رهبة ومشاعر مختلطة كانت تنتاب كريستين إيهاب عند تفكيرها في قرار كفالة طفل، خاصة بعد أن رزقها الله بطفلين بيولوجيين، إلا أن رغبتها في توفير حياة كريمة ودافئة لأطفال دور الرعاية جعلها تتخذ القرار، لتكون أول أسرة كافلة مسيحية في الصعيد لأول طفلة مسيحية يتم كفالتها في مصر وثالث أسرة على مستوى الجمهورية.
تستعيد كريستين بذاكرتها بداية الفكرة مع أسرتها، والتي كانت ببداية زواجها منذ 14 عامًا، حيث طرحها زوجها إيهاب الألفي لرغبته في تبني طفل، إلا أنها كانت ترفض لرغبتها في انجاب أطفال وعدم اقتناعها بالفكرة حتى شعرت بالفطرة برغبتها في أن تكون أمًا لطفلة بعد انجابها لطفلين.
لدي أطفال بيولوجيين، لكن كانت حاجة على قلبنا أنه نشجع كمان غيرنا، والأطفال يكبروا في جو أسري صحي لهم بعيدًا عن قساوة دور الرعاية.. ليه اخلف بنت وفيه في دور الايتام عدد كبير متروكين بدون أسر؟!، لم ابدأ بالإجراءات إلا وانا متأكدة تماما من قراري، وأخذته بكامل ارادتي وبدعم كامل من زوجي بدون أي ضغط منه تسرد كريستين خلال حديثها مع القاهرة 24.
منذ عاميين وبترتيب إلهي، بدأت الأسرة المسيحية الكافلة الأولى في الصعيد رحلتها مع الكفالة، حتى انضمت إليهم الصغيرة مريم التي تزحف نحو عامها الرابع منذ أسبوع ماضي،
وخلال رحلة الأسرة في الحصول على الطفلة، واجهت تعنت متعمد من قبل الدور المسيحية؛ لرفضهم خروج الأطفال أو مقابلة الأسر، حيث تقول الأم: إحدى الدور قالوا لنا مش ممكن نطلع
عيالنا، حاولنا في اقناعهم ومعرفتهم بأن تلك الخطوات مسموح بها قانونًا ولكن قالوا انسوا، وفي الوقت نفسه كان معنا جواب المشاهدة من قبل وزارة التضامن، وبدعمها سهل لنا الأمر.
وتتابع: منذ اللحظة الأولى من قرارنا عندما بدأنا في الإجراءات والأستاذ رأفت السمان، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي في سوهاج، يقدم لنا كل الدعم اللازم، وقالنا يلا أنا معاكم لأخر نفس وقد كان.. ظل معنا هو وكافة مسؤولين الوزارة حتى استلمنا ابنتنا.. المشكلة كلها في دور الأطفال المسيحية الجبناء الذين يرفضون خروج الأطفال.
اللقاء الأول بين الاسرة والطفلة
بعد حصول الاسرة على جواب المشاهدة ورفض دور الرعاية لقاءهم بالأطفال، لم تجد الأم سبيل سوى متابعة إحدى صفحات الدور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حتى شاهدت صورة لطفلة تعلقت بها منذ اللحظة الأولى: أول مرة شوفتها بالصورة خطفت قلبي وحسيت انها بنتي، ولكن الدار رفضت وقالوا لنا الا دي، ولكننا لم نيأس وكنا نتابع صورها سنة حتة تجرأنا وذهبنا للدار.
أول لقاء بين مريم والأسرة، كان على غير العادة، حيث لا تألف الأطفال سريعا الأشخاص الجدد، ولكن ما حدث مع مريم واسرتها كان غير المألوف ففي اللقاء الأول الذي جمع بينهم شعرت بالأمان وتعلق قلب كل منهما بالآخر حتى تركت الطفلة كل من في الدار وظلت
في صحبتهم، وعلى مدار السنة والنصف كانت تتردد على الدار لمشاهدة صغيرتها حتى انتهت كافة الإجراءات المطلوبة، حيث تقول الأم: كنا نتردد عليها ونكلمها يوميا فيديو انهينا الإجراءات وذهبنا بالورق الرسمي إلى الدار وكنا مرعوبين لتعلقنا بالصغيرة.
منذ أسبوع تقريبًا تبسم القدر لمريم واسرتها باستلامها، وبخطواتها الرقيقة بين أركانه غمرت المنزل بالسعادة، حيث تصف الام مجيئها بالفرحة التي لا توصف بكلمات، قائلة: البيت كله سعيد ومبسوط دخلة مريم شقلبت حالنا.. مفيش كلمات توصف شعورنا، أسرتنا اكتملت الآن.. قلبي مش بيتقسم على 3 أصبح قلبي يتضاعف على 3، مقدرش اتخيل يوم من غير بنتي.
وتختتم الام حديثها، مردفه: عايزة اصرخ لدور الايتام.. انظروا لمصلحة الطفل وتعاونوا مع الاسر، أمهات الدور لن يكونوا كالأمهات الكفيلات ابدا فهي تتقاضى الأموال نتيجة عملها غير
الأمهات.. نحن لسنا أبطال نحن أمهات نريد أن نربي الأطفال ليعيشوا في بيئة سوية وإنسانية، لا تتخيلوا الفرحة التي تعم في البيت ولو انت اسرة ولديك أطفال بالفعل لا تتخيلوا الكفالة
عمل عظيم ازاي، الدور قاسية ولا يوجد بها اهتمام وبيئة غير صالحة للتربية غايب عنها الحنان مفيش بابا وماما، الأسرة بها اهتمام روحي وجسدي ونفسي من كافة الجوانب، الأطفال مكانها البيوت.