اعتاد المسيحيون من كل صوب ونحو، والأقباط بشكل خاص، على ترقب موعد إطلاق شركات السياحة التابعة للكنيسة، والخاصة كذلك، لبرامج الحج المسيحي، والتي يُقبل عليها البعض تبركًا من آثار أقدام السيد المسيح التي تمشى بها في مسار الآلام وما شابه، علمًا بأن الحج في المفهوم المسيحي لا يتعلق بغفران الخطايا والسيئات.
إلا أن ذلك المشهد المُفرح، عكرته اليد الإسرائيلية بعد أزمة 7 أكتوبر، مما تسبب في حالة الركود المفاجئ، فبعدما أعلنت بعض الشركات عن برامجها في سبتمبر وأول أكتوبر، اختفى الحديث عن رحلات وبرامج الحج، إلى أجل غير مُسمى.
ميلاد رزق الله، مدير إحدى شركات السياحة الخاصة، قال فى تصريح خاص “للفجر”، إنه لا يوجد حج للأقباط هذا العام بسبب الحرب المستمرة على غزة، ويصعب أن تنطلق رحلات سياحية في ظل هذه الأزمة، الأمر الذي قد يُعرض
حياة الأفراد المسافرين للخطر، كما أصدر الأمن تعليمات رسمية بإيقاف الموافقات على السفر، ولا يوجد طيران، وإلغاء موسم الحج بسبب الأوضاع الأمنية، وإن وجد أحد الحجاج هناك فهذا يكون عن طريق الأردن والمعبر أو قبرص.
في تصريحات صحفية لهما، قال كل من جرجس فوزى، مسؤول رحلات فى إحدى الكنائس، وممدوح خليل، مسؤول ومنظم الرحلات بإحدى شركات السياحة الخاصة، إنه تم إلغاء رحلات الحج لهذا العام 2024،
بتعليمات من الأمن وذلك بسبب اضطراب الوضع الأمنى والحرب فى غزة، واستشهاد الآلاف من الشعب الفلسطينى على يد قوات الاحتلال.. الإقبال على الحج فى القدس كان جيدًا حتى 7 أكتوبر الماضى،
وكُل شىء كان يسير بشكل طبيعى وكان هناك إقبال على الحج بشكل مُرضٍ جدًّا، ولكن بعد أن اشتدت الأزمة الفلسطينية وتداعيات الحرب على غزة أصدر الأمن بإيقاف الموافقات على القدس هذا العام 2024.
وأضافا: أن الأمور الآن لا يُعرف لها نهاية، فالحرب في فلسطين في أوجها، ويصعب أن تنطلق رحلات سياحية في ظل هذه الأزمة، الأمر الذي قد يُعرض حياة الأفراد المسافرين للخطر، ولذا وإن كان لم تصدر أي تعليمات رسمية بهذا إلا أن المشهد ينبئ بإلغاء
لموسم الحج للعام الجاري بسبب الأوضاع الأمنية.. ويُلاحظ الاقبال على الحجز برحلات الحج ضعيف جدًا مقارنة ببقية السنوات الماضية، لذا فأصحاب شركات السياحة لن يغامرون بإطلاق رحلات دون عدد كافي من المسافرين، وذلك ان لم تتغير الأوضاع للأفضل.
وفي السياق نفسه، كشف أديب جودة الحسيني، أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس، عن آخر مستجدات تفاصيل رحلات الحج المسيحي إلى القدس، في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، موضحًا أن مراسيم الأعياد لم يتم إلغاؤها حتى اللحظة، رغم أنه لا يوجد افدون إلى الأراضي المقدسة، ومراسيم الحج ستكون كما هو مخطط لها.
أضاف، أن السياحة في الأراضي المقدسة معدومة تمامًا حتى اللحظة بسبب الحرب، وطبعًا موسم الحج كما تعودنا أن تكون هناك عشرات الآلاف من الوافدين أي حجيج من خارج البلاد، ندعو الله بأن يتم إنهاء الحرب لتسنح الفرصة للحجاج بالقدوم إلى الديار
المقدسة والاشتراك بصلوات عيد الفصح المجيد، أنه حال استمرار الحرب وتعليق الطيران إلى الأراضي المقدسة، سيتم إحياء عيد الفصح المجيد من قبل مسيحيين الأراضي المقدسة، أملًا في أن تنتهي الحرب ويتم فتح المطارات واستقبال السياح كما هي العادة كل عام.
يذكر أن برامج الحج للقدس قبل الأزمة، كانت تستمر عدة أيام وتشمل السفر للقدس والعودة منها إضافة إلى الزيارات والإقامة بفنادق كل من بيت لحم والقدس، وكنائس الناصرة، وطباريا، والبحر الميت، ونهر الأردن، وأريحا، وحيفا، وتل أبيب،
ويافا، واللد. شاملة الإفطار والعشاء، وكانت تنطلق الرحلات في 3 أفواج الأول من سبت اليعازر والثاني من أربعاء أيوب والثالث من سبت النور، ولكل رحلة سعرها، إلا أن الحجز يستوجب إرسال صورة الباسبور ومبلغ مالي قدره 3000 جنيه لجدية الحجز.