تستعرض “البوباة نيوز”، ابرز مظاهر الاحتفال بأحد الشعانيين وهو فرش الثياب أمام المسيح عند دخوله أورشليم، وهي عادة قديمة تُشير إلى المحبة والطاعة والولاء، فالجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخيل، أمام ياهو عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9)، وهذا ما حدث مع المسيح عندما دخل أورشليم، فأنشدوا المزامير، وفرشوا الثياب، وحملوا سعف النخيل، لأنَّ المسيح ملك الملوك.
ويسبق فرش الثياب خلعها أولاً، وهذا يُشير إلى الخطية التي عرَّتنا وفضحتنا، إلى أن جاء المسيح وكسانا بثوب بره، وهكذا ألقى اليهود بالثوب القديم ليتمتّعوا بالمسيح كثوب بر يلتحفون به ويختفون فيه.
وتُشير خلع الثياب إلى الاستهانة بكل شيء من أجل المسيح: “خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ” (في8:3).
وترمز أيضاً إلى خلع الإنسان العتيق، لنلبس الجديد الفاخر المُزين بالفضيلة، فالمسيح هو اللؤلؤة الفريدة التي تستحق أن نبيع كل شيء لنقتنيها (مت46:13).
كما تشير إلى خلع المظاهر الخارجية، لتكون الحياة مع الله من الأعماق “مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ” (مز1:129)، “مُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ” (2كو5:10).
وأيضاً خلع الثياب يرمز إلى حياة الفقر الاختياريّ التي عاشها المسيح، وعلى نهجه عاش المؤمنون (أع 33:5، 34).
وعلى الصليب نرى التجرّد كاملاً، فقد تعرّى اللابس النور كرداء من لباسه بفرح عظيم، ليستر أولئك الذين خرجوا من الفردوس عرايا، فالمسيح لمّا رأى الإنسان تعرى من ثياب التواضع نزل من السماء وتعرى من ثياب مجده ليكسوه بتواضعه، ولمّا رآه عرياناً من ثمار المحبة غطاه برداء الحُب الإلهيّ!.