تحظى الدولة المصرية بالكثير من الموارد التعدينية، حيث وقعت مصر العديد من الاتفاقيات العالمية لتنفيذ عدد من المشروعات التي تستهدف تحقيق أقصى استفادة من ثرواتها التعدينية لجذب الاستثمارات.
4 عروض للتنقيب عن الذهب
تتنافس 4 شركات عالمية للفوز بالتنقيب عن الذهب بمنطقتين في مصر بالقرب من منجم السكري، خلال أول مزايدة عالمية لمصر تطرحها شركة شلاتين للثروة المعدنية، بحسب مسئول حكومي لـ “الشرق بلومبرج”.
وتضم قائمة الشركات كلاً من “لوتس جولد” الكندية، و”أنفينيتي” الروسية، و”مناجم النوبة” الإنجليزية، و”خطوات” السعودية.
وكانت مصر طرحت المزايدة في مايو الماضي للتنقيب عن الذهب بالصحراء الشرقية في مناطق: “فطيري”، و”البرامية”، و”عقود”، و”أم عود”، و”حماطة”.
وتملك الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية 35% من “شلاتين للثروة المعدنية”، فيما يحوز جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع لوزارة الدفاع 34%، وبنك الاستثمار القومي 24%، والشركة المصرية للثروات 7%.
ووفق المسئول، فإن “عروض الشركات تركزت على طلب التنقيب عن الذهب في منطقتين بالقرب من منجم السكري جنوب مصر”.
ارتفاع إنتاج الذهب من منجم السكري
ارتفع إنتاج الذهب من منجم السكري إلى 450 ألف أوقية بنهاية 2023، مقابل 440 ألف أوقية العام الماضي في 2022 طبقاً لبيانات شركة سنتامين الإنجليزية المالكة للمنجم.
تكثف مصر جهودها لزيادة الاستثمارات الموجهة إلى قطاع التعدين، والذهب بشكل خاص، إذ تستهدف استثمار مليار دولار في قطاع التعدين بحلول عام 2030.
وأضاف المسئول أنه سيتم طرح المناطق الثلاث المتبقية في مزايدة أخرى جديدة بمجرد الانتهاء من ترسية المنطقتين الأكثر ثراءً بالذهب على مستوى العالم من حيث ارتفاع نسب الاستخلاص.
الذهب وإحداث نقلة للاقتصاد
تأسست شركة “شلاتين” عام 2012 بهدف القيام بأعمال البحث واستغلال الذهب والخامات التعدينية الأخرى في المنطقة الواقعة بين خطي عرض 22 : 24 شمالاً في الصحراء الشرقية، وتقنين الاستغلال العشوائي للذهب، مع إعادة استغلال المناجم القديمة الموجودة في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حسن بخيت، رئيس المجلس الاستشاري العربي للتعدين، إن الاستثمار في مجال الذهب من الاستثمارات الواعدة التي يمكن تحدث نقلة كبيرة بالاقتصاد المصري.
وأوضح بخيت، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الدولة المصرية تقع ضمن حزام الدرع العربي النوبي الذي يعد من البيئات الجيولوجيا الجاذبة لأماكن الذهب، والذي يشمل عددا من الدول وليس مصر فقط، ويوجد في جانبي الساحل الأحمر في كل من السعودية ومصر والسودان وإثيوبيا وجنوب الأردن.
فتح شهية الاستثمار
وأضاف أن البيئة الجيولوجية لهذا الدرع تعد بيئة جاذبة للذهب، و”منجم السكري” الذي يقع في مصر هو خير دليل على هذا الأمر، حيث يعتبر من المناجم الكبيرة على مستوى المنطقة وساعد على فتح شهية الاستثمار لتعدين الذهب في مصر.
وتابع: “مجال التنقيب عن الذهب يشمل عمالة مصرية كبيرة يتم تدريبها، مما يساعد على الحد من البطالة”، مؤكدا أن الذهب من المعادن التي سيكون لها دور كبير في دعم الاقتصاد الوطني.
ارتفاع حجم أوقيات الذهب
وكشف تقرير متابعة الأداء الاقتصادي والاجتماعي عن العام المالي 2022/2023 المقدم من وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد، إلى البرلمان بغرفتيه (النواب، والشيوخ)، حجم الإنجازات التي شهدها قطاع الثروة المعدنية خلال العام المالي، وفي مقدمتها انطلاق تشغيل الإنتاج التجاري للذهب في مارس 2023 من موقع إيقات بجنوب مصر.
وفي هذا الصدد، نستعرض أهم الانجازات التي شهدها العام المالي 2023/2022 في مجال الثروة المعدنية، ومنها:
- تم إنتاج حوالي 480.4 ألف أوقية من الذهب بزيادة حوالي 12% عن العام السابق، كما تم إنتاج حوالى 78.8 ألف أوقية من الفضة بزيادة حوالى 36% عن العام السابق، وبلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم حوالي 883 مليون دولار، كما بلغت قيمة الإتاوة المستحقة حوالي 26.5 مليون دولار.
- بلغت كمية الإنتاج من المنتجات والخامات التعدينية حوالى 12 مليون طن، بزيادة حوالى 48% عن العام السابق.
- أعلنت شركة شلاتين للثروة المعدنية في فبراير 2023 عن المزايدة العالمية للبحث عن الذهب رقم (1) لعام 2023 لاستكشاف واستغلال خام الذهب والمعادن المصاحبة له بعدد من مناجم الذهب القديمة بمناطق “فاطيري، البرامية عقود، أم عود، حماطة بالصحراء الشرقية”، وقد تم إغلاق المزايدة إلى 9 نوفمبر 2023.
- بدأت تجارب تشغيل الإنتاج التجاري للذهب في مارس 2023 من موقع إيقات بجنوب مصر، والذي يأتي تتويجا للخطة الطموح التي تم وضعها لبدء الإنتاج مبكرًا منه في ظل ما يتميز به الموقع، الذي تقدر احتياطاته بحوالى 1.2 مليون أوقية من الذهب وتبلغ نسبة الاستخلاص فيه 95%، وتعتبر من أعلى نسب الاستخلاص، ويقع في منطقة امتياز شركة شلاتين للثروة المعدنية، فيما قامت شركة الثروات والموارد للتعدين بأعمال الخدمات الاستكشافية.
- في يوليو 2023، تم انطلاق منتدى مصر للتعدين في نسخته الثانية تحت شعار البناء على 120 عاما من الاكتشافات الجيولوجية لمستقبل مستدام منخفض الكربون.
وتتواصل جهود الحكومة المصرية التي تهدف إلى رفع الاحتياطي الاستراتيجي للدولة من الذهب، والذي بدوره سيساهم في دعم الاقتصاد المصري بشكل كبير، حيث طرحت الدولة العديد من فرص التنقيب عن المواد التعدينية واستحوذ الذهب على النصيب الأكبر منها.