أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي أحد الشعانين في كنائس صور في لبنان، حيث ترأس راعي إبراشية صور وصيدا ومرجعيون وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس كفوري، القداس في كنيسة القديس توما.
وقاال الكفوري في عظته: “كيف نعيّدُ وكيف نفرحُ وهيرودسُ العصر يقتل أطفال بيت لحم ويدوس المقدّسات بقدميه النجستين. كيف نحتفل وآلاف النساء والأطفال والشيوخ ينامون في العراء دون مأوى والعالم
يتفرج؟، كيف نفرح وأهلنا تشردوا وذهبوا إلى أقاصي الأرض يبحثون عن الحياة الكريمة لأولادهم؟، كيف نفرحُ وقد مرَّ على اختطاف أخوينا المطرانيْن بولس ويوحنا (مطرانيْ حلب) إحدى عشْر سنةً ومصيرهما مجهول”.
وتابع: “لكن بولس الرسول يقول لنا “لا تهتموا البتة، بل في كل شيء فلتكن طلباتكم معلومة لدى الله بالصلاة والتضرّع مع الشكر”. سلام الله يحفظكم في يسوع المسيح”. أمّا أنتم فعليكم أن تحافظوا على كرامة الإنسان المخلوق على صورة الله. الإنسان الذي تُمتهن كرامته اليوم في ما يسمّى “بالعالم الحر”. هذا العالم الذي يحكمه الأقوياء المصابون بجنون العظمة”.
وأضاف :”نسأل هؤلاء: من يحمي الشعوب الضعيفة من جبروت الأقوياء؟ أليس لهذا السبب وُضِعَتْ الشرائع السماوية والقوانين الدولية؟ لهذا السبب نحن قبلنا بقرارات الأمم المتحدة. وما زلنا نطالب بتطبيقها وبحفظ السلام في العالم. ولهذا نطالب أيضاً بتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701، شرط أن تلتزم به كافة الأطراف الموقّعة عليه.
وأكمل: بهذه المناسبة نتوجه بالشكر الى اليونيفيل على جهودها في هذا الشأن. ونصلي من أجل سلام العالم. كذلك نطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزّة تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الأخير بهذا الشأن.
كما نطالب بوضع حدّ لتجاوزات المستوطنين الذين يعتدون يومياً على السكان الآمنين في بيوتهم دون رادع أو وازع. ونسأل إلى متى ستستمّر الحرب في فلسطين؟ ونحييّ بهذا الشأن الوقفة التاريخية لطلاب وأساتذة الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية وفي دول أخرى من العالم. هذه الوقفة تدلّ على أن الضمير العالمي لا يقبل بما تقوم به إسرائيل من مجازر ومن تجاوز لكافة القوانين الدولية والإنسانية”.