روى د. مجدي يعقوب في مذكراته الصادرة حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية للنشر بعنوان ” مذكّرات مجدي يعقوب.. جرّاح خارج السرب” وهو من تأليف سيمون بيرسن وفيونا جورمان وترجمة أحمد شافعي قصة فتاة أنقذ قلبها وأعاده للحياة باستبداله مرتين بآخر أخذ من متبرع، ليبرز فيها قدرة القلب على التعافي، وكذلك قدرة العلم على إنقاذ حياة الإنسان.
تفاصيل القصّة، التي ضمّها يعقوب في مذكراته ونشرت دراستها مجلة طبية بريطانية رائدة بعمليتين جراحيتين أجراهما السير يعقوب لطفلة رضيعة اسمها هانا كلارك، مكَّنتاها أخيرًا من بلوغ الشباب وهى في حالة صحية مزدهرة.
وجاءت العملية الأولى عقب اكتشاف الأطباء أن هانا تعاني هبوطًا شديدًا في وظيفة عضلة القلب، ناجمًا عن اعتلال شديد في الوظيفة الانقباضية لها وهو ما يؤدي لتمدد عضلة البطين الأيسر، وبالتالي ازدياد رقة جداره وانخفاض ضخ الدم.
وفي 1995 منح يعقوب لهانا قلبًا إضافيًا جديدًا تولى في البداية وظيفة الجانب الأيسر من قلبها، راجيًا في الوقت نفسه أن يتعافى القلب القديم على المدى البعيد وهو ما حدث بالفعل في وقت غير متوقع، ليعلق يعقوب على الأمر لاحقًا بالقول: “إن
إمكانية تعافي القلب أقرب إلى السحر”، خاصة أن تعافي القلب القديم جاء عقب تعرض حياة “هاناه” للخطر مرة أخرى بسبب أحد أشكال سرطان الغدد الليمفاوية الناجم عن الأدوية المثبطة للمناعة التي كانت تتناولها هاناه لمنع جسدها من لفظ القلب المتبرع به.
عملية هانا كانت المرة الأولى التي يُجرى فيها استئصال قلب محمول بأمان وفي ذلك الوقت كان رائد عملية التحميل هو كريستيان برنارد في جنوب إفريقيا عام 1974، وفي ذلك الوقت لم يكن المريض يعتمد كليًا على القلب المزروع.
تم الإعلان عن تفاصيل العمليتين ونتيجتهما في مؤتمر صحفي أُقيم في ذي لانسيت في الثالث عشر من يوليو 2009 أي بعد 3 أعوام من العملية الثانية، حينما بدا أن تعافي هانا قد تأكد تمامًا وتمكنت من حضور المؤتمر وكانت في السادسة عشرة من عمرها.