة للغاية فتستطيع التعامل مع أنواع خامات بترول مختلفة ومتعددة كما تستطيع التعامل مع منتجات بترولية ذات قيمة منخفضة بتحويلها لمنتجات خفيفة عالية القيمة كالبوتاجاز والبنزين ووقود النفاثات والديزل”.
والجدير بالذكر، أن أكبر مصفاة نفط في مصر سوف تعزّز من قدرات الدولة على زيادة إنتاج المشتقات النفطية، والاستغناء التدريجي عن استيراد الوقود الذي يلتهم جزءًا من احتياطيات النقد الأجنبي “الدولار”.
وتُعد مصفاة ميدور في محافظة الإسكندرية هي الأكبر في مصر، إذ تشهد حاليًا مجموعة من التوسعات باستثمارات كبيرة، حتى تدخل حيز التشغيل الكامل في عام 2024، حسب المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.