أدلى مسؤولون إثيوبيون بتصريحات تفيد بأن سد النهضة قادر على حل أزمة نقص الكهرباء بل وتوفير فائض من الطاقة للدول المجاورة. إلا أن خبيرًا مصريًا فنّد تلك المزاعم، مؤكدًا أن سد النهضة لم ينجح في توليد كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية حتى الآن.
وكشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، مفاجآت عن المزاعم الإثيوبية وفنّدها بالأرقام، وقال إن عدد سكان إثيوبيا بلغ في العام الحالي 130 مليون نسمة، وإجمالي
إنتاج الكهرباء حاليا يبلغ 5200 ميجاوات، 90% منها من خلال الطاقة المائية وهي: السدود، و8% من الرياح، 2% حرارية، وتأمل إثيوبيا فى زيادتها إلى 17 ألف ميجاوات خلال العشر سنوات القادمة، موضحا
أن الألف ميجاوات تكفي احتياجات نحو 3.5 مليون نسمة كما هو الحال في مصر، وبذلك، وفقا للأرقام، فإن الكهرباء الإثيوبية الحالية تكفي أقل من 20 مليون نسمة، أو 40 مليون نسمة لمدة 12 ساعة يوميا.
وأكد الخبير في الموارد المائية أنه طبقا للتصريحات الإثيوبية، فإن أكثر من 60 مليون إثيوبي ليس لديهم كهرباء، وتحتاج البلاد حوالي 37 ألف ميجاوات لكي تغطي احتياجات جميع السكان، وهذا يعني أن لدى إثيوبيا عجزا يصل إلى 32
ألف ميجاوات، مشيرا إلى أن سد النهضة يحتوي على توربينين، قدرة كل منهما 375 ميجاوات، وعند انتهاء بناء السد يكون لديهم 11 توربينا بقدرة 400 ميجاوات لكل توربين، وبذلك يبلغ إنتاج سد النهضة الكهربائي الإجمالي 5150 ميجاوات.
ووفق منشور الدكتور عباس شراقي، على صفحته الرسمية على فيسبوك، فإن كفاءة السد حاليا أقل من 30% طبقا للدراسات العلمية، وبالتالي إنتاجه سوف يكون في المتوسط حوالي 1500 ميجاوات فقط، وهذا يكفي لنحو 10 ملايين نسمة لمدة 12 ساعة يوميا، وفي حالة
عدم تصديرها، سوف يظل أكثر من 50 مليون إثيوبي بدون كهرباء، متسائلا: كيف يدعي المسؤولون في إثيوبيا أن كهرباء سد النهضة سوف تنتشل الشعب الإثيوبي من الظلام، والباقي منها سوف يُصدر للدول المجاورة، ويحل مشكلة تخفيف الأحمال الكهربائية في مصر.
وقال الدكتور عباس شراقي إنه بالنظر لحالة مصر وقدرتها الانتاجية من الكهرباء، يبلغ إجمالي قدره محطات الكهرباء المصرية حوالي 50 ألف ميجاوات، موضحا أن هناك بعض المشاكل الداخلية أدت إلى ترشيد استهلاك الوقود وتوقف بعض المحطات لبعض الوقت، ما أدى لظهور الأزمة.
قدرة المحطة الواحدة من محطات كهرباء سيمينز في بني سويف أو البرلس أو العاصمة الإدارية الجديدة تبلغ نحو 4800 ميجاوات
وأشار إلى أن قدرة المحطة الواحدة من محطات كهرباء سيمينز في بني سويف أو البرلس أو العاصمة الإدارية الجديدة تبلغ نحو 4800 ميجاوات، وبالتالي فكل محطة تعادل في إنتاجها سد النهضة في حالة التشغيل كاملًا.
وكانت إثيوبيا، احتفلت الأربعاء الماضي بمرور 13 عاما على بدء تنفيذ إنشاءات السد، فيما زعمت وكالة الأنباء الإثيوبية أن السد سيحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر لو قررت الحكومة المصرية التعاون معها.
وقالت إن الحكومة المصرية ستستأنف خطتها لخفض الأحمال بعد توقف قصير خلال شهر رمضان وعطلة عيد الفطر، ومع توقع زيادة استهلاك الكهرباء بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، تخطط الحكومة لتمديد فترات الانقطاع من ساعتين إلى 4 ساعات يوميًا في معظم المناطق بحلول يوليو، معربة عن أملها أن تتعاون مصر معها لمواجهة تحديات الطاقة.
وأفادت الوكالة أن سد النهضة يقدم حلا رائدا لنقص الكهرباء، والذي اكتمل بناؤه الآن بنسبة أكثر من 95 % ويحتوي على 42 مليار متر مكعب من المياه، ثورة في توليد الطاقة بالمنطقة، وفق المزاعم الإثيوبية.
وسبق أن أعلن الدكتور عباس شراقي،في نهاية شهر مارس الماضي، آخر تطورات الأحداث في أزمة سد النهضة الإثيوبي، وقال إن العمل بدأ فى تعلية الممر الأوسط بعد تجفيفه فى 18 ديسمبر الماضي حتى وصل إلى منسوب 630 متر فوق سطح
البحر، ويتبقى عشرة أمتار، وتصل نسبة الأعمال الإنشائية حوالي 97%، بينما هناك تأخر كبير فى تركيب التوربينات العلوية التى لم ينته أى منها حتى اليوم، ويمكن تقدير ما تم إنجازة بحوالى 60% كهربائيًا، بمتوسط عام يصل إلى 78%.
وفي تصريحات لوزير الري، الدكتور هاني سويلم، في نهاية مارس الماضي قال إنه ليس هناك أي تطور جديد في الموقف بشأن سد النهضة والدولة المصرية أعلنت انتهاء المفاوضات ولن يكون هناك عودة للمفاوضات بالشكل المطروح لأنه استنزاف للوقت، مشددًا على أن هناك موقف واضح لمصر وكان لابد من الانسحاب من المفاوضات ومن حق الدولة المصرية اتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة التهديد المباشر لأمنها.