أكد الدكتور أحمد غلاب، مدير محمية الجزر الشمالية بالبحر الأحمر، رصد ظاهرة التكاثر الجنسي لـ«الشعاب المرجانية» في النصف الثاني من أبريل الجاري من خلال دراسة علمية حديثة قام بها فريق علمي مصري- سعودي.
وأوضح غلاب أن ظاهرة تكاثر الشعاب المرجانية على الساحل المصري والسعودي والتي تمت في النصف الثاني من شهر أبريل الجاري بينت أن هناك اختلافا زمنيا في توقيت عملية التكاثر في الجانبين المصري والسعودي بالبحر الأحمر، وأن عامل درجة الحرارة هو العامل الرئيسى المحدد لتوقيت عملية التكاثر.
وأكدت الدراسة التي تنفرد «المصري اليوم» بنشر تفاصيلها، وشارك في رصدها الدكتور إسلام عثمان من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا بالسعودية، أن ظاهرة التكاثر الجنسي السنوية للشعاب المرجانية والتي تتمثل في 13 نوعا من الشعاب المرجانية
من جنس «اكروبوا» والذي يعد الأكثر انتشارا في منطقة شمال البحر الأحمر وأهم أنواع المرجان في العالم وأمل البشرية في استمرار النظام البيئي حيث تزامن التكاثر في توقيت وأحد لأحداث عملية التكاثر السنوية لإنتاج أجيال جديدة من الشعاب المرجانية.
دراسة بيئية ترصد ظاهرة تكاثر “الشعاب المرجانية” علي الساحل المصري والسعودي بالبحر الاحمر
ويمر تكوين البويضات داخل مستعمرات الشعاب المرجانية بمراحل نمو، تبدأ باللون الأبيض بويضات غير ناضجة، والكريمى الفاتح، والكريمى، والوردى الفاتح؛ ثم تحول البويضات إلى اللون الوردى، وعند وصول البويضات إلى مرحلة
النضج تطلق المستعمرات المرجانية ملايين البويضات في البحر لإحداث عملية التكاثر، ويرجع ظهور لون مياه البحر باللون الوردى إلى العدد الكبير من البويضات الناضجة التي تطلقها مستعمرات الشعاب المرجانية وتطفو على السطح.
وأوضح مدير محمية الجزر الشمالية وأحد القائمين على عملية الرصد والدراسة أن التكاثر الطبيعي للشعاب المرحانية قد يعيد الأمل في تكوين حيود مرجانية طبيعية واستزراع وإحياء اماكن الشعاب المرجانية المدمرة خلال السنوات الماضية.
دراسة بيئية ترصد ظاهرة تكاثر “الشعاب المرجانية” علي الساحل المصري والسعودي بالبحر الاحمر
وأضاف غلاب في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن ظاهرة التكاثر السنوي للشعاب المرجانية فريدة ومثيرة للاهتمام فعندما يتحول ساحل مدينة الغردقة إلى اللون الأحمر في شهور
الربيع فهذا دليل على أن عملية التكاثر للشعاب المرجانية قد حدثت في البحر، وأن حدوث الظاهرة يشير إلى استقرار النظام البيئى للشعاب المرجانية، وقدرته على النمو
والتكاثر، وضرورة استمرار جهود حماية النظام البيئى للشعاب المرجانية في البحر الأحمر لما يمثله من أهمية في حفظ التنوع البيولوجى العالمى ودعم اقتصاد السياحة البيئية في البحر الأحمر.
وأوضح غلاب أن عملية التكاثر للشعاب المرجانية هي عملية بيولوجية تقوم بها الشعاب المرجانية لإنتاج بويضات تتكون داخل نسيج البوليب وتتطور البويضة حتي تصبح لونها وردي في إشارة إلى اكتمال نضجها ثم في أحد الليالي في شهر ابريل تقوم
الشعاب المرجانية بإطلاق هذا البويضات في الماء وإطلاق الحيوانات المنوية التي تقوم بتخصيب البويضات والتي تتحول إلى يرقة بمجرد تلامسها لجسم صلب تقوم بالتثبيت علية والتكاثر إلى أن تكون مرجان جديد وتتم عملية التكاثر في شهر أبريل من كل عام.
دراسة بيئية ترصد ظاهرة تكاثر “الشعاب المرجانية” علي الساحل المصري والسعودي بالبحر الاحمر
وأضاف «غلاب» أن قدرة إنتاجية مستعمرات الشعاب المرجانية من البويضات ما بين 265 بويضة/ سم2 و627 بويضة سم 2 من بيض الشعاب المرجانية مكتملة النضج، وتتميز باللون الوردى وان ظاهرة التكاثر الجنسى للشعاب المرجانية، هي إحدى
العمليات البيولوجية لنمو الشعاب المرجانية وتكاثرها وهي ظاهرة طبيعية تحدث في التوقيت نفسه سنويًّا في النصف الثاني من شهر إبريل وحتي نهاية الشهر نفسه، خصوصًا لأنواع الشعاب المرجانية الصلبة المتفرعة من جنس أكروبورا.
وأكد «غلاب» أن الشعاب المرجانية الصلبة تقوم في هذا التوقيت من كل عام بالتكاثر الجنسى من خلال إطلاق ملايين البويضات والحيوانات المنوية مكتملة النضج، وينجح عدد
محدود منها، وتتلاقى في حالة الظروف المناسبة وتنتج يرقة يمكنها النمو في حالة وجود قاع صلب يمكن الثبات عليه، ما يؤدى إلى نمو مستعمرات مرجانية حيث يعتمد التكاثر
الجنسى للشعاب المرجانية في البحر الأحمر على اكتمال ظهور القمر، لحظة التقاء البيض والحيوانات المنوية للشعاب المرجانية، وتم رصد هذه الظاهرة حيث تغير لون المياه إلى الوردي.
دراسة بيئية ترصد ظاهرة تكاثر “الشعاب المرجانية” علي الساحل المصري والسعودي بالبحر الاحمر
وكشف غلاب أن أهمية ظاهرة تكاثر الشعاب المرجانية والاستفادة منها دليل واضح على حيوية الشعاب المرجانية في البحر الاحمر ويمكن الاستفادة مستقبلا منها في إعادة تأهيل الشعاب والمناطق البحرية المدمرة.
كما هدفت الدراسة وعملية الرصد في تحديد أوقات تكاثر الشعاب المرجانية إلى إمكانية الاستفادة من تلك البويضات مستقبلا في مستقبل تغير المناخ القادم حيث تمثل ظاهرة تغير المناخ وارتفاع الحرارة تأثيرا على الشعاب المرجانية علما بأن الشعاب المرجانية على الساحل المصري لها قدرة على التكيف مع التغيرات المناخية وأصبحت قضية الحفاظ عليها مسؤولية مصرية قومية.
استزراع الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر
دراسة بيئية ترصد ظاهرة تكاثر “الشعاب المرجانية” علي الساحل المصري والسعودي بالبحر الاحمر
دراسة بيئية ترصد ظاهرة تكاثر “الشعاب المرجانية” علي الساحل المصري والسعودي بالبحر الاحمر