وصلت وزيرة السياحة اليونانية، اولجا كيفالوجياني وزوجها ، صباح اليوم الثلاثاء إلي مجموعة معابد الكرنك بمحافظة الأقصر،في جولة سياحية.
اهتمام عالمي بمجمع معابد الكرنك
وكان في استقبال وزيرة السياحة اليونانية خلال جولتها داخل مجموعة معابد الكرنك الدكتور الطيب غريب مدير معابد الكرنك، لشرح معالم وتاريخ المجموعة أثناء زيارتها.
ورصدت فيتو بالصور استقبال مدير معابد الكرنك الطيب غريب، خلال زيارة وزيرة السياحة اليونانية مع زوجها.
مجمع معابد الكرنك أكبر متحف مفتوح في العالم
وأضاف الطيب غريب مدير معابد الكرنك في تصريحات خاصة لـ”فيتو”، أن زيارة النجوم والمشاهير والقادة لمجموعة معابد الكرنك بدون ترتيب أو موعد سابق، وذلك دليل على أهمية الأمن والأمان الذي تحقق في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وأوضح مدير معابد الكرنك، أن ذلك خطوة من خطوات كثيرة لتنشيط السياحة، مؤكدا أنه تم شرح وتوضيح معالم معابد الكرنك خلال زيارة الوزيرة.
وأكد أن مجموعة معابد الكرنك دائما في انتظار النجوم في مختلف المجالات،التي ترغب في زيارة المعالم الأثرية في محافظة الأقصر.
ومعابد الكرنك مجمع رائع من المعابد الجميلة التى لا نظير لها حيث يضم الكرنك معابد الإله آمون وزوجته الإلهة “موت ” وابنها الإله “خنسو”.
وبدأ إنشاء المعبد أيام الدولة الوسطى (حوالى سنة 2000 ق.م). وفى عهد الدولة الحديثة التى ينتمى إليها الملك “توت عنخ آمون” والملك “رمسيس الثانى”، أقيم على أنقاض هذا المعبد، معبد فخم يليق بعظمة الإمبراطورية المصرية الضخمة.
وكان كل ملك يُضيف جديدًا إلى المعبد وذلك تقربًا إلى الآلهة، ورغبة فى الخلود، والحصول على شهرة كبيرة عند أفراد الشعب.
1- معبد “آمون رع” الكبير
يتألف المعبد من محراب يقع فى أقصى الناحية الشرقية. وقد أُعد هذا المحراب لحفظ تماثيل الإله “آمون” وعائلته. ويعرف هذا المكان “بقدس الأقداس” الذى كان الظلام يلفه! ثم يتبعه بعد ذلك فناء مكشوف يغمره ضوء النهار، ثم ينتهى هذا الفناء بصرح عظيم يقع المدخل بين برجيه.
وقد تعددت مجموعة مباني هذا المعبد، واتخذت شكلًا نهائيًا يشبه حرف T فى اللغة الإنجليزية، ولكنه موضوع بشكل مائل على أحد جانبيه وتُحدد هذا الحرف عشرة صروح، كما يحتوى على عدد من الأفنية. وأمام المعبد توجد ساحة عظيمة، وفيها نرى منصة مرتفعة فى الوسط، وهى التى كانت مرسى للسفن الخاصة بالمعبد فى يوم من الأيام، حيث كان النيل يجرى فيما مضى بالقرب منها.
وقد أقام الملك “سيتى الأول” مسلّتين عليها لا تزال إحداهما باقية فى مكانها، ويمتد منها إلى واجهة الصرح صفان من التماثيل التى أقامها “رمسيس الثانى” على هيئة “أبو الهول”، لكل منه رأس كبش وجسم أسد. ويلاحظ أن تحت ذقن كل منها تمثالًا للملك نفسه. وهذا الطريق هو الذى يسمونه “طريق الكِباش.
2- صرح معبد آمون
وهو فناء واسع يضمه من الجانبين صفٌ من الأعمدة على هيئة نبات البردى. ( وكان يتوسطه فيما مضى “جوسق طهارقة” الذى كان يتكون من عشرة أعمدة رشيقة أقامها الملك “طهارقة” من الأسرة الخامسة والعشرين، ولا يزال أحد الأعمدة قائمًا فى مكانه.)
كما توجد فى الزاوية الشمالية الغربية من هذا الفناء ثلاثة مقصورات، أُعدت لإيواء السفن المقدسة الخاصة بثالوث “طيبة”، بناها الملك “سيتى الأول” من ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وقد زينت جدران هذه المقصورات بنقوش بارزة تمثل السفن المقدسة.
3 – معبد “رمسيس الثالث” بالكرنك
أقامه رمسيس الثالث لإيواء السفن المقدسة ويعتبر هذا المعبد نموذجًا للمعبد المصرى الكامل. فهو يبدأ بصرح عظيم يزينه تمثالان رائعان للملك من الخارج. ويليه من الداخل الفناء المكشوف الذى تحده البوائك (جمع باكية) شرقًا وغربًا. ويبدو الملك على الأعمدة فى هيئة أوزوريس.
والجدران مزخرفة بالنقوش التى تمثل الملك فى أوضاع مختلفة أمام “الإله آمون”، ثم يلى ذلك دهليز به صفان من الأعمدة.. الأول منها يتكون من أعمدة تلتصق بها تماثيل “أوزيرية” على نمط تماثيل الفناء، والصف الثانى يتكون
من أربعة أعمدة على هيئة نبات البردى. ويقودنا هذا الدهليز إلى بهو الأعمدة الذى يؤدى بدوره إلى المقاصير الثلاث الخاصة بإيواء السفن المقدسة لثالوث “طيبة”. وإلى جوارها توجد عدة غرف مظلمة كانت مستعملة لحاجيات العبادة.
وكان هناك تمثالان عظيمان يزينان واجهة هذا الصرح للملك “رمسيس الثانى” وهو واقف. ولم يتبق إلا التمثال الأيمن، ويلي ذلك الصرح بهو الأعمدة الذى تتجلى فيه صورة ما وصل إليه فن المعمار فى بلادنا المصرية من الرقي والعظمة.. إنه أشبه بغابة من الأعمدة التى تمثل نبات البردى، وتغطي مساحة من الأرض قدرها ستة آلاف متر مربع.
ويحتوى على 134 عمود، قطر كل منها 3,37 مترًا، وارتفاع الأعمدة الجانبية 13 مترًا أما ارتفاع الأعمدة الوسطى فحوالي 21 مترًا، والأعمدة كلها على هيئة سيقان البردى. وتعلو الأعمدة المرتفعة منها تيجان على شكل أزهار البردى المتفتحة، وقيل عن سعة التاج إنه يتسع لوقوف أكثر من عشرة أفراد فوقه! أما الأعمدة القصيرة فتيجانها على هيئة البراعم المقفلة لزهور البردى أيضًا.
وكانت تلك القاعة مسقوفة بكتل ضخمة من الأحجار. ولا يزال بعضها فى مكانه. أما النقوش التى على تلك الأعمدة، وعلى الجدران التى وراءها فهى فى غاية الروعة والجمال وما تزال
بعض ألوانها زاهية، وهى تمثل الملك “سيتى”، وابنه “رمسيس الثانى”، وهما يقدمان القرابين للآلهة المختلفة. أما المناظر المحفورة على جدران هذا البهو من الخارج
ويمكن الوصول إليها بالخروج من أحد الأبواب الجانبية فهى صور تمثل كلا من الملك “سيتى”، وابنه “رمسيس الثانى” فى حروبهما المختلفة مع أعداء مصر من الحيثيين، والليبيين.
4 – معبد خونسو
بناه الملك “رمسيس الثالث” ثانى ملوك الأسرة العشرين سنة 1198 قبل الميلاد، ثم زاد فيه من بعده ولده “رمسيس الرابع”، ثم “رمسيس الحادى عشر”، وأخيرًا أتمه “حريحور” رئيس الكهنة
الذى أصبح ملكًا “فرعونًا” عام 1085 ق. م، وهو آخر ملوك الأسرة العشرين. ويتكون هذا المعبد من صرح قام بنقشه الكاهن “بى نجم” الذى يعد ثامن ملوك الأسرة الحادية والعشرين. ويليه فناء ذو
أعمدة على شكل البردى، وتيجانها على هيئة براعم أزهار البردى أيضًا، ويلى هذا دهليز به اثنا عشر عمودًا يؤدى إلى بهو الأعمدة الذى تظهر على جدرانه نقوش من عهد “رمسيس الحادى عشر” عاشر ملوك
الأسرة العشرين، و”حريحور” الذى كان وصيًا عليه. وأخيرًا نصل إلى مقصورة المراكب المقدسة الخاصة “بخونسو”، والمحاريب المظلمة من حولها وهى تؤلف فى مجموعها “المحراب”، أو “قدس
الأقداس”، وبها نقوش ومناظر من عهد “رمسيس الرابع”، ويقف خلف “المحراب” فناء صغير به أربعة أعمدة، وتتصل به سبع حجرات صغيرة من عهد “رمسيس الثالث” و”الرابع” على التوالى.
وألوان المناظر فى الحجرتين الواقعتين إلى اليمين مازالت زاهية إلى الآن. وقد خُصِّصَت الحجرة التالية لهما لعبادة “أوزير” الذى نراه راقدا على سريره، وإلى جانبه “إيزيس” و”نفتيس” تبكيان عليه.
تعامد الشمس
تتعامد الشمس على معبد الكرنك مرة واحدة سنويا وتحديدا يوم 21 ديسمبر يوم الانقلاب الشتوي أي مع بدء فصل الشتاء ويعد تعامد الشمس على قدس أقداس معبد الكرنك الحدث الثاني من حيث الأهمية بعد تعامدها على معبد أبو سمبل، وهذا الحدث يكشف عن قدرة الفراعنة على حساب فلكي هندسي لحركة الأرض حول الشمس، ومن ثم بناء المعبد وفق هذه الحسابات.
جدير بالذكر أن الشمس تتعامد على الدير البحري وقصر قارون في نفس التوقيت (21 ديسمبر) في ظاهرة فلكية تحدث مرة واحدة سنويًا.